مفاوضات فيينا: اتصال بين وزيري الخارجية الإيراني والعماني

مفاوضات فيينا: اتصال بين عبد اللهيان والبوسعيدي ونفي إيراني لحصول اتفاق خلال الساعات المقبلة

19 مارس 2022
عبد اللهيان والبوسعيدي (Getty)
+ الخط -

بعد صمت إيراني رسمي خلال اليومين الأخيرين بشأن مفاوضات فيينا، في ظل توقعات بقرب التوصل إلى اتفاق، أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً مع نظيره العماني، بحثا فيه العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، حسب بيان للخارجية الإيرانية. 

واللافت أنّ البيان الإيراني يخلو من أي تصريح لوزير الخارجية الإيراني حول مفاوضات فيينا، لكن الخارجية الإيرانية نقلت عن وزير الخارجية العماني إعرابه عن أمله في "اتخاذ الخطوات النهائية حول مفاوضات فيينا في أقرب وقت ممكن". 

في الوقت ذاته، تضاربت المؤشرات، اليوم السبت، بشأن توقيع محتمل قريباً على الاتفاق النووي الإيراني، مع نقل صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، تصريحات لوزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني، قال فيها قد يتم التوصل إلى اتفاق بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، في غضون 48 ساعة (قبيل بدء عطلة النوروز في إيران والتي تستمر لأسبوعين).

لكن مصادر "العربي الجديد" أكدت، صباح اليوم السبت، أنه حتى ساعات مساء أمس الجمعة لم يكن قد تمّ بعد التوصل إلى حلّ للقضية الرئيسية العالقة، والمتمثلة بملف رفع اسم "الحرس الثوري الإيراني" عن لائحة العقوبات الأميركية، على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه خلال المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وطهران.

كذلك أشارت المصادر إلى أنّ الوفد الإيراني المفاوض برئاسة علي باقري كني، بما في ذلك فريق الخبراء، موجود حالياً في طهران.  

وأكدت المصادر المطلعة، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أنّ مسألة الضمانات الاقتصادية التي طالبت بها طهران "قد شهدت تقدماً كبيراً اقترب من إنهائها مع بقاء بعض التفاصيل".  

وفي وقت لاحق من اليوم السبت، أفادت وكالة "نور نيوز" المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني، صحة المعلومات الواصلة إلى "العربي الجديد"، إذ قالت، مساء اليوم، إنّ "الأنباء المنشورة نقلاً عن مصادر داخلية وغربية بشأن حصول الاتفاق في فيينا خلال الساعات المقبلة ليست دقيقة".

وأضافت "نور نيوز" أنه "لم يحصل بعد تطور خاص مختلف عن الأيام الأخيرة بالنسبة لمفاوضات فيينا"، مؤكدة أنّه "ما زال كل شيء يتوقف على اتخاذ واشنطن القرار السياسي". 

وكان  كوفيني، الذي يعمل ميسراً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في المحادثات في فيينا، قد أفاد بأنّ "الإشارات جيدة للتوصل إلى اتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع". وفي تصريحات إذاعية، أضاف وزير الخارجية الأيرلندي: "لا شك في أنّ الاتفاق سيؤدي إلى تجديد صادرات النفط من إيران، مما يقلل تصاعد أسعار الطاقة. نحن نقترب كثيراً من توقيع صفقة". 

وتابع قائلاً: "تبدأ إيران عطلة وطنية الإثنين، وتستمر نحو أسبوعين، وبالتالي قد يرغب القادة في حل هذه المسألة في غضون 48 ساعة أو نحو ذلك، وهذا بالتأكيد أملنا". مع العلم أنّ عطلة النوروز في إيران تبدأ غداً الأحد. وستحل لحظة الانقلاب الربيعي، غداً الأحد، في الساعة السابعة وثلاث دقائق مساء، لتبدأ السنة الجديدة (1401) اعتباراً من الإثنين الموافق 21 مارس/ آذار.  

إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ "واشنطن مستعدة للإسراع في إحياء الاتفاق النووي مع إيران بهدف معاقبة روسيا"، وذلك في ختام منتدى المسار الدولي لمسابقة "قادة روسيا"، السبت. 

وتوقفت مفاوضات فيينا، من الجمعة الموافق 11 من الشهر الجاري، إذ قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، إنّ هناك حاجة إلى "وقفةٍ" في محادثات فيينا. 

وقال وزير الخارجية الإيراني، الخميس، إنه لا تزال هناك قضيتان خلافيتان عالقتان في مفاوضات فيينا، مؤكداً أنهما من خطوط إيران الحمراء، وربط الوصول إلى اتفاق نهائي في مفاوضات فيينا بأن تكون لدى الطرف الأميركي إرادة لحل الموضوعين الباقيين.  

وأوضح أمير عبد اللهيان بأنّ أحد الموضوعين الباقيين هو الضمانات الاقتصادية، لكنه لم يسمِّ الموضوع الآخر. غير أن مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا كشفت، في وقت سابق من الشهر الجاري، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ إخراج "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركي يُعَدّ أهم عقبة أمام التوصل إلى اتفاق في المفاوضات.

المساهمون