قتلى وجرحى باحتفالات رأس السنة في مناطق النظام السوري و"قسد"

قتلى وجرحى باحتفالات رأس السنة في مناطق النظام السوري و"قسد"

01 يناير 2024
ينتشر السلاح في مناطق سيطرة النظام و"قسد" بسبب عناصر المليشيات الحليفة (فرانس برس)
+ الخط -

قتل مدني وأصيب 4 آخرون، بينهم أطفال، بطلقات نارية، ليل الأحد الاثنين، خلال احتفالات رأس السنة الجديدة في مناطق سيطرة النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، كما قتل ضابط في قوات النظام وأصيب أربعة أطفال بانفجار لغمين في ريف دمشق وريف حمص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن انفجارات وأصوات إطلاق نار كثيف شهدتها مناطق سيطرة النظام السوري و"قسد" في الحسكة، شمال شرقي البلاد، ومدينة حمص الخاضعة للنظام، وسط البلاد، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة 3 أطفال وامرأة، جروح بعضهم خطرة.

وذكرت المصادر أن طفلا أصيب بطلق ناري في الرأس بحي غويران، وآخر في حي العزيزية، بينما أصيبت سيدة بطلق ناري عشوائي في حي مشيرفة بمدينة الحسكة، جراء إطلاق نار من عناصر قوات النظام السوري و"قسد" بمناسبة رأس السنة الجديدة 2024.

رأس السنة في مناطق "قسد"

وقالت المصادر إن إطلاق نار وانفجارات شهدتها مدينة القامشلي التي تخضع لسيطرة "قسد" وقوات النظام السوري، ما سبب حالة هلع بين السكان.

وفي مدينة حمص، قالت مصادر محلية إن شابا قتل جراء إصابته بطلق في الرأس في حي وادي الذهب، وأصيب طفل بطلق في صدره في حي الزهراء جراء إطلاق عناصر قوات النظام السوري النار بشكل عشوائي خلال احتفالات رأس السنة الجديