قتيل بغارات روسية على إدلب وتسويات النظام السوري تنتقل إلى البوكمال

قتيل في غارات روسية على إدلب وتسويات النظام السوري تنتقل إلى البوكمال

25 نوفمبر 2021
قصفت قوات النظام السوري فجر اليوم بالمدفعية الثقيلة بلدات في جنوب إدلب (Getty)
+ الخط -

أفاد الدفاع المدني السوري بمقتل امرأة وإصابة 3 مدنيين بغارات جوية روسية استهدفت، صباح الخميس، عمالاً في أثناء جني محصول الزيتون على أطراف قرية معرطبعي، جنوبيّ إدلب.

وأغارت الطائرات الحربية الروسية على مناطق شرقيّ محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، فيما أعلن النظام السوري انتقال التسويات التي يجريها في شرق البلاد إلى مدينة الميادين شرقيّ محافظة دير الزور.

وذكر الناشط حسان محمد لـ"العربي الجديد" أن الطائرات الحربية الروسية قصفت صباح اليوم أطراف مدينة سرمين شرقيّ إدلب، بالقرب من إحدى القواعد التركية في المنطقة، كذلك استهدف القصف الجوي بلدتي مجليا ومعربليت قرب مدينة أريحا على طريق حلب – اللاذقية بالقرب من قاعدة تركية أيضاً، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وذلك بالتزامن مع تحليق متواصل للطيران الروسي في أجواء المنطقة.

من جهتها، قصفت قوات النظام السوري فجر اليوم بالمدفعية الثقيلة بلدات سفوهن والفطيرة وفليفل جنوبي إدلب، واستهدفت بالرشاشات الثقيلة محور المشاريع بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وفي المقابل، استهدفت الفصائل مواقع لقوات النظام على محاور التماس في ريف حلب الغربي، بالقذائف الصاروخية، كذلك قصفت مواقع لقوات النظام في الملاجة وحزارين جنوبي إدلب.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان الخميس، إن قوات النظام السوري تواصل مع روسيا خرقها وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية، الذي أُعلِن في الخامس من شهر آذار/ مارس العام الماضي، مؤكداً أن "قوات النظام السوري تتعمد استهداف المناطق والأحياء السكنية في قرى وبلدات ريف إدلب، لمنع عودة السكان المدنيين إلى مناطقهم".

وأشار الفريق إلى أن "عدد الخروقات الأخيرة وصل إلى 68 خرقاً في ريفي إدلب وحماة، وحلب خلال 24 ساعة الماضية"، لافتاً إلى أن "الخروقات المستمرة في المنطقة أخرت عودة المئات من المدنيين إلى المنطقة، وسبّبت عودة عدد من العائلات إلى مناطق النزوح من جديد".

إلى ذلك، استهدفت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية غربيّ محافظة دير الزور، وهو ما يرفع عدد الضربات الجوية التي طاولت مواقع التنظيم في البادية السورية، إلى 92 في أقل من 72 ساعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

على صعيد متصل، ذكرت شبكات محلية أمس، أن عدداً من عناصر المليشيا الإيرانية، قُتلوا جراء هجوم نفذه تنظيم "داعش" استهدف نقاطاً عسكرية في بادية البوكمال شرقيّ دير الزور بعد حصاره لتلك المواقع، وسط هجمات متزايدة على امتداد البادية من ريف حمص حتى غرب دير الزور.

وأشارت شبكة "فرات بوست" إلى أن مجموعة تابعة لمليشيا "أبو الفضل العباس"، فُقدت صباح أمس في البادية الشرقية لمحافظة دير الزور، مضيفة أن المجموعة تتألف من 12 عنصراً خرجوا من نقاطهم بسيارتين لتمشيط المنطقة في البادية بشكلٍ اعتيادي، لكن انقطع الاتصال بهم بعد ساعات من خروجهم.

"قسد" تجند قاصرات

من جهة أخرى، حمّلت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سورية، قوات "قسد" مسؤولية قيام ما تسمى "الشبيبة الثورية" التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" بخطف القاصرين والقاصرات.

وقال المجلس، في بيان أمس الأربعاء: "خطفت منظمة الشبيبة الثورية المعروفة باسم "جوانن شوركر" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ثلاث فتيات قاصرات من مدينة عامودا مساء الأحد، بهدف تجنيدهن ضمن المليشيا العسكرية التابعة للحزب". 

ولفت إلى أنه "منذ سنوات، خطفت هذه المنظمة وجندت مئات الأطفال القُصر، وزادت وتيرة هذه الجرائم منذ بداية العام الجاري، وتلقت عوائل الفتيات المخطوفات اتصالات من مسؤولي هذا التنظيم تؤكد تجنيد طفلاتهم في صفوف القوات العسكرية، وأنهن سيخضعن لدورات تدريبية عسكرية لمدة ستة أشهر، ولن يتمكنّ من التواصل خلال هذه الفترة مع عوائلهن".

