ماكرون يلتقي بوتين خلال أيام لبحث أزمة أوكرانيا

ماكرون يلتقي بوتين خلال أيام لبحث أزمة أوكرانيا

23 يناير 2022
مساع فرنسية لمنع اندلاع مواجهة عسكرية بين أوكرانيا وروسيا (Getty)
+ الخط -

تراقب فرنسا تطورات الوضع الأمني على الحدود الأوكرانية والتحركات العسكرية الروسية، وسط أنباء عن تحرك سياسي ستقوم به قريباً لمنع اندلاع مواجهة بين موسكو وكييف، برغم استبعادها مثل هذا السيناريو حتى الآن، وفق ما أكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كيلمان بون في تصريحات صحافية اليوم الأحد.

وقال بون، في حديثه أمام عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، إن الإليزيه لا يبحث استعدادات لحرب ساخنة قد تندلع بين روسيا وأوكرانيا، لكنه يبحث مع الحكومة الاستعداد "لموقف صعب"، كما يُعد لعقوبات في حال خرجت الأمور عن السيطرة وتعقدت أكثر، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعقد اجتماعاً "في الأيام المقبلة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من دون أن يحدد ما إذا كان الاجتماع مباشراً أم افتراضياً.

وبيّن بون، الذي يعد أحد المستشارين البارزين لماكرون للشؤون الأوروبية، أن الأوروبيين تعلموا من أخطائهم الماضية خلال أول نزاع بين روسيا وأوكرانيا عام 2014، مشيراً إلى أن الأوروبيين والغربيين عموماً لم يكونوا مستعدين لما حدث، وأن أنظمة العقوبات المطبقة كانت محدودة للغاية.

وحذّر من دعوات انسحاب فرنسا من حلف شمال الأطلسي، وهو حديث مطروح في حملة الانتخابات الرئاسية، خصوصاً من قبل زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون، الأمر الذي يعتبره مستشار ماكرون "ضرباً من الجنون في هذه الفترة"، مضيفًا "سنكون مخطئين إذا حاولنا اللعب بعضنا ضد البعض".

وقال إن "الانقسام سيكون أعظم هدية يمكن أن نقدمها لروسيا". وأوضح أن "تحركات القوات والدبابات والشاحنات على حدود أوكرانيا نراها بوضوح، لكن علينا توخي الحذر في الحديث عما يريده فلاديمير بوتين بالضبط، وماذا تريد روسيا. لا أحد يعرف بالضبط". 

وأكد أن فرنسا لا تزال تبحث عن حلول دبلوماسية في مواجهة سيناريوهات صعبة، في إشارة إلى التهديد الأوروبي بفرض عقوبات ضخمة على روسيا في حال التدخل العسكري في أوكرانيا.

ويعد الملف الأوكراني مهماً بالنسبة إلى باريس، خصوصاً مع ترؤسها الاتحاد الأوروبي للنصف الأول من العام الحالي، حيث كان حاضراً في خطاب ماكرون خلال اجتماع البرلمان الأوروبي الأربعاء الماضي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، إذ قال إن الأوروبيين "بحاجة إلى تأسيس نظام أمني جديد" يشمل إعادة تسليح استراتيجية وإجراء محادثات صريحة مع الروس في ما يتعلق بالملف الأوكراني.

وتسعى باريس إلى الحفاظ على المسار الدبلوماسي لحل الأزمة الأوكرانية تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، لكنها في الوقت ذاته تمتلك أوراق ضغط أقوى في حال فشلت التحركات الدبلوماسية، خصوصاً أن لديها أكثر من 300 جندي منتشرين في دول البلطيق، إذ أعلن ماكرون استعداد بلاده إلى تعزيز هذا الوجود العسكري في إطار حلف الأطلسي إذا ما كانت هناك ضرورة لذلك، الأمر الذي يصفه بون بـ"رسالة عن القوة والحزم يمكن أن نرسلها إلى روسيا".

وتمثل الاستعدادات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية فرصة لفرنسا، وخصوصاً لماكرون، لإثبات ضرورة تشكيل نظام دفاع أوروبي موحد، الأمر الذي كرره أمام نواب البرلمان الأوروبي عندما قال إن أوروبا بحاجة إلى "تأسيس هذا النظام ومشاركته مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي"، مفترضاً جدولاً زمنياً "بالأسابيع" لتحقيق هذا المسعى.

وأضاف ماكرون "ما نحتاج إلى بنائه هو نظام أوروبي يرتكز على المبادئ والقواعد التي عمدنا إليها وطبقناها ليس ضد روسيا أو بدونها"، لكنه أكد على "رفض استخدام القوة والتهديد والإكراه وحرية اختيار الدول المشاركة في المنظمات والتحالفات والترتيبات الأمنية التي تختارها، وحرمة حدود الدول وأمن أراضيها ورفض دوائر النفوذ". 

وتابع الرئيس الفرنسي "سنواصل مع ألمانيا، في إطار صيغة نورماندي (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا)، البحث عن حل سياسي للنزاع في أوكرانيا الذي لا يزال مصدر التوترات الحالية".

المساهمون