الأسير الفلسطيني محمد العارضة يدخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام

الأسير الفلسطيني محمد العارضة يدخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام

05 أكتوبر 2021
الاحتلال يتمادى في التنكيل بالأسرى (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، كريم عجوة، مساء أمس، بأن الأسير محمد العارضة (من الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع الشهر الماضي، وأعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم) قد شرع، أمس الاثنين، بإضراب مفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجاً على ظروف عزله القاسية، والعقوبات التي فرضتها عليه إدارة سجن عسقلان منذ نقله إليه قبل 6 أيام.
ولفت عجوة، في بيان صحافي لهيئة الأسرى، إلى أن إدارة سجن الاحتلال أجرت محاكمة داخلية للأسير العارضة يوم الجمعة الماضي، وفرضت عليه مزيداً من العقوبات، رغم أنه يعتقل بظروف عزل قاسية في زنزانة قذرة وعديمة التهوية ومراقبة بالكاميرات.
وكشف عجوة أن إدارة السجن فرضت على الأسير العارضة عدة عقوبات تمثلت بعزله 14 يوماً في زنازين العزل الانفرادي بدون أي مقتنيات شخصية، حتى البطانية ومخدة النوم، ومنعه من زيارات الأهل والكانتين (بقالة السجن) لمدة شهرين، وسحب الكهربائيات وفرض غرامات مالية.
وأفاد المحامي، نقلاً عن الأسير العارضة خلال زيارته له أمس، بأنه "يُحتجَز بظروف صعبة في زنزانة متسخة وضيقة ورائحتها كريهة، ولا يوجد معه سوى ما يرتديه من ملابس، كذلك فإنه لم يستحمّ منذ عدة أيام بسبب وجود كاميرا في حمام الزنزانة، وهو سيواصل إضرابه عن الطعام حتى تحسين ظروف اعتقاله الصعبة والقاسية".
على صعيد منفصل، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان صحافي، من تفاقم الحالة الصحية للأسير ناصر أبو حميد، الذي يعاني من ورم في الرئة، لم تحدد طبيعته بدقة حتى اللحظة.
وقالت الهيئة إنّ "الأسير أبو حميد أُعيد من مستشفى برزيلاي الإسرائيلي إلى سجن عسقلان يوم الأربعاء الماضي، حيث رفض البقاء في المستشفى انتظاراً لإجراء العملية الأسبوع المقبل، وذلك احتجاجاً على الإجراءات والتقييدات والتشديدات التي كان يجري التعامل معه بها من قبل السجانين في الغرفة".
وأشارت الهيئة إلى أن الأسير أبو حميد كان مقيداً من إحدى يديه، وإحدى قدميه بالسرير في المستشفى، حتى في أثناء إجراء الفحوصات، إضافة إلى وجود حراسات مشددة ومستفزة.
 وقال الأسير أبو حميد خلال زيارة المحامي له أمس، إنه قد أجريت له عدة فحوصات في مستشفى برزيلاي قبل أيام، وإن من المقرر أن تجرى له عملية الأسبوع القادم، من أجل استئصال الكتلة، التي ستصل مدتها إلى ثلاث ساعات، حسبما أبلغه الطبيب في المستشفى.
وأوضحت الهيئة أن الأسير أبو حميد ما زال يعاني من حالة صحية سيئة، ويعاني من سعال شديد، بالإضافة إلى استمرار فقدانه للوزن والتقيؤ، وهو يشعر دائماً بالخمول والهزال العام في الجسم وارتفاع شبه دائم في درجة الحرارة.
على صعيد آخر، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في بيان صحافي، إنّ "ثبات وإرادة الأسير المهندس محمد الحلبي، وضعت الاحتلال وقضاءه في مأزق، وهو يحاول بشتى الطرق الضغط عليه للحصول على اعترافات منه أو للوصول إلى صفقة تدينه".
ولفت فارس إلى أنّ هذه القضية، رغم ما فيها من تفاصيل تدين قضاء الاحتلال وتعرّيه، إلا أن الاحتلال ماضٍ في محاكمته للمرة الـ 166، مؤكداً أنّ الأسير الحلبي يدفع فاتورة المأزق الذي وجد الاحتلال وقضاؤه متورطين فيه، فهو من ناحية يصر على الإبقاء على اعتقاله في محاولة لإدانته بأي طريقة بعد سنوات من الاعتقال، ومن ناحية لا يريد إغلاق هذا الملف ببراءته.

واعتبر فارس أن ما يجري مع الأسير الحلبي كافٍ لإعادة النظر في التعامل مع محاكم الاحتلال، علاوة على أنّ هذه القضية اختبار للمنظومة الحقوقية الدولية ولرسالتها الإنسانية، مطالباً المؤسسات الدولية الحقوقية بالضغط جدياً على الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير الحلبي.
يُشار إلى أنّ الحلبي (42 عاماً) من غزة، وهو المدير السابق لمكتب مؤسسة "الرؤية العالمية" في غزة، وكان الاحتلال قد اعتقله عام 2016، وتعرض لتحقيق وتعذيب قاسٍ استمر 52 يوماً، حيث رفض الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه. ويُعاني الأسير الحلبي من آثار التعذيب الذي تعرض له حتى اليوم، ولا سيما في قدرته على السمع، علماً أنه متزوج وهو أب لخمسة أطفال. 
الجدير ذكره، أن عدة رسائل دولية وبيانات صدرت عن مؤسسات حقوقية دولية، طالبت الاحتلال بشكلٍ واضح بإطلاق سراح الأسير الحلبي.

المساهمون