ليبيا: دفع أممي للمسار السياسي وإقرار بفشل مسارات أخرى

ليبيا: دفع أممي للمسار السياسي وإقرار بفشل مسارات أخرى

29 يناير 2021
تنافس على شغل المناصب الجديدة (توماس كينزل/فرانس برس)
+ الخط -

تدفع البعثة الأممية مسار الحل السياسي في ليبيا لإنتاج سلطة تنفيذية جديدة، فيما أقرت بتعثر مسارات أخرى، في وقت لا ينفصل التنافس في شغل المناصب الجديدة بحراك عواصم على صلة بالملف الليبي لم تتوقف عن استقبال أبرز هؤلاء المتنافسين.

وحتى الآن، لم تعلن البعثة الأممية في ليبيا عن قفل باب استقبال المترشحين لشغل مناصب السلطة التنفيذية الجديدة، رغم أن مدة الترشح تنتهي ليل البارحة الخميس، بحسب بيان سابق للبعثة.

وأعلنت رئيسة البعثة بالانابة ستيفاني ويليامز، خلال إحاطتها التي قدمتها ليل البارحة لأعضاء مجلس الأمن، أنها ستتوجه اليوم الجمعة إلى جنيف لــ"عقد جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الليبية"، من دون أن تتحدث عن فترة الترشح وعدد المترشحين.

وكانت مصادر مقربة من أعضاء ملتقى الحوار السياسي قد كشفت، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، عن أبرز الأسماء التي سجلت ترشحها لشغل مناصب السلطة الجديدة (المجلس الرئاسي والحكومة) من بين الأسماء الأكثر تداولاً في السابق.

فبالنسبة إلى المجلس الرئاسي، تشمل الأسماء الأكثر تداولا رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، وعضو المؤتمر الوطني السابق الشريف الوافي، والسفير الليبي في الأردن محمد البرغثي، ونائب وزير المالية في الحكومة الموازية شرقيّ البلاد امراجع غيث سليمان، والأكاديمي علي محمود بوخير الله، والرئيس الأسبق للمحكمة العليا محمد القمودي الحافي، والقنصل الليبي الحالي في المغرب عبد المجيد سيف النصر، وعضو مجلس النواب عبد الله اللافي، ووزير الطاقة إبان حكم النظام السابق فتحي بن شتوان، ورئيس المجلس الأعلى خالد المشري، ونقيب الأطباء في ليبيا عبد الرحمن البلعزي. 

أما رئاسة الحكومة، فأبرز المرشحين هم وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، والسياسي المستقل معين الكيخيا، ورجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة، والسياسي المقرب من مجالس المصالحة الوطنية رمضان هلالة، ووزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش، والسياسي المستقل وليد اللافي، وأيضاً السياسي المستقل محمد المنتصر، والأكاديمي والسياسي المستقل ضو أبوضاوية، والمستشار السياسي لمجلس النواب المجتمع في طبرق عاطف الحاسية. 

وتبدأ مرحلة اختيار شاغلي السلطة الجديدة في جلسة مباشرة الاثنين المقبل في جنيف السويسرية، ولمدة خمسة أيام، بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي، وإذا ما فشل الملتقى في الوصول إلى اتفاق على السلطة الجديدة، فسيلجأ الملتقى إلى ترميم المجلس الرئاسي الحالي وإعلان رئيسه فايز السراج عن حكومة منفصلة تمهد للانتخابات الوطنية نهاية العام الجاري. 

تبدأ مرحلة اختيار شاغلي السلطة الجديدة في جلسة مباشرة، الاثنين المقبل في جنيف السويسرية، ولمدة خمسة أيام، بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي

وفيما بدأت مرحلة السباق بين الأعضاء المترشحين بشكل كثيف لتكوين تحالفات وحشد الأصوات لصالحها، أضافت المصادر معلومات جديدة حول بدء البعثة، منذ اليوم الجمعة، في الإشراف على عمل لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء من ملتقى الحوار السياسي، يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة، في فرز قوائم المترشحين لإعدادها للتصويت خلال الجلسة المباشرة يوم الاثنين المقبل، تزامنا مع جلسة أخرى ستشرف عليها ويليامز بين أعضاء ملتقى الحوار، بشكل غير مباشر، للتمهيد لجلسة المباشرة المقبلة. 

وفيما ستكون الجلسة المقبلة في جنيف حاسمة، طالبت ويليامز مجلس الأمن، في إحاطتها، بضرورة دعم الحكومة الموحدة وإصدار قرار بحل كل الهيئات التنفيذية الموازية المتبقية. 

ورغم إصرار ويليامز على إنجاز مشروعها القائم على إفراز نخبة سياسية جديدة والدفع بمسارات الحل الأخرى، في المستوى العسكري والاقتصادي والدستوري، إلا أن المصادر ذاتها قالت إن أوساط ملتقى الحوار تعيش قلقا بسبب قرب انتهاء فترة ولاية ويليامز، مقابل عدم وضوح مشروع المبعوث الأممي الجديد يان كوبيتش، وتحديدا مصير منتجات ملتقى الحوار والضمانات بشأنها، وقدرة الموظف الأممي الجديد على فرضها في واقع أزمة البلاد التي لا تزال تحتكم إلى السلاح. 

ويتصل القلق أيضا، بحسب المصادر ذاتها، بالمسارات الأخرى المهمة أيضا، خصوصا المسار العسكري، واعتراف الأطراف المسلحة بالحكومة الجديدة. 

ورغم اعتراف ويليامز بفشل تطبيق الاتفاق العسكري، إلا أنه يوازيه تعثر آخر، لم تتحدث عنه، ويتصل بالاتفاق الذي توصل إليه ممثلو مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في بوزنيقة المغربية، السبت الماضي، حول فتح باب الترشح للمناصب السيادية، قبل تأجيله فجأة، ودونما ذكر للأسباب، وسط حديث عن معارضة محلية واسعة داخل المجلسين لطريقة المحاصصة في  توزيع المناصب، وهي خطوة قد تهدد مستقبل المسار الاقتصادي، لا سيما أن منصب محافظ البنك المركزي على صلة مباشرة بهذا المسار.

وبالتوازي، لا تزال عواصم دول كبرى على علاقة مباشرة بمستجدات الوضع الليبي تنشط في الهامش، أبرزها روما التي زار رئيس حكومتها جوزيبي كونتي بنغازي في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، قبل زيارة أخرى أجراها رئيس المخابرات جاني كارافيللي للقاء حفتر، واستقبلت في المقابل رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج عدة مرات بشكل غير معلن. 

وموسكو أيضا التي لم تتوقف هي الأخرى عن إجراء اتصالاتها بعدة أطراف ليبية، واستقبال شخصيات سياسية على علاقة بالمشهد السياسي المقبل، آخرها نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، ووزير خارجية الحكومة الموازية شرق ليبيا عبد الهادي الحويج. 

وفيما التقى معيتيق نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس الخميس، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه سيلتقي، اليوم الجمعة، وزير الخارجية سيرغي لافروف، وإن اللقاءين لـ"بحث التسوية السياسية" في ليبيا.

المساهمون