وفد ليبيا في تونس والجزائر لبحث عدد من الملفات الساخنة

وفد ليبيا في تونس والجزائر لبحث عدد من الملفات الساخنة

03 مايو 2023
تبحث المنقوش عن مزيد من توفير الدعم العربي والإقليمي لخطوات إنجاز الانتخابات (Getty)
+ الخط -

يجري وفد ليبي برئاسة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية إلى كل من تونس والجزائر، لبحث عدد من الملفات الساخنة أبرزها الانتخابات الليبية المقبلة والأوضاع في السودان.
 
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، ظهر اليوم الأربعاء، المنقوش التي ترأس وفدا من حكومتها، ضم وزير المواصلات محمد الشهوبي، بقصر قرطاج، عقب مشاركتهما في جلسة مباحثات أجراها الوفد الليبي مع وزير الخارجية نبيل عمار وعدد من المسؤولين التونسيين.

وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إن لقاء الرئيس قيس سعيد مع الوفد الليبي مثل مناسبة جدد خلالها رئيس الجمهورية التأكيد على موقف تونس الثابت الداعي إلى حلّ الأزمة في ليبيا وفق مقاربة تقوم على وحدة هذا البلد الشقيق ورفض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية".

وبحسب البيان، فقد شدّد سعيد "على أهمية مواصلة تعزيز سنّة التشاور والتنسيق بين البلدين في كلّ المجالات، لا سيّما منها قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن".

كما أكّد سعيد على ضرورة "تكثيف الجهود لتحقيق تطلعات الشعبين في ليبيا وتونس نحو المزيد من التكامل عبر تذليل كل الصعوبات التي تحول دون ذلك وتجاوز بعض الإشكاليات المفتعلة التي تهدف إلى التشويش على علاقات الأخوة".

سعيد دعا كذلك إلى "التعاون بين تونس وليبيا، ورفع التحديات الراهنة وتعزيز نسق الاجتماعات على كل المستويات وتطبيق الاتفاقيات الثنائية وتنويعها، وذلك انطلاقاً من الإرادة الثابتة والنوايا الصادقة للبلدين وإيمانهما الراسخ بالمستقبل المشترك وبوحدة المصير".

وأضافت الرئاسة التونسية أن لقاء الرئيس قيس سعيد مع الوفد الليبي مثّل أيضاً مناسبة للتطرق إلى عدّة ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الليبية إن لقاء المنقوش والشهوبي مع الرئيس التونسي جاء في إطار الزيارة الرسمية للوفد الحكومي الليبي إلى تونس.

وكتبت المنقوش في تغريدة على "تويتر"، قائلة: "التقيت اليوم بالعاصمة التونسية رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد"، مشيرة إلى أن "اللقاء ناقش تطورات الأوضاع في السودان"، مؤكدة "موقف بلدينا الموحد الداعم لوقف إطلاق النار".

وأضافت: "ناقشنا تواصل حكومتي ليبيا وتونس تطوير التعاون بينهما في شتى المجالات التي تعود بالخير على كافة أبناء البلدين".

من جهته، رأى الخبير في الشأن الليبي مصطفى عبد الكبير، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "أهم ملف ثنائي ستطرحه المنقوش هو ملف الهجرة، فالسودان يعيش اليوم وضعاً متفجراً، وتصريح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول إمكانية تجاوز عدد اللاجئين السودانيين 800 ألف مهم، خصوصاً أن نصيب ليبيا منهم قد يصل إلى 50 بالمائة".

ورجح أن "تكون وجهة اللاجئين السودانيين من ليبيا إلى تونس للهجرة عبر البحر إلى أوروبا".

وبحسب الخبير في الشأن الليبي فإن "التنسيق سيكون مع تونس نحو توحيد المواقف في مسألة الهجرة، باعتبار أن القانون الدولي ينص على أن أي شخص فار من الحرب يصبح لاجئاً يتمتع بكل الحقوق في حين أن الوضعين الداخلي التونسي والليبي مترديان".

وتابع عبد الكبير حديثه عن أبرز ملفات زيارة الوفد الليبي إلى تونس، قائلاً إن "من بين الملفات كذلك التنسيق على المستوى الأمني والتنقلات بين البلدين على مستوى البوابات البرية، وأيضاً توحيد الموقف على مستوى الخطة الأوروبية الإيطالية التي يراد فرضها في حوض المتوسط".

وتابع: "يبدو أن التنسيق يشمل أيضاً تسهيلات لرجال الأعمال في البلدين وتحقيق التقارب، وإزالة سوء التفاهم بعد التصريحات الأخيرة لسعيد التي تعرض فيها لمسألة الجرف القاري، والتي أثرت نسبياً على العلاقات وخاصة في ما يتعلق بالقرارات السيادية للبلدين".

واستطرد قائلاً: "هذا بالإضافة إلى بعض المسائل المتعلقة بالوضع الأمني في المنطقة التي تشهد بعض الصعوبات، خاصة في ظل المشاكل الحقيقية المتعلقة بالأزمة الاقتصادية في العالم وتداعياتها".

المنقوش في الجزائر مساءً

إلى ذلك، تصل وزيرة الشؤون الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، مساء الأربعاء، إلى الجزائر، قادمة من تونس، في زيارة عمل تلتقي خلالها مسؤولين جزائريين.

وقال مصدر دبلوماسي، لـ"العربي الجديد"، إنّ المنقوش، التي تصل الأربعاء إلى الجزائر، ستلتقي مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف.

وبحسب المصدر، ستناقش المنقوش تطورات الأزمة الليبية، ومساعي إنهاء الترتيبات المتعلقة بإجراء الانتخابات المقبلة، وكيفية مساهمة الجزائر في هذا الإطار.

ومن المقرر أن تلتقي المنقوش، التي تقوم بجولة تشمل الجزائر وتونس، غداً الخميس، الرئيس عبد المجيد تبون، بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية.

وتبحث المنقوش عن مزيد من توفير الدعم العربي والإقليمي لخطوات إنجاز الانتخابات، خاصة خلال القمة العربية المقبلة المقررة في 19 مايو/ أيار الجاري.

وتدعم الجزائر حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، وترفض الاعتراف بحكومة فتحي باشاغا، وتتمسك بخيار إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا.

وسبق أن أكد تبون، في حوار تلفزيوني، الشهر الماضي، أنّ "الحل الوحيد للأزمة الليبية هو إجراء الانتخابات التي تسمح للشعب الليبي بالتعبير عن موقفه واختياراته"، وكشف أنه رفض استقبال "بعض من يقومون بممارسات تعقد الأزمة الليبية".