قلق أممي من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين

مسؤولة أممية تعبّر عن قلقها من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين

08 ديسمبر 2021
عبّرت باشليه عن قلقها العميق من تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين (فرانس برس)
+ الخط -

عبرت المفوضة السامية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ميشيل باشليه، عن قلقها العميق من استمرار انتهاكات حقوق الفلسطينيين والمدافعين عن حقوق الإنسان على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

جاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر افتراضي دعت له "لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف" ومقرها نيويورك.

واستهلت باشليه إحاطتها بالحديث عن قطاع غزة والتطورات هناك منذ عدوان مايو/أيار الماضي قائلة: "لقد شهدنا أكبر تصعيد في الأعمال العدائية منذ عام 2014 مما أدى إلى مقتل 261 فلسطينيا بمن فيهم 67 طفلا". وأشارت إلى أن مكتبها حدد أن 130 منهم كانوا مدنيين.

ولفتت باشليه إلى أن معاناة الغزيين لا تقتصر على "الحرب الأخيرة" وتلك التي سبقتها؛ بل إنها مستمرة مع استمرار الحصار البري والبحري والجوي على أهل القطاع منذ 15 عاما، مشيرة إلى تبعات الحصار المدمرة على أهالي القطاع بما في ذلك تدهور البنية التحتية.

وشددت على "معاناة الغزيين نتيجة القيود الشديدة عليهم بما فيها تلك المفروضة على حركتهم من القطاع وإليه، ناهيك بعدم مقدرتهم على الحصول بشكل مستمر وكاف على السلع والخدمات الأساسية بما فيها الرعاية الصحية والنفسية والمياه وغيرها".

وأكدت على حق الفلسطينيين في العيش بأمان في بيوتهم وتمتعهم بالخدمات والفرص الأساسية واحترام حقهم في الحياة والسلامة الجسدية. ثم أضافت: "وبدلا من ذلك نلاحظ أن الفلسطينيين يحرمون بشكل ممنهج، بسبب الحصار والاحتلال، من حقوقهم الأساسية".

باشليه تؤكد أن القرارات الإسرائيلية بحق المنظمات الفلسطينية تعسفية في ظل غياب أي أدلة موضوعية كافية

وعن جهود إعمار غزة، قالت: "على الرغم من تواصل جهود الإعمار، والسماح بدخول البضائع إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه إسرائيل، ومعبر رفح الذي تسيطر عليه مصر، إلا أن الوضع الإنساني مقلق للغاية"، مشددة على ضرورة ضمان حل مستدام بما في ذلك عودة المؤسسات الحكومية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى القطاع.

باشليه: تصنيف إسرائيل مؤسسات فلسطينية كيانات "إرهابية" يستند لحجج واهية

إلى ذلك، وصفت باشليه الخطوة الإسرائيلية بتصنيف ست منظمات مجتمع مدني ومنظمات حقوق إنسان فلسطينية كيانات "إرهابية" بأنها تستند إلى "أسباب غامضة أو واهية"، مشيرة إلى أن المنظمات الحقوقية الست تعمل مع المجتمع الدولي بما فيها الأمم المتحدة منذ عقود.
وتحدثت عن تقارير موثوق بها حصل عليها مكتبها تشير إلى اختراق برنامج التجسس "بيغاسوس" للهواتف المحمولة لبعض الموظفين في تلك المنظمات، مؤكدة أن القرارات الإسرائيلية تعسفية في ظل غياب أي أدلة موضوعية كافية.

وعبرت باشليه كذلك عن أسفها لممارسات السلطة الفلسطينية وتقييدها لحرية التعبير والتجمع السلمي والتضييق على الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى "حالات ترهيب وعنف وتحرش على أساس جندري، واستخدام القوة المفرط ناهيك بالاعتقالات التعسفية والرقابة". كما أشارت إلى قيود مشابهة وانتهاكات تمارسها سلطة "حماس" ضد الفلسطينيين، وخاصة الصحافيين.

الاستيطان وتصاعد العنف وقتل المدنيين الفلسطينيين 

في شأن آخر، عبرت المسؤولة الأممية عن قلقها العميق من تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين واستخدام جيش الاحتلال المستمر للقوة المفرطة، ناهيك بتصاعد عنف المستوطنين المسلحين.
وقالت "إن القوات الإسرائيلية تستخدم القوة المفرطة أو غير المبررة في الكثير من الحالات ضد الفلسطينيين كإجراء أولي وليس كملاذ أخير، كما ينص عليه القانون الدولي"، معبرة عن قلقها بشكل خاص من زيادة عدد الأطفال الفلسطينيين الذين يقتلون.

وقالت: "لقد قتلت قوات الأمن الإسرائيلية هذا العام 16 طفلا فلسطينيا في القدس والضفة (لا تشمل غزة). يجب التحقيق بجميع هذه الحوادث وغيرها بشكل شامل وفعال ومحاسبة المسؤولين عنها".

وحول تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقالت إن الأمم المتحدة سجلت العام الماضي لوحده قرابة 500 اعتداء نفذها مستوطنون ضد مدنيين فلسطينيين، مشيرة إلى أن هذه النسبة هي أعلى نسبة عنف سجلتها الأمم المتحدة من قبل المستوطنين في السنوات الأخيرة. وقالت إن النظام الإسرائيلي يخفق وبشكل مستمر في محاسبة المستوطنين، ما يؤدي إلى زيادة عنفهم. 

المساهمون