ولادة مليشيا جديدة في العراق: ما حقيقة الانشقاق داخل التيار الصدري؟

الإعلان عن ولادة مليشيا جديدة في العراق: ما حقيقة الانشقاق داخل التيار الصدري؟

26 سبتمبر 2020
اتهامات لمناوئي الصدر بمحاولة خلط الأوراق (Getty)
+ الخط -
بعد ساعات من موقف لافت لزعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أعلن فيه عن رفضه لاستهداف البعثات الدبلوماسية في بغداد، من خلال صواريخ "كاتيوشا" التي تطاول المنطقة الخضراء بين يوم وآخر، واتهامه فصائل مقربة من إيران، من دون تسميتها، بعمليات القصف واغتيال الناشطين، مطالباً حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بوضع حد لتلك الهجمات؛ أعلنت جماعة مسلحة أطلقت على نفسها "لواء كريم درعم"، انشقاقها عن التيار الصدري والاستمرار بـ"العمل العسكري ضد الوجود الأميركي في العراق".
ويؤكد التشكيل الجديد، الذي اختار اسم أحد قيادات التيار الصدري الذي قتل بمواجهات في مدينة النجف عام 2004 مع القوات الأميركية، القيادي كريم درعم، أنه "سيواصل استهداف القوات الأميركية في العراق باعتباره تكليفاً شرعياً ووطنياً".
وأبلغت مصادر مقربة من التيار الصدري وجناحه المسلح "سرايا السلام"، "العربي الجديد"، بأنّ الإعلان عن ولادة جماعة مسلحة من داخل التيار الصدري "لعبة تدخل ضمن محاولات الرد على موقف الصدر الأخير، والجماعة لا أساس لها ولا وجود لأي انشقاق، متهمين فصائل مسلحة مرتبطة بإيران بأنها وراء هذه الحركة "لإحراج الصدر وخلط الأوراق مستقبلاً في أي هجوم جديد تتعرض له البعثات الدبلوماسية الأجنبية في بغداد".
وتواصل "العربي الجديد" مع القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، الذي أكد عدم وجود أي انشقاق بالتيار، معتبراً أنها "محاولات خلط أوراق، رداً على مواقف زعيم التيار الرافضة للنيل من الدولة والقانون"، مضيفاً أنه "لو كان هناك فعلاً انشقاق؛ لأعلن ذلك عبر مؤتمر صحافي أو بيان أو تسجيل مصور يظهر الشخصيات المنشقة، وليس من خلال صفحات وهمية على مواقع التواصل".
واتهم الجماعات التي تقف وراء الهجمات واستهداف الدولة بالوقوف أيضاً وراء هذه الخطوة، "على أمل إحراج زعيم التيار مقتدى الصدر، إذ تريد أن تظهر أن التيار الصدري تخلى عن مواقفه السابقة، لكن في الحقيقة نحن مع الحفاظ على هيبة الدولة والقانون، ونعمل وفق المقاومة السياسية في الوقت الحالي، لإخراج القوات الأجنبية من العراق"، معتبراً أن "كل ما يشاع حول ذلك لا يستحق الرد وهدفه التسقيط".
وكان الصدر قد أكد، أكثر من مرة، ضرورة دمج "الحشد الشعبي" في القوات الأمنية. وعلى الرغم من أن قوات "الحشد" تعتبر قوة نظامية لها قانونها الخاص وتأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس الحكومة، إلا أن كل المؤشرات تُظهر عكس ذلك.
فقد أعقبت فترة مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" جمال جعفر (أبو مهدي المهندس) مطلع هذا العام، ولادة مليشيات وهمية جديدة تتبنى الخطاب التحريضي ضدّ الناشطين العراقيين، وتعلن مسؤوليتها عن استهداف المصالح الأميركية عبر تفجير الأرتال اللوجستية من جهة، وقصف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد من جهة أخرى. وتؤكد غالبية التفسيرات أنّ المليشيات الجديدة تنحدر من مجموعات معروفة بالموالاة لإيران.