كبير المفاوضين الإيرانيين: بعض أطراف المفاوضات لا تمارس الدبلوماسية

كبير المفاوضين الإيرانيين: بعض أطراف المفاوضات لا تمارس الدبلوماسية

14 ديسمبر 2021
دخلت مفاوضات فيينا في جولتها الجديدة يومها السادس (الأناضول)
+ الخط -

اتّهم كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، اليوم الثلاثاء، أطرافاً في مفاوضات فيينا بممارسة "لعبة إلقاء اللوم بدلاً من الدبلوماسية"، من دون تسمية هذه الأطراف. 
وقال باقري كني في تغريدة على "تويتر" إن "بعض اللاعبين يصرون على لعبة إلقاء اللوم بدلاً من الدبلوماسية. نحن قدمنا مقترحاتنا بشكل سريع وسعينا على نحو بنّاء ومرن لخفض الخلافات". 
وأضاف المسؤول الإيراني أن "الدبلوماسية شارع ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة لتدارك أخطاء من قصّر فالطريق سيكون سالكاً لاتفاق جيد وسريع". 

إلى ذلك، أكد مندوب روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف أن "قضايا عالقة كثيرة ما زالت قائمة، لكن المفاوضين يعملون بجد لتقليل الخلافات"، مشيراً إلى عقد أطراف المفاوضات باستثناء إيران اجتماعاً، مساء الإثنين مع الوفد الأميركي في فيينا
يشار إلى أن الاجتماع المشترك بين الوفد الأميركي وبقية أطراف المفاوضات باستثناء إيران هو الثاني من نوعه خلال اليومين الماضيين. 

وفي مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية، قال أوليانوف إن "تقدماً" قد حصل خلال مفاوضات فيينا "لكنه ليس سريعاً"، مشيراً إلى أن إحدى القضايا العالقة التي يبحثها المفاوضون هي مصير أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. 
وأشار إلى وجود ثلاثة خيارات حول هذه الأجهزة، قائلاً: "ماذا نفعل مع أجهزة الطرد المركزي هذه؟ أحد الخيارات هو نقلها إلى الخارج، والخيار الآخر هو تدميرها والخيار الثالث هو تخزينها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". 
وكان "العربي الجديد" قد كشف قبل يومين نقلاً عن مصادر مواكبة للمفاوضات في فيينا عن أن الأطراف الغربية طالبت خلال المفاوضات بـ"تدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة (IR6, IR9) التي شغلتها إيران خلال العامين الأخيرين"، مشيرة إلى أن الوفد الإيراني رفض ذلك بشكل قاطع، مؤكداً أن الحل هو الاحتفاظ بهذه الأجهزة في إيران وتخزينها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.  

ودخلت مفاوضات فيينا في جولتها الجديدة يومها السادس، اليوم الثلاثاء، فيما الاجتماعات واللقاءات ما زالت مستمرة بشكل مكثف على مختلف المستويات، سواء على مستوى الخبراء أو اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف بين رؤساء الوفود، لكن لم يحرَز بعد تقدم ملحوظ. 
في الأثناء وخارج فيينا، ثمة تحركات دبلوماسية لتحريك المياه الراكدة في المفاوضات، حيث بحث وزيرا خارجية روسيا وسلطنة عمان سيرغي لافروف وبدر بن حمد البوسعيدي، تطورات هذه المفاوضات في اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. 
وطالب أميرعبد اللهيان، في الاتصال مع لافروف، "الطرف الغربي بإبداء المزيد من الجدية وقيام أطراف المفاوضات بالمبادرة".  
كما أكد الوزير الروسي أن بلاده لطالما طالبت بضرورة رفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي، داعياً جميع الأطراف إلى تبني "توجه دبلوماسي بنّاء وخلاق والتحلي بالصبر"، قائلاً إن ذلك "سر النجاح لهذه المرحلة من المفاوضات".  

من جهته، أعلن وزير الخارجية العماني دعم مسقط لمفاوضات فيينا، قائلاً إن "تأكيد إيران على جديتها واهتمامها لإنجاح المفاوضات يبعث على التفاؤل وعمان تقوم بمشاورات دوماً على هذا الصعيد".  
وتهدف مفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بواسطة أطراف الاتفاق النووي، وهي روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ومفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لإحياء الاتفاق النووي المترنح بعدما انسحبت منه واشنطن عام 2018 وأعادت فرض العقوبات على طهران بشكل أقسى من ذي قبل، ثم قامت الأخيرة بوقف الكثير من تعهداتها النووية وطورت برنامجها النووي وقامت برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قياسية بلغت 60 في المائة، فضلاً عن خفضها عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشآتها النووية بعد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة على هذه المنشآت بموجب الاتفاق النووي. 
في الأثناء، نفى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، صحة الاتهامات ضد بلاده بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 90 في المائة، مؤكداً أنها "كاذبة واتهامات واهية يروج لها الأعداء وخاصة التيار الصهيوني". 
وأضاف إسلامي أن إيران "لم ولن تقوم بأي نشاط خارج أطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيراً إلى أن الوكالة "تشرف على جميع أنشطتنا وفق المقررات".

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على هامش مؤتمر في طهران، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني، أن جدول أعمال الحوارات بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية هو "مزاعم طرحت سابقاً، وتم الردّ عليها بالاتفاق النووي وأغلقت"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى مطالب الوكالة من إيران للردّ على أسئلتها بشأن العثور على مواد نووية في مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية.

وتابع إسلامي: "إذا تقرّر تنفيذ الاتفاق النووي، فعلى الجميع العمل بمقتضى التزاماتهم، وليس أن تنفذ إيران جميع تعهداتها والطرف الآخر لا يقوم بذلك".

وبشأن التعاون مع الوكالة الدولية حول موقع "تسا" لصناعة أجهزة الطرد المركزي في كرج غربي طهران، أكد إسلامي أن "موضوع موقع تسا وبقية الحالات التي وردت في الاتفاق النووي هي خارج اتفاق الضمانات". وهو اتفاق تابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والذي ظلت إيران تؤكد بعد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي، أنها ستبقى متلزمة فقط بتعهداتها في إطار اتفاق الضمانات.

وتطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران بالسماح لها بتركيب كاميرات الرقابة فيها، بعد أن تضررت في "عملية تخريبية" خلال يوليو/تموز الماضي، اتهمت السلطات الإيرانية، إسرائيل، بالوقوف وراءها.

وشدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أن طهران "لن تقبل بأي شيء خارج اتفاق الضمانات ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، أن هدف إيران من خوض مفاوضات فيينا هو "إلغاء مؤثر للعقوبات"، قائلاً إن الحكومة "جادة وعازمة على رفع العقوبات". وأضاف أن الجهات التي فرضت العقوبات على إيران "تبذل قصارى جهودها للإبقاء على العقوبات وتشددها باستمرار"، موضحاً أن الخطوات التي اتخذتها طهران ومقترحاتها الجديدة في المفاوضات تتماشى مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

واشنطن تحضّر "بدائل" في حال فضل مفاوضات فيينا

على المقلب الأميركي، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الايراني في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وفق "فرانس برس"، "قريباً يفوت الآوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية"، مردداً الملاحظات التي أبداها في اليوم السابق الأوروبيون المشاركون في المفاوضات مع طهران. وأضاف أنه "ما لم يحصل تقدم سريع ... فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً"، في تصريح يذكر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.

وشدّد على أن "ما نراه حتى الآن هو أن ايران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة" إلى اتفاق العام 2015. وإذ اعتبر أن الدبلوماسية لا تزال "حتى اليوم" تعتبر "الخيار الأفضل". أضاف "لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا". غير أن بلينكن لم يوضح إن كان يعتبر على غرار ما قال نظيره البريطاني الأحد، أن المفاوضات الحالية في فيينا تُشكّل "الفرصة الأخيرة" لإيران.

المساهمون