وزير الإعلام السوداني ينتقد تطوير الجيش لعلاقات التطبيع مع إسرائيل

تأكيداً لما نشره "العربي الجديد": وزير الإعلام السوداني ينتقد تطوير الجيش لعلاقات التطبيع

06 ديسمبر 2020
توتر داخل حكومة تقاسم السلطة في السودان (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

انتقد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح الجيش لتطويره علاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من دون إخطار مسؤولين آخرين، ما يشير إلى مزيد من التوتر داخل حكومة تقاسم السلطة في البلاد.

وقال فيصل صالح، في حديث لقناة تليفزيونية محلية، في وقت متأخر من يوم السبت، إن زيارة وفد من دولة الاحتلال لمؤسسة تصنيع عسكرية سودانية الشهر الماضي، قد جرت بدون علم مجلس الوزراء.

وأكدت هذه التصريحات، التي تعتبر الأولى من نوعها، المعلومات التي نشرها "العربي الجديد" في الأول من الشهر الجاري بشأن وجود خلافات حول الزيارة بين المجلس العسكري ومجلس الوزراء، رصدتها أجهزة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقالت المصادر المصرية في ذلك التقرير إن القلق المصري المبكر من التقارب العسكري بين البلدين المطبعين حديثاً يعود إلى أن المجلس السيادي الانتقالي، الركن الأول والأساسي من السلطة الحالية في السودان، يحاول قطع أشواط في علاقة التطبيع من خلال الملفات التي يمسك بزمامها، والتي على رأسها الملف العسكري، بينما باقي الملفات ذات الطبيعة الاقتصادية والتنموية التي تديرها الحكومة - وترغب مصر في تركيز جهود التطبيع عليها - ما زالت الحركة فيها متباطئة إلى حد بعيد، نتيجة خلافات بين الحكومة والمجلس الانتقالي من جهة، وعدم سيطرة بعض الوزراء على حقائبهم بالصورة الكافية حتى الآن.

وذكرت تلك المصادر أن مصر تحاول جاهدة، من خلال اتصالاتها بالسودان وأجهزة الاحتلال، توجيه دفة التطبيع إلى الملفات التنموية التي يسهل لمصر الدخول فيها كشريك أو بصورة لصيقة ومباشرة، مثل التعاون الزراعي والتكامل الكهربي، فضلاً عن المشروعات التي سبق النقاش حولها في مجال الطاقة واستكشاف إمكانات المناطق الاقتصادية في البحر الأحمر.

واستبعدت المصادر المصرية توقيع اتفاقات عسكرية بين البلدين في الفترة السابقة على تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، موضحة أن إدارة ترامب الآن تركز على تحقيق تقدم في ملف التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال في ظل التباطؤ الذي أصاب هذا المسار عقب خسارة ترامب للانتخابات الأميركية، والرغبة البادية من الرياض في تأجيل اتخاذ هذه الخطوة إلى عهد بايدن.

وجاءت الزيارة بعد نحو شهر على اتفاق إسرائيل والسودان على اتفاق سلام بوساطة الولايات المتحدة، في إطار مساعي تلك الدولة الأفريقية إلى شطب اسمها من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.

وقال صالح لقناة "إس 24"، وهي قناة تليفزيونية مقرها الخرطوم، إن العلاقات الخارجية "يفترض أن تكون بيد مجلس الوزراء". وقال: "لكن الأمور المتعلقة بالتطبيع في يد الجيش بشكل فعلي وأحادي".

ويعتبر هذا أحدث مؤشر على وجود توترات بين المسؤولين المدنيين والعسكريين داخل الحكومة الانتقالية، التي تقود البلاد في أعقاب إطاحة الرئيس السوداني عمر البشير العام الماضي.

ويشهد السودان توترات بين الطرفين على خلفية قرار رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بشأن سلطات وصلاحيات مجلس شركاء الفترة الانتقالية، الذي أصدر البرهان قراراً بتشكيله يوم الخميس الماضي.

وترى الحكومة، برئاسة عبد الله حمدوك، أن المجلس يمثل تغولاً على مهام وصلاحيات هياكل السلطة الانتقالية في البلاد، ويتعارض مع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية، وسط مطالبات بإلغاء تلك السلطات.