ما الذي جرى بين بايدن وبن سلمان بشأن قضية خاشقجي؟

ما الذي جرى بين بايدن وبن سلمان بشأن قضية خاشقجي؟

18 يوليو 2022
أثناء استقبال بن سلمان لبايدن في قصر السلام الملكي بجدة - 15 يوليو (الأناضول)
+ الخط -

ما زالت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية تشغل الأواسط الأميركية، خاصة في ظل عدم نجاحه في جني مكاسب كبيرة بشأن أزمة الطاقة التي كانت من أهم الملفات التي حملها معه خلال زيارته للمنطقة، فيما انتقد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز زيارة الرئيس للسعودية، ووصفها بـ"المكافأة"، وذلك على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول في تركيا عام 2018.

وأثارت صورة بايدن أثناء مصافحة ولي العهد السعودي جدلا واسعًا في أميركا، حيث رفضها ناشطون حقوقيون، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وفيما قال المدير التنفيذي لـ"هيومن رايتس ووتش" كينيث روث إن اللقاء "يشير إلى قبول ولي العهد"، أكد فريد راين، الناشر والرئيس التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست"، في بيان، أن القبضة التي تبادلها بايدن مع بن سلمان "أظهرت مستوى من الحميمية والراحة".

بين واشنطن والرياض

وقال بايدن، يوم الجمعة، إنه أبلغ بن سلمان بأنه "على الأرجح" هو المسؤول عن مقتل خاشقجي، فيما قال مسؤول سعودي حضر الاجتماع إن ما دار بين الزعيمين "لم يكن كما وصفه بايدن".

غير أن البيت عاد، الإثنين، ليصدر تعديلا اعتبره "هاما" على نص إجابة الرئيس جو بايدن على سؤال طرح عليه بعد لقائه ولي العهد السعودي حول قضية خاشقحي، في سياق ردود بين الرياض وواشنطن بشأن مضمون المحادثات وطبيعة المواقف. 

وقد جاء في النص الأصلي أن بايدن أبلغ ولي العهد بأنه "على الأرجح" هو المسؤول شخصياً عن العملية، لكن في النص المعدّل جرى شطب "على الأرجح" واستبدلت بجملة أخرى يقول فيها إنه "كان في اعتقادي أن ولي العهد هو المسؤول".

ويأتي ذلك في سياق سجال بين الجانبين السعودي والأميركي حول الكلام المنسوب للفريقين بخصوص ما دار في اللقاء بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي، ليلة وصول بايدن إلى جدة، كما يؤشر إلى مدى البلبلة في الموقف الأميركي الذي أثار "خيبة كبيرة" في واشنطن وانتقادات، خاصة في صفوف الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس.

ومن بين الأسماء التي انتقدت بايدن السيناتور بيرني ساندرز، الذي قال إن زيارة بايدن إلى السعودية تمثل "مكافأة"، وأنه "ما كان يجب أن تحدث أبدا (..) لا أعتقد أنه يجب مكافأة هذا النوع من الحكم بزيارة رئيس الولايات المتحدة".

وكان ساندرز مرشحا منافسا لبايدن في الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه للرئاسة.

على الجانب السعودي، صرح مسؤول بأن ولي العهد أبلغ الرئيس الأميركي بأنّ السعودية تحركت للحيلولة دون حدوث أخطاء مثل قتل الصحافي جمال خاشقجي، لكن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء أيضاً.

وتقول "واشنطن بوست" إنه، وبصرف النظر عن انتقادات الولايات المتحدة لـ"سلوك القادة العرب وتعاملهم مع ملفات حقوق الإنسان"، إلا أن ملفات أخرى تبدو أكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، إذ أكد بايدن في نهاية جولته أن "التحديات التي نواجهها اليوم تدعو إلى ضرورة البقاء معا".
وقال الرئيس الأميركي، خلال كلمة له في قمة جدة، إن الولايات المتحدة "على دراية بالتحديات في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أنها "لن تنسحب وتترك الفراغ تملأه الصين أو روسيا أو إيران".

المساهمون