ماكرون: سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في مرحلة ما

ماكرون: سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في مرحلة ما

15 يونيو 2022
هذه أول جولة لماكرون إلى جنوب شرقي أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا(يوان فالات/فرانس برس)
+ الخط -

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، أنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في مرحلة ما، من أجل محاولة إنهاء الحرب بين البلدين.

وقال ماكرون أثناء زيارته لرومانيا: "سيتعين على الرئيس الأوكراني والمسؤولين الأوكرانيين التفاوض مع روسيا".

وتفقّد ماكرون في رومانيا مساء أمس الثلاثاء، جنود بلاده الـ500 المنتشرين في هذا البلد "لحماية" دول أوروبا الشرقية المهدّدة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك عشية زيارة دعم سيجريها اليوم الأربعاء إلى مولدوفا، وقد تعقبها زيارة أخرى بالغة الحساسية إلى كييف.

وقال ماكرون مخاطباً حوالي 200 جندي فرنسي تجمّعوا في قاعدة ميخائيل كوغاليتشانو التابعة لحلف شمال الأطلسي، حيث حطّت طائرته، "إنه لفخر لفرنسا أن تكون في المراكز الأمامية". وإذ أكّد الرئيس الفرنسي أنّ وجود قوات بلاده في رومانيا يجسّد "التضامن والأمن الأوروبيين"، أشاد "بالتزامها الأساسي" أمن دول أوروبا الشرقية.

ونشرت فرنسا هؤلاء الجنود بصورة طارئة، في نهاية فبراير/شباط، بعيد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وشدّد ماكرون على أنّ دور قوات بلاده في رومانيا هو "منع أي محاولة لزعزعة الاستقرار والاعتداء على أوروبا". وأضاف أنّه بعد أربعة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، "لا أحد يعرف" كيف سيتطور هذا النزاع في "الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة"، لكننا "سنحتاج إلى حماية أنفسنا" وإلى "الردع على المدى الطويل".

وهذه أول جولة لماكرون في شرق أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/شباط. وزيارته لأوكرانيا المنتظرة جداً قد تتم في وقت لاحق من هذا الأسبوع برفقة المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، بحسب وسائل إعلام في برلين وروما. وهي معلومات لم تؤكدها الرئاسة الفرنسية، موضحة أن "لا شيء مقرراً" في هذه المرحلة.

ووصل ماكرون برفقة وزيري الخارجية كاترين كولونا والدفاع سيباستيان لوكورنو في الثامنة مساء إلى القاعدة العسكرية الواقعة بالقرب من كونستانتا، الميناء الروماني الكبير المطل على البحر الأسود، والتي أصبحت استراتيجية أكثر منذ بدء الحرب.

مهمة "النسر"

وبعدما استقبله رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا وعدد من كبار المسؤولين الرومانيين، التقى الرئيس الفرنسي قوات مهمة "النسر" التي أطلقت في إطار تعزيزات قوات حلف شمال الأطلسي "لموقفه الرادع والدفاعي على الجناح الشرقي لأوروبا".

وفرنسا، العضو في هذه العملية، تنشر 500 عسكري، بينهم 350 من القوات البرية من مختلف الوحدات، يشكلون "كتيبة رأس الحربة"، مع 300 جندي بلجيكي سيحلّ محلهم هولنديون في الأشهر المقبلة. وسيصل إلى القاعدة صباح اليوم الأربعاء، الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، وسيوجّه ماكرون "رسالة واضحة جداً عن التزامنا تجاه الحلفاء ضمن حلف الأطلسي والشركاء الأوروبيين"، بحسب الرئاسة الفرنسية التي تشدد على "الاستثمار الكبير جداً" الذي يمثله هذا الالتزام، سيما وأن فرنسا نشرت أخيرا هناك نظام دفاع أرض-جو من الجيل الجديد.

ومنذ نهاية فبراير، "نجحنا في أن نصبح قوة عملانية بسرعة كبيرة"، كما أعلن قائد الكتيبة الكولونيل فينسان مينغي، مشيداً بالتعاون الممتاز مع الجنود البلجيكيين، وكذلك مع حوالى ألفي جندي أميركي موجودين في القاعدة. وسيتواصل تعزيز هذه المهمة مع إجمالي ألف عسكري وتعزيزات بدبابات لوكليرك بحلول نهاية السنة.

وظهر اليوم، سيلتقي ماكرون في كيتشييناو، رئيسة مولدوفا مايا ساندو التي طوّر معها "علاقة ثقة" بعدما استقبلها ثلاث مرات في باريس منذ فبراير 2021. وهو أول رئيس فرنسي يزور هذا البلد منذ جاك شيراك عام 1998. وسيعبّر ماكرون مع كاترين كولونا عن "الدعم بأوضح طريقة ممكنة" لهذه الجمهورية السوفييتية السابقة التي تأثرت بشكل خاص بالغزو الروسي لأوكرانيا، التي لها حدود مشتركة معها.

ولهذه الغاية، تساعد فرنسا مادياً ومالياً مولدوفا التي تظهر "تضامناً استثنائياً" في استقبال لاجئين أوكرانيين، حيث توجه إليها أكثر من 480 ألف شخص ولا يزال هناك 80 ألفاً فيها. ومولدوفا التي تعدّ 2,6 مليون نسمة، هي إحدى أفقر دول أوروبا، وقد قدّمت في 3 مارس/آذار طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على غرار أوكرانيا وجورجيا. وهو ما ستبتّ فيه المفوضية الأوروبية بحلول نهاية الأسبوع، قبل أن يُبحث خلال القمة الأوروبية في 23 و24 يونيو/حزيران في بروكسل.

وخلال زيارتها لباريس في مايو/أيار رحّبت الرئيسة ساندو علناً بـ"المبادرة" التي أطلقها ماكرون لإنشاء مجموعة سياسية أوروبية تتيح، بحسب قولها لبلادها، "تسريع" انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون