مقتل ناشط سوري تحت التعذيب في سجن تابع لـ"قسد" في الرقة

مقتل ناشط سوري تحت التعذيب في سجن تابع لـ"قسد" في الرقة

08 اغسطس 2022
اعتقل الناشط بتهمة التعاون مع تركيا (Getty)
+ الخط -

قضى ناشط إعلامي تحت التعذيب في سجن تابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، بعد أيام من اعتقاله في حملة طاولت مجموعة من الإعلاميين والناشطين العاملين في مناطق "قسد"، يأتي ذلك فيما لا تزال الشرطة العسكرية العاملة في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا تحتجز حتى، اليوم الإثنين، الناشط الإعلامي لؤي اليونس بعد اعتقال بطريقة تعسفية قبل عدة أيام، بُحجة التعامل مع تنظيمات إرهابية.

وقال موقع "الرقة بوست" إن الناشط الإعلامي عماد الزكعاب قضى تحت التعذيب في سجن تابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" بتهمة "التعاون مع تركيا"، بعد أسبوع على اعتقاله مع إعلاميين وناشطين آخرين، مضيفاً أن السجن يقع في مدينة الرقة.

وذكرت مصادر إعلامية أن مليشيا "قسد" أبلغت ذوي الزكعاب بموته في السجن بعد اعتقاله مع 16 إعلامياً وصحافياً خلال حملة أمنية نفذتها "قسد" في الرقة في نهاية يوليو/ تموز الماضي، وهو ما أكدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضاً.

وكانت "قسد" قد اعتقلت في وقت سابق العشرات من الناشطين والعاملين لصالح وسائل إعلام في مناطقها بتهمة التعامل مع تركيا أو العمل من دون ترخيص.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثّقت مقتل 83 شخصاً تحت التعذيب في سجون "قسد" منذ 2011 حتى يونيو/ حزيران الماضي.

احتجاجات شمال حلب للإفراج عن ناشط إعلامي 

من جانب آخر، لا تزال الشرطة العسكرية العاملة في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا تحتجز حتى، اليوم الإثنين، الناشط الإعلامي لؤي اليونس بعد اعتقال بطريقة تعسفية قبل عدة أيام، بُحجة التعامل مع تنظيمات إرهابية في بلدة جنديرس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، شمال سورية.

وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن الشرطة العسكرية وعدت عصر اليوم الإثنين بإطلاق سراح اليونس العامل لدى شبكة "حرية برس" والعضو في تجمع "ثوار سوريا"، بعد اعتقاله بشكلٍ تعسفي يوم الجمعة الفائت من منزله مع امرأة وعدة أطفال من عائلته في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي، بُحجة تعامله مع تنظيمات إرهابية، وفق ما ادعى مسؤولو الشرطة العسكرية، مُشيرةً إلى أن الشرطة العسكرية أطلقت سراح المرأة والأطفال بعد ساعات من الاحتجاز، فيما لا يزال الناشط لؤي محتجزاً حتى الآن ضمن سجن الشرطة العسكرية.

وأكدت المصادر أن "عدة نشطاء صحافيين وعاملين في القطاع المدني نظموا اليوم الإثنين وقفة احتجاجاً أمام مبنى الشرطة العسكرية في بلدة جنديرس، مطالبين بالإفراج عن الناشط الإعلامي لؤي لعدم ثبوت تورطه بالاتهامات التي نُسبت إليه".

من جهة أخرى، احتج المئات من طلاب الثانوية المقيمين في مدينتي إعزاز وعفرين، وذلك بسبب النسب المتدنية للنجاح وعدم تسليم كشف علامات في مناطق "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" الخاضعة للنفوذ التركي.

احتج المئات من طلاب الثانوية المقيمين في مدينتي إعزاز وعفرين، وذلك بسبب النسب المتدنية للنجاح وعدم تسليم كشف علامات

وتوجه الطلاب المحتجون إلى مباني التربية في المدينتين ومزقوا لوحات تعريفية على بوابات تلك المباني وأزالوا العلم التركي، معبرين عن رفضهم المُطلق لنتائج الامتحانات الثانوية التي صدرت مؤخراً، والتي بلغت نسبة الرسوب فيها ضمن تلك المناطق أكثر من 70% بحسب مُدرسين عاملين في مديرية التربية والتعليم.

من جانبه، قال المُعلم عبد الغفور عبد الغفور، وهو أحد المدرسين العاملين في مدارس الشمالي السوري، في منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، إنه "بعد تحليل ملف نتائج ولاية غازي عنتاب تبين ما يلي: أي طالب يحصل أقل من 25 علامة في أي مادة يعتبر راسبا ولو كانت باقي المواد فوق الـ 50".

وأوضح عبد الغفور في منشوره، أن "هذا الشرط لم يكن موجودا في الأعوام السابقة، وهو غير موجود ضمن ملف تعليمات الامتحان الذي تم إرساله للمديريات؛ ويمكنكم التأكد من ذلك من خلال الملف الذي تم إرساله على المرجع"، مضيفاً: "سابقا كانت مادة اللغة العربية مرسبة ومازالت كذلك ضمن هذه النتائج".

وكان عنصر من الشرطة قد اعتدى بالضرب يوم أمس الأحد على أحد الطلاب المحتجين، والذي كان يكتب عبارات على أحد الجدران في المدينة تعبر عن غضبه من مديرية التربية والتعليم حيال نتائج الثانوية في مدينة إعزاز شمالي حلب.

استمرار تجنيد القاصرين

إلى ذلك، قالت شبكة الخابور المحلية إن "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" اختطفت الطفل القاصر حسن عماد العثمان (11 عاماً) بغية تجنيده بصفوفها، موضحة أن الخطف جرى في مدينة القامشلي.

وأضافت الشبكة أن المليشيا ذاتها اختطفت طفلة من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بهدف تجنيدها أيضاً.

وذكرت الشبكة أن الطفلة المختطفة نُقلت إلى منطقة تل رفعت بريف حلب لتدريبها في أحد معسكرات المليشيا هناك، مشيرة إلى اختطاف عشرات الأطفال من مناطق مختلفة بهدف التجنيد خلال العام الجاري.

وفي الشأن ذاته، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الطفلة حميدة فوزي محمد اختطفها عناصر تابعون لـ"قوات سورية الديمقراطية" بهدف التجنيد القسري في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، في الرابع من الشهر الجاري، مؤكدة أن قرابة 197 طفلاً ما زالوا قيد التجنيد الإجباري في معسكرات "قوات سورية الديمقراطية".

ويذكر أن "قسد" تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهي الجناح السوري المسلح لـ"حزب العمال الكردستاني" المُدْرج على لوائح عدة للتنظيمات الإرهابية.

المساهمون