مطالبات بإلغاء عقوبات انتقامية عن الأسير الفلسطيني محمد العارضة

مطالبات بإلغاء عقوبات انتقامية عن الأسير الفلسطيني محمد العارضة

05 أكتوبر 2021
يتعرض محمد العارضة لإجراءات انتقامية وهو موجود في زنزانة ضيقة (Getty)
+ الخط -

أرسل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سليمان شاهين مذكرة قانونية مستعجلة لإدارة سجن عسقلان الإسرائيلي، مطالباً بإلغاء ما يسمى بالعقوبات التأديبية الانتقامية، التي فرضتها إدارة السجن على الأسير محمد العارضة كرد فعل على هروبه من سجن جلبوع الإسرائيلي الشهر الماضي.

وأوضح محامي الهيئة، وفق بيان صحافي، أن العقوبات المفروضة على الأسير العارضة تتمثل بعزله في الزنازين مدة 14 يوماً، وهي المدة القصوى لعقوبة الزنازين وفقاً لقوانين إدارة السجون، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية مرتفعة ومنعه من حيازة أية أغراض شخصية ما عدا الملابس، وحرمانه من الأجهزة الكهربائية والمخدات والبطانيات، وتركه ينام على الأرض من دون أية أغطية.

وفي ذات السياق وضمن زيارة محامي الهيئة كريم عجوة الأسير العارضة، كشف أن الزنزانة التي يحتجز فيها ضيقة ومتسخة جداً، والإدارة نصبت كاميرات تصوير داخل الغرفة، بما يشمل كاميرا مسلطة على منطقة الحمام داخل الزنزانة.

وأشارت الهيئة إلى أن محامي الهيئة طعن في المذكرة، وأن هذه العقوبات تتجاوز سقف العقوبات القصوى وفقاً لقوانين إدارة السجون، وأن ظروف احتجاز الأسير انتقامية وتتنافى مع معاهدات وأعراف القانون الدولي بخصوص الظروف المعيشية التي يجب توفرها لحفظ كرامة الأسرى، مطالباً بإزالة كاميرات التصوير بشكل فوري، كونها تشكل خرقاً جسيماً لحق الأسير بالخصوصية، كما طالب بنقله من الزنازين.

ويخوض الأسير العارضة إضراباً عن الطعام منذ أمس الاثنين احتجاجاً على تلك الإجراءات الانتقامية بحقه.

وعلى صعيد منفصل، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان صحافي، الثلاثاء، عن مجموعة من الحالات المرضية  لعدد من الأسرى الفلسطينيين القابعين في معتقل عوفر، من بينها حالة الأسير محمد كنعان من رام الله، الذي يعاني من مرض الغضاريف في العمود الفقري منذ عام 2015، ولا تقدم له أية أدوية باستثناء المسكنات.

وأشارت الهيئة إلى أنه قبل حوالي 8 أيام، شعر كنعان بأوجاع في ظهره، وبعدها شعر بأن شيئاً فيه قد كسر، وإثر ذلك فقد السيطرة ووقع على الأرض، ليتم نقله إلى عيادة السجن وإعطائه 3 إبر بالظهر لتخفيف الألم، مع أنه بحاجة ماسة لعرضه على أخصائي عظام لإجراء صورة طبقية للعمود الفقري، وما زالت إدارة السجن تماطل في ذلك .

كما أصيب الأسير أحمد صالح محمد بلو من بيت لحم بالعديد من الجلطات، الأولى في رجله في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، والثانية في الأمعاء في شهر إبريل/نيسان 2021، في الوقت الذي لم تقدم له إدارة السجون أي علاج، على الرغم من تفاقم وضعه الصحي، حيث إن مكان الجلطة في رجله يزداد ألماً بشكل متصاعد يومياً. وحملت هيئة شؤون الأسرى إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار مسلسل الجرائم الطبية بحق الأسرى الفلسطينيين، وطالبت المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالقيام بدورها اللازم تجاه قضية الأسرى على أكمل وجه.

في سياق آخر، رصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تفاصيل العزل القاسية والأوضاع الحياتية والمعيشية التي يعاني منها الأسيران زيد بسيسي وأنس جرادات داخل عزل "الجلمة".

وأوضحت الهيئة أن الأسيرين بسيسي وجرادات جرى زجهما داخل عزل "الجلمة" بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك عقاباً لهما وكجزء من الإجراءات التعسفية والحملة الانتقامية التي نفذتها إدارة سجون الاحتلال بحق عدد من الأسرى في مختلف المعتقلات، لا سيما أسرى حركة الجهاد الإسلامي، خلال الشهر الماضي، وذلك عقب تمكن الأسرى الستة من انتزاع حريتهم عبر نفق تم حفره أسفل سجن "جلبوع".

ولفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز كل منهما داخل غرفة ضيقة جداً تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، ولا تتسع سوى لسرير ويوجد في داخلها حمام، وهما معزولان تماماً عن العالم الخارجي وبدون أدوات كهربائية، بالإضافة إلى رداءة وجبات الطعام المقدمة لهما.

وطالب الأسيران بسيسي وجرادات من محامي الهيئة، الذي تمكن من زيارتهما، بتقديم التماس لمحكمة الاحتلال يطالبان فيه بإنهاء عزلهما وإعادتهما إلى الأقسام العامة داخل السجون، وذلك بسبب صعوبة الأوضاع الاعتقالية والمعيشية داخل العزل، حيث يفتقدان لأبسط حقوقهما الإنسانية.

من الجدير ذكره، أن الأسير بسيسي من مدينة طولكرم معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، أما الأسير جرادات من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين فمعتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وكلاهما من قيادة أسرى حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون.

في سياق منفصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، بأنه من المقرّر أن يتقدّم المحامي جواد بولس بالتماس ضدّ الاعتقال الإداري للمعتقلين المضربين عن الطعام مقداد القواسمة وعلاء الأعرج، وذلك يوم غدٍ الأربعاء، أمام محكمة الاحتلال العليا في القدس.

ولفت بولس إلى أنّ جلسة المحكمة ستجرى من دون حضور المعتقلين لصعوبة وضعهما الصحي، علماً أنّ المعتقل مقداد القواسمة مضرب لليوم الـ(76)، في حين يواصل المعتقل علاء الأعرج إضرابه لليوم الـ(59).

والقواسمة والأعرج يواصلان الإضراب عن الطّعام احتجاجاً على اعتقالهما الإداري إلى جانب أربعة معتقلين آخرين،، وهم: كايد الفسفوس المضرب منذ (83) يوماً، وهشام أبو هواش المضرب منذ (50) يوماً، ورايق بشارات المضرب منذ (45) يوماً، بالإضافة إلى شادي أبو عكر المضرب منذ (42) يوماً.

وأكّد نادي الأسير أن الخطر يزداد على صحّة المعتقلين المضربين، لا سيما أن إدارة السّجون تقوم بنقلهم إلى المستشفيات بشكل مؤقّت ثمّ تعيدهم إلى السّجون، مشيراً إلى أن الّلجنة الدولية للصليب الأحمر كانت زارت المعتقلين الفسفوس والقواسمة قبل عدّة أيّام، وأكّدت أن أوضاعهما الصحية "خطيرة للغاية".