ماكرون في أربيل قبل التوجه للموصل.. وواشنطن ترحب بمخرجات قمة بغداد

ماكرون في أربيل قبل التوجه إلى الموصل.. وواشنطن ترحب بمخرجات قمة بغداد

29 اغسطس 2021
خامس لقاء بين ماكرون والبارزاني خلال العامين الماضيين (تويتر)
+ الخط -

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة أربيل شمالي العراق، حيث من المقرر أن يجري عدة لقاءات مع القيادات الكردية في إقليم كردستان العراق إلى جانب الوفد المرافق له، في ثاني محطاته المقررة بزيارته للعراق التي بدأت منذ مساء الجمعة.

وكان ماكرون قد شارك في مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة الذي اختتم أعماله، أمس السبت، بمشاركة قادة وممثلين عن 10 دول عربية وإقليمية إلى جانب فرنسا.

واستقبل الرئيس الفرنسي بمطار أربيل الدولي، رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وعدد من المسؤولين المحليين في أربيل.

وأكد مسؤول كردي في أربيل، لـ"العربي الجديد"، أن الطرفين سيجريان اجتماعًا، في وقت لاحق، لبحث ملفات متعلقة بالإقليم، في لقاء يعد هو الخامس الذي يجمع ماكرون بالبرزاني خلال العامين الماضيين.

وعقب استقبال ماكرون، قال رئيس الإقليم في تغريدة: "يسعدني أن أرحب بصديقي، الرئيس الفرنسي في أربيل الليلة (..) إنني أتطلع إلى مناقشة العلاقات الثنائية والانتخابات العراقية وغيرها من القضايا الملحة مع الرئيس ماكرون (..) لا زلت ممتنًا لدعم فرنسا المستمر للإقليم".

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس الفرنسي التوجه إلى مدينة الموصل وإجراء لقاءات في المدينة القديمة المدمرة، وزيارة جامع النوري وكنيسة الساعة، قبل التوجه إلى سهل نينوى ولقاء ممثلي الطوائف المسيحية، بينما لم يتم حسم توجهه إلى سنجار التي قد تمثل خطوة تثير حساسية تركيا، على اعتبار أن المدينة تمثل إحدى نقاط أنشطة مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والذي يتواجد فيها بشكل غير قانوني ويعيق تطبيق تطبيع الأوضاع في المدينة، والقاضي بإخراج المسلحين وإعادة السكان المحليين الموجودين في المخيمات منذ سنوات إليها.

ويضم وفد الرئيس الفرنسي، إضافة إلى المسؤولين الذين يرافقونه، العراقية نادية مراد إحدى ضحايا تنظيم "داعش" والتي كانت قد حازت جائزة نوبل للسلام، إضافة للكاتبة والناشطة الفرنسية كارولين فورست، بحسب وسائل إعلام عراقية كردية نقلت جانبا من مراسم وصول ماكرون إلى أربيل.

في السياق ذاته، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن مؤتمر بغداد، بـ"الدبلوماسية الأكثر أهمية من أي وقت مضى".

وذكر بيان للبيت الأبيض، اليوم الأحد، أن "الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب الشريك العراقي، بينما تعمل معًا لتحقيق استقرار أكبر في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتعزيز العلاقات الثنائية، بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

وأضاف بايدن، بحسب البيان "عندما اجتمعنا أنا ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في المكتب البيضاوي، الشهر الماضي، ناقشنا دور العراق المهم في المنطقة والجهود الكبيرة التي تقودها حكومة العراق، لتحسين وتعزيز العلاقات بين العراق وجيرانها".

بيان البيت الأبيض تابع "يجب أن تكون الدبلوماسية الأداة الأولى لسياستنا الخارجية، ونحن ممتنون لوجود شركاء يشاركوننا هذه الرؤية".

وعقب انتهاء القمة، هنأ أمير دولة الكويت، نواف الأحمد الجابر الصباح، رئيسي الجمهورية والوزراء العراقيين بنجاح المؤتمر، مشيدًا في برقيتين له بالجهود الحثيثة التي بذلها العراق لعقد المؤتمر.

وتوحدت روى الزعامات السياسية العراقية حول المؤتمر، وسط تفاؤل بمخرجاته، وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة له، إن "أجمل ما في المؤتمر انفتاح العراق الدولي والإقليمي، وكذلك انفتاحه على الدول العربية"، معتبرا أن "المؤتمر انعطافة في غاية الأهمية من الناحية الاقتصادية والأمنية، وفيها دلالة واضحة على أهمية العراق في المنطقة وعلى سيادته وريادته في شتى المجالات".

وأشار إلى أن "المؤتمر نجح في جمع أطراف عديدة، يمكن للعراق أن يلعب فيها دورا مهما في استتباب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فهو قمة أخوية قبل أن تكون سياسية".

ويبحث العراق عن دور إقليمي بارز، من خلال تحويل بغداد إلى جسر لتقريب وجهات النظر بين دول الجوار والإقليم وفتح آفاق التعاون والشراكة، مستغلا علاقة الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي الجيدة بجميع الأطراف.

المساهمون