نتنياهو يميل لمواقف صدامية تجاه إدارة بايدن في الملف الإيراني

نتنياهو يميل لمواقف صدامية تجاه إدارة بايدن في الملف الإيراني

23 فبراير 2021
نتنياهو يعارض بشدة الاتفاق النووي مع إيران (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، معارضته عودة الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن للاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015 مع إيران، وانسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".

وقال نتنياهو، بحسب تصريح صحافي، "نحن لا نُعلق آمالنا على أي اتفاق مع نظام متطرف مثل إيران"، مضيفاً "مع أو من دون اتفاق، سيتم القيام بكل شيء حتى لا تتسلح إيران بأسلحة نووية".

وتابع مخاطباً القيادة الإيرانية "لن نسمح لنظامكم المتطرف والعدواني بامتلاك الأسلحة النووية".

وأكمل "لا نعوّل على أي اتفاق مع نظام متطرف كنظامكم، وقد شاهدنا بالفعل مدى جدوى الاتفاقيات التي أبرمت مع الأنظمة المتطرفة أمثال نظامكم، على مدار القرن الماضي والحالي أيضاً".

وأردف نتنياهو "بغض النظر عمّا إذا كان هناك اتفاق من عدمه، فإننا سنبذل كل ما بوسعنا من جهود في سبيل منع تزودكم بأسلحة نووية".

ويشي موقف نتنياهو بأنه اختار اعتماد خط متشدد مخالف لموقف إدارة بايدن في كل ما يتعلق بالعودة للاتفاق النووي مع إيران، الذي كان نتنياهو عارضه في حينه، متحديا إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. ووصل الأمر إلى قيام نتنياهو بإلقاء خطاب شديد في الكونغرس الأميركي في مارس/ آذار من العام 2015 ضد موقف إدارة أوباما.

سياسة متشددة
في السياق، كشفت الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم الثلاثاء، أنّ نتنياهو أعرب أمس الاثنين، في الجلسة الخاصة التي عقدتها الحكومة لبحث نوايا إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي، عن "مواقف متشددة وصدامية"، فيما أعرب كل من وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي عن مواقف أكثر مرونة لجهة إمكانية الحوار مع الطرف الأميركي لتبني المطالب الإسرائيلية وتحقيق "نتائج أفضل".

ونقلت عن مصادر إسرائيلية، لم تحدد اسمها، قولها إن "إسرائيل ترغب في اتباع سياسة متشددة حيال إدارة بايدن".

وقالت نقلاً عن المصادر ذاتها "السؤال الذي طُرح على جدول النقاش هو: هل يجب على إسرائيل أن تدعم أو تعارض الموقف الأميركي حول تجديد العمل بالاتفاق على مرحلتين؟ الأولى العودة إلى الاتفاق النووي، ومن ثم السعي إلى تضمين مشروع إيران الخاص بالصواريخ الباليستية في الاتفاق".

وأضافت أن "وزيري الدفاع والخارجية بني غانتس وغابي أشكنازي يؤيدان اتخاذ موقف معتدل حيال هذه المسألة، والشروع في حوار مع البيت الأبيض بهذا الخصوص، ويشاطرهما الرأي أيضاً رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي".

وكان كوخافي قد أعلن أخيراً، في مؤتمر إسرائيلي، عن اعتقاده بأنّ العودة للاتفاق النووي السابق أمر سيئ، فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنّ رئيس أركان الاحتلال أعرب في جلسة، أمس الاثنين، عن اعتقاده بأنه "ينبغي التوصل إلى اتفاق نووي بشروط أفضل".

في المقابل، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة جلعاد أردان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، إنّ تل أبيب شرعت بحوار مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وإنّ الأميركيين يستمعون للموقف الإسرائيلي.

وأضاف أنّ "إسرائيل تعتقد بأنّ العودة للاتفاق النووي من العام 2015 ستكون خطأ، لأنها تمهد الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة نووية".

وبحسب الإذاعة، فإنّ إسرائيل صعّدت الضغوط على الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الأسابيع الأخيرة، في ظل احتمال استئناف المحادثات مع إيران، "بهدف محاولة منع العودة إلى الاتفاق النووي" الموقع عام 2015.

وأضافت الإذاعة أنّ مسؤولين إسرائيليين حاولوا إقناع نظرائهم من الدول الأوروبية الثلاث بإضافة بنود ومطالب أخرى إلى أي اتفاق يوقع مع إيران. وقالت المصادر نفسها إنه "مقارنة بفترة عادية، توجد في الفترة الأخيرة مداولات ومحادثات أكثر بين الأطراف حول الموضوع الإيراني".

وأضافت الإذاعة أنّ إسرائيل تمارس ضغوطاً على الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تمهيدا لاحتمال استئناف المفاوضات حول الاتفاق مع إيران، وأنها ترى إمكانية للتأثير على هذه الدول في ظل ما ترصده من عدم رضا هذه الدول من المواقف الإيرانية الأخيرة. 

وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة أوباما والدول الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.

ويوم الجمعة الماضي، اعترضت إسرائيل على نية واشنطن العودة للاتفاق النووي لعام 2015.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن حكومته تتمسك "بالتزامها بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وموقفها من الاتفاق النووي (لعام 2015) لم يتغير".

وجاء هذا الموقف الإسرائيلي إثر إبلاغ واشنطن رسمياً مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، إلغاء العقوبات التي فرضها ترامب على إيران والمعروفة باسم "سناب باك".

المساهمون