لبنان: مشاهدات مُقلِقة في اقتراع الموظفين وتعليمات أمنية للانتخابات

لبنان: مشاهدات مُقلِقة في اقتراع الموظفين وتعليمات أمنية للانتخابات العامة

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
12 مايو 2022
+ الخط -

انطلقت صباح اليوم، الخميس، عملية الاقتراع المُخصَّصة للموظفين المشاركين في تنظيم الانتخابات النيابية اللبنانية 2022، الأحد المقبل، في ظل تسجيل جملة مخالفات ومشاهدات وثقتها "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي).

وتجري الانتخابات تحت أنظار مراقبين تابعين للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الذين كانوا حاضرين لتدوين الملاحظات.

وفتحت صناديق الاقتراع أمام حوالي 15 ألف موظف في مراكز السرايا الحكومية في الأقضية اللبنانية كافة تبعاً لمكان قيدهم على أن تقفل عند الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي. وتعول قوى السلطة السياسية التقليدية على أصوات الموظفين خصوصاً أنها تسيطر على عملية توظيفهم، التي تعرف أنها تخضع في كل مؤسسات الدولة إلى "نظام المحاصصة" السائد.

وذكرت "لادي" أنها رصدت صباحاً قيام هيئة القلم في أغلب مراكز الاقتراع بإزالة الرقم التسلسلي عن قسائم الاقتراع الرسمية، وهو ما يعرّض سرية الاقتراع للخرق، وتواصلت الجمعية مع وزارة الداخلية وشددت على أن تصدر تعميماً بهذا الصدد.

وأخطر ما رصدته الجمعية عدم إلمام الناخبين والناخبات بآلية الاقتراع وهذا مؤشر خطير كما تقول "لادي"، كونهم موظفي هيئات قلم يوم الانتخاب في 15 مايو/ أيار.

ومن المخالفات وجود معازل لا تضمن سرية الاقتراع في بعض المراكز، وحصول لغط حول تشكيل هيئة القلم في العديد من الأقضية، وحضور مرشح من عكار شمالاً داخل قلم الاقتراع طالباً من الناخبين والناخبات الاقتراع ضد المنظومة، ما يشكل خرقاً للصمت الانتخابي وضغطاً على هؤلاء.

وأبدت "لادي" تخوّفها من بعض مشاهدات يوم اقتراع موظفي الأقلام، إذ يعمل بعض ناخبي موظفي الأقلام كمندوبين لبعض اللوائح والأحزاب، الأمر الذي يطرح علامة استفهام على أدائهم وحيادهم يوم الانتخابات العامة.

ولم يسلم اليوم الانتخابي الأول على الأراضي اللبنانية بعد جولتي انتخابات المغتربين في 6 و8 مايو/ أيار الجاري من الإشكالات، إذ توقفت عملية الاقتراع في قلم قرى صيدا جنوباً لأربع دقائق بسبب تلاسن بين رئيسة القلم ومصور قناة "أن بي أن" (التابعة لرئيس البرلمان نبيه بري)، على خلفية طلبه من ناخبة النظر إلى الكاميرا خلال التصويت.

كما توقفت عملية الاقتراع لدقيقتين في قلم رقم 2 في بعلبك التي تعدّ من معاقل "حزب الله" إثر مطالبة ناخبة جميع الحاضرين بارتداء الكمامات، ما أثار حفيظة بعض المندوبين وأدى إلى إشكال كبير داخل القلم، وفق "لادي"، التي وثقت أيضاً إشكالا في مركز سراي الهرمل بين ناخبين بسبب أحقية الدخول.

كذلك، سُجِّل اعتراض من الناخبين والناخبات بسبب الضغط على الأقلام في بيروت الثانية التي تشهد معركة استثنائية في هذه الدورة الانتخابية مع مقاطعة "تيار المستقبل" برئاسة سعد الحريري الانتخابات في دائرة تُعد ذات ثقل بالنسبة إليه.

مجلس الوزراء يعقد جلسته ما قبل الأخيرة

وبالتزامن مع انطلاق عملية اقتراع الموظفين، عقد مجلس الوزراء جلسته ما قبل الأخيرة صباح اليوم، الخميس، في قصر بعبدا الجمهوري، طلب خلالها الرئيس ميشال عون من وزراء العدل هنري الخوري، والدفاع موريس سليم، والداخلية بسام المولوي، التشديد على ضرورة ضبط الراشي والمرتشي خلال فترة الانتخابات.

ودعا إلى تكليف أجهزة المخابرات في القوى العسكرية والأمنية بالمساعدة في هذا الأمر "خصوصاً بعد توافر المعلومات عن حصول صرف أموال بطريقة غير مشروعة"، يقول عون.

وطلب عون من وزيري الدفاع والداخلية ضبط الوضع الأمني في مراكز الاقتراع ومحيطها لمنع القيام بأي أعمال شغب تؤدي إلى تعكير أجواء العملية الانتخابية، مشدداً على أن سلامة مراكز الاقتراع أساسية لتسهيل إجراء الانتخابات.

كما وقع رئيس الجمهورية المرسوم المتعلق بتحديد قيمة الرسوم المتوجبة على تجديد جواز سفر عادي صالح فقط للانتخابات النيابية للبنانيين الذين جرى قيدهم في القوائم الانتخابية وذلك لقاء بدل مالي.

وفي مستهل الجلسة، قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي "على بعد ثلاثة أيام من الانتخابات العامة في الداخل، نتمنى أن تتم على أكمل وجه وبنزاهة وشفافية وحرية"، داعياً الجميع لـ"المشاركة في الاقتراع، والقيام بالواجب الوطني، لأنه لا يمكن العودة إلى الانتقاد إذا كنا تقاعسنا عن القيام بدورنا كمقترعين".

كما تمنى ميقاتي الإسراع في "تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقتٍ"، مع الإشارة إلى أنه وفق المادة 69 من الدستور اللبناني تعتبر الحكومة مستقيلة عند بدء ولاية مجلس نواب جديد.

على صعيد آخر، التقى عدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وقال السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري: "أكدنا التضامن الثابت مع الشعب اللبناني وحرصنا الدائم على أمن واستقرار لبنان ووحدة أراضيه وانتمائه العربي واستقلال قراره السياسي".

ولوحظ حراك مكثف للسفير السعودي في عدد من المناطق اللبنانية وآخرها بقاعاً وذلك قبيل أيام قليلة من موعد الانتخابات النيابية، إذ التقى عددا من المرشحين، أبرزهم النائب ميشال ضاهر، الذي تحالف في دورة 2018 مع "التيار الوطني الحر" (يتزعمه جبران باسيل) ويخوض المعركة اليوم بوجهه.

كما زار بخاري المرشح عن المقعد السُني في زحلة على لائحة حزب "القوات اللبنانية" (يتزعمه سمير جعجع) بلال الحشيمي، الذي كان قد استقال من "المستقبل" لخوض الانتخابات، مع الإشارة إلى أن حزب "القوات" يطمح أيضاً لاستقطاب أصوات الناخبين السُنة معولاً بذلك على علاقاته المميزة مع السعودية.

واختتم السفير السعودي جولته البقاعية بلقاء رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، التي كانت تعوّل بدورها على التحالف مع الحريري قبل قراره مقاطعة الانتخابات، وخرجت خاسرة من انتخابات 2018.

المساهمون