ودان المجلس "جرائم هذه المنظمة وانتهاكاتها بحق أبناء شعبنا، وخاصة خطف الأطفال القُصر وتجنيدهم"، وحمّل "قسد" المسؤولية الكاملة لمنعها ومحاسبة مرتكبيها وحلّ هذه المنظمة، ولا سيما أن مكتب (حماية الطفولة) الذي أسسته "قسد" غير قادر على إعادة الأطفال المخطوفين إلى ذويهم.

تقارير عربية
التحديثات الحية

كذلك، ناشد المجلس الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية بحماية حقوق الطفل، وقوات التحالف الدولي القيام بمسؤولياتها والضغط على "قسد" لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى منظمة الشبيبة والمليشيا التابعة لها والإيقاف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال القُصر نهائياً. 

"قسد" تمنع شاحنات من المرور

في غضون ذلك، منعت (قسد) عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية من عبور طريق طريق الحسكة - اللاذقية المارّ من محافظة الرقة، المعروف بطريق (أم 4)، شمال شرقيّ سورية، وذلك خشية تحولها نحو منطقة "نبع السلام" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني" وحليفته تركيا، ودخولها إلى هناك عبر طرق التهريب.

وقال مصدر من شبكة "عين الفرات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قسد منعت 115 شاحنة محملة بمواد غذائية تعمل على نقل المنتجات بين محافظتي الحسكة والرقة من عبور طريق (أم 4) بعد انتظار لمدة يوم كامل، وطلبت منهم التحويل إلى طريق أبيض - أبيض الواصل بين الرقة والحسكة".

وأشار المصدر إلى أن "حظر المرور للشاحنات جاء من قبل "قوات سورية الديمقراطية"، بالتنسيق مع القوات الروسية المشرفة على حماية القوافل المارة عبر طريق (أم4)، وذلك بعد رصد عشرات الحالات من تحوّل الشاحنات عن الطريق ذاته نحو منطقة "نبع السلام" الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بهدف بيع المواد الغذائية هناك، وتحقيق المزيد من الأرباح المادية، وهو ما تعتبره "قسد" عبوراً غير شرعي".

وأكد المصدر أن "التجار وأصحاب الشاحنات يحاولون عدم سلك طريق أبيض - أبيض الواصل بين محافظتي الرقة والحسكة، شمال شرقيّ سورية، الذي يمتد على مسافة 153 كيلومتراً، بسبب وعورته وتعرضه لهجمات من قبل قطاع الطرق، وشهرته بعمليات السلب والنهب".

في سياق منفصل، تحدثت مصادر لـ "العربي الجديد" أن دورية أمنية تابعة لقوات "قسد" اعتقلت الشقيقين إبراهيم وأحمد الراضي، وهما مدنيان يملكان محلاً للاتصالات، إثر عملية مداهمة نفذتها "قسد" الخميس، بمساندة التحالف الدولي في بلدة مركدة جنوبيّ محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية.

تسويات في البوكمال

من جهة أخرى، انتقلت عمليات التسوية التي يجريها النظام السوري في محافظة دير الزور صباح اليوم إلى مدينة الميادين بريف المحافظة الشرقي. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن مركز التسوية الخاص بمحافظة دير الزور، انتقل صباح اليوم إلى مدينة الميادين بريف المحافظة الشرقي، وذلك بعد أن استقبل نحو سبعة آلاف شخص منذ افتتاحه في مبنى الصالة الرياضية وسط مدينة دير الزور قبل عشرة أيام.

وتُعَدّ محافظة دير الزور أحد أكبر المعاقل للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في سورية، والتي استقرت في المحافظة عقب انسحاب تنظيم "داعش" منها.

وفي جنوب البلاد، قُتل ثلاثة أشخاص من الرافضين لـ"التسوية" مع النظام السوري من بينهم محمد شكري الدرعان، وهو أحد أبرز المطلوبين للنظام الرافضين للتسويات الأمنية في بلدة ناحتة شرقي درعا. وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام استهدفت مزرعة شرقي بلدة ناحتة، وقتلت فيها الدرعان، إضافة إلى اثنين كانا برفقته.

وسبق لقوات النظام أن أحرقت منزل محمد الدرعان، وفجّرت منزل أخيه إسماعيل الدرعان بعد تفتيشها بلدة ناحتة، في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلال تطبيقها اتفاق التسوية في البلدة الذي رفضه الدرعان ومجموعته، حيث غادروا البلدة، لكن قوات النظام ظلت تتعقبهم في شرق المحافظة، إذ عمدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى مداهمة خيام يقيم فيها نازحون من عشائر البدو قرب بلدة ناحتة، وعلى الطريق الواصل بين المسيفرة والغارية الشرقية شرقي المحافظة، وعلى طريق داعل ـ خربة غزالة.