قمة بين البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس اللبنانية حول أزمة البلاد

قمة بين البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس اللبنانية حول أزمة البلاد

01 يوليو 2021
يعاني لبنان أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية (أندرياس سولارو/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس اللبنانية اجتماعاً، اليوم الخميس، لبحث كيف يمكن أن يساعد الدين البلاد في التغلب على أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990.

وسار البابا مع قادة الطوائف اللبنانية المسيحية المختلفة في لبنان من بيت القديسة مارتا حيث يقيم، إلى كاتدرائية القديس بطرس حيث قاموا بوقفة صلاة.

وأشعل البابا بثوبه الكهنوتي الأبيض والقيادات الكنسية اللبنانية بأثوابها السوداء الشموع، وصلّوا أمام قبر القديس بطرس عند المذبح الرئيسي.

ومن بين الكنائس التي حضر لها ممثلون، وفق "رويترز"، الكنيسة المارونية والأرثوذكسية اليونانية والأرمينية والأرثوذكسية السريانية والبروتستانتية.

وتابع الرئيس اللبناني ميشال عون، صباح اليوم عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ"يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان"، ودعا اللبنانيين من كافة الطوائف إلى "اعتبار هذا اليوم محطة انطلاق لاستنهاض كافة مقومات رسالة لبنان في محيطه والعالم، وهي رسالة العيش معاً على قاعدة الاعتراف بالحقوق والاحترام المتبادل والتوازن.

وقال عون، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية: "نحن مدعوون جميعاً كلّ من موقعه إلى ملاقاة تطلعات قداسته وأصدقاء لبنان في العالم في استعادة قيم وجودنا وفاعلية حضورنا، فنستحق أن نكون ونبقى وطن الرسالة".

من جهته، غرّد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، عبر حسابه على "تويتر"، آملاً في أن "يتكلل اللقاء بنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك، وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان أكثر من بلدٍ، إنه رسالة".

وقال مصدرٌ من الوفد اللبناني مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، لـ"العربي الجديد": "إنّنا نعوّل كثيراً على هذا الحدث، ودور الفاتيكان المهمّ والمؤثر إيجاباً للتحرّك من أجل تخفيف وطأة الأزمة ومعاناة اللبنانيين، ولكن في المقابل، فإنّ يداً واحدة لا تصفّق، وعلى القادة في لبنان أن يتحمّلوا المسؤولية، ويتخلّوا عن الشروط والشروط المضادة، ويتنازلوا لمرّة واحدة لأجل مصلحة البلد والشعب، ووضع الخلافات جانباً لتشكيل حكومة سريعاً تمهيداً للحصول على الدعم الدولي".

وأشار المصدر إلى أنّ "الخارج يقف إلى جانب لبنان، وهو خصّص الكثير من المؤتمرات لدعمه، لكنها كلّها شددت على عدم تقديم أي مساعدة مالية ونقدية قبل تشكيل حكومة تضع برنامجاً إصلاحياً، وتبدأ مسيرة مكافحة الهدر والفساد، واكتفت بتقديم هباتٍ ومساعدات عينية إنسانية مباشرة إلى المواطنين عبر منظمات أهلية وغير حكومية وجمعيات، وإلى المؤسسة العسكرية، خصوصاً على الصعيدَيْن الصحي والغذائي"، لافتاً إلى أن "المرجعيات المسيحية الدينية التي لعبت دوراً في لبنان، وشاركت في مبادرات الحلّ الحكومي، ستضع البابا فرنسيس في صورة الأزمة التي تطاول أيضاً القطاع التعليمي، وستفنّد أسباب المشكلة، والمخاطر التي يواجهها اللبنانيون، وترفع الصوت طلباً للتدخل".

ويحمل البطريرك الماروني بشارة الراعي شعار "حياد لبنان" عن الحروب والصراعات الإقليمية، وعدم السكوت عن السلاح غير الشرعي، قاصداً بذلك "حزب الله"، وجدّد أكثر من مرّة مطالبته بعقد مؤتمر دولي لأجل لبنان، كما دعا في مناسبات عدّة إلى التدخل الدولي برعاية أممية لإنقاذ البلاد وطناً وشعباً، بعد عجز السياسيين في لبنان عن الالتقاء وإيجاد الحلول، لا بل يستمرّون في الدفع نحو الانهيار.

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية جعلت العملة الوطنية تنهار في السوق الموازية غير الرسمية. ويتحمّل قادة لبنان مسؤولية الأزمة الصعبة التي تعاني منها البلاد، ويرزح تحت وطأتها الشعب الذي يئنّ جوعاً وفقراً وإذلالاً، بينما تستمرّ القوى السياسية في شنّ معارك يومية لتحصيل مكاسب سلطوية وتعزيز مراكزها في الدولة اللبنانية.

وعادت التحركات إلى الشارع اللبناني بوتيرة متفاوتة، اعتراضاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار، وانقطاع غالبية المواد الأولية والاستهلاكية الحياتية بفعل التهريب والتخزين وغياب المؤسسات الرقابية.

وفي مطلع يونيو/ حزيران الجاري، حذر البنك الدولي من أن "لبنان يغرق"، ورجّح أن تحتل الأزمة المالية والاقتصادية في البلد مرتبة من الثلاث الأولى من الأزمات الأكثر حدة على مستوى العالم، منذ منتصف القرن التاسع عشر.