وزير خارجية الجزائر يصل إلى دمشق اليوم لبحث القمة العربية

وزير خارجية الجزائر يصل إلى دمشق لبحث القمة العربية: تطبيع عربي مع الأسد؟

24 يوليو 2022
لعمامرة سيلتقي الأسد (Getty)
+ الخط -

يصل وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، اليوم الأحد، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

وذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام السوري، أن وزير خارجية النظام فيصل المقداد سيكون في استقبال لعمامرة في مطار دمشق الدولي، والذي سيكون على رأس وفد رسمي قادماً من العراق.

وكان المقداد قد زار الجزائر في الخامس والسادس من الشهر الحالي وشارك في الاحتفالات الرسمية بالذكرى 60 لاستقلال الجزائر والتقى الرئيس عبد المجيد تبون ولعمامرة ومسؤولين آخرين.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر رسمي سوري قوله إن لعمامرة سيلتقي رئيس النظام السوري بشار الأسد، لبحث القمة العربية المرتقبة في الجزائر والعلاقات الثنائية بين الجانبين.

وكان المقداد قال خلال زيارته إلى الجزائر إنّ الأخيرة حريصة على أن "تُشارك سورية في جميع نشاطات الجامعة العربية"، معتبراً أن العلاقات بين نظامه والجزائر "تاريخية وعميقة وقوية".

كما قال لعمامرة في وقت سابق إن الجزائر "ستبذل قصارى جهدها للم الشمل وتقوية الروابط العربية"، مشيراً إلى أن سورية عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ويجب أن تعود إلى شغل مقعدها فيها، حسب تعبيره.

وكانت الجامعة العربية جمّدت عضوية سورية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، بسبب لجوء النظام السوري إلى العنف المفرط في قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد النظام في ذلك العام.

وتعتبر الجزائر من الدول العربية الداعمة لنظام الأسد، وتصف التصريحات الصادرة عن مسؤوليها ما يجري في سورية بالحرب الأهلية، وتدعم مقولات النظام بضرورة استعادة "سيادة الدولة" على كل المناطق. كما تدعم إعادة النظام إلى الجامعة العربية، وحضور القمة العربية التي تحتضنها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وفي تعليقه على العلاقات بين نظام الأسد والجزائر، قال المحلل السياسي غازي دحمان إن "الجزائر كانت من الدول القليلة التي لم توافق على تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية عام 2011، ولم تغلق سفارتها في دمشق بعد ذلك، على غرار ما فعلت معظم الدول العربية".

وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "النظامين في دمشق والجزائر متشابهان في التركيبة الأحادية التي تتوجس من تحركات الشعوب، ويسارعان إلى دمغها بالإرهاب والتطرف الإسلامي، خاصة أن الجزائر عاشت ما يسمى بـ"العشرية" في محاربة الجماعات الإسلامية، وهي تعتبر ما حصل في سورية خلال السنوات العشر الماضية مشابهاً لما حصل على أرضها، إذ يواظب الإعلام الرسمي في الجزائر على وصف ما يحدث في سورية بأنه تحركات جهادية أو للإسلام السياسي، ضد نظام وطني، متجاهلاً تضحيات مئات آلاف السوريين الذين سحقتهم الآلة القمعية لنظام الأسد".

كذلك لفت الى أن كلا "النظامين تدور علاقاتهما الخارجية في المحور نفسه، أي علاقات طيبة مع روسيا والصين وإيران، ومتوترة مع الغرب. كما يقدر المسؤولون المتعاقبون في الجزائر وقوف النظام في دمشق إلى جانب الجزائر خلال "العشرية السوداء" وفي العلاقات المتوترة مع المغرب على خلفية قضية الصحراء (بوليساريو) حيث كان نظام الأسد من الدول القليلة التي افتتحت مكتباً لمنظمة بوليساريو في دمشق".

من جهته، قال المحلل السياسي الجزائري محمد بن يحيي المقيم في باريس، لـ"العربي الجديد"، إن "الجزائر تسعى كما يبدو إلى استعادة دورها في الساحة العربية، خاصة على أبواب القمة العربية المقبلة التي تستضيفها بعد أشهر، وذلك بعد أن تعافت من أوضاعها الداخلية المضطربة طيلة العقود الماضية".

ورأى بن يحيي أن "الجزائر وقفت منذ البداية ضد ثورات "الربيع العربي" في كل مكان، ولديها حساسية من التحركات الشعبية والإسلامية، لذلك تجد نفسها في "خندق واحد" مع نظام الأسد، خاصة بعد أن نجحت في امتصاص التحركات الشعبية التي اندلعت في إطار ثورات الربيع العربي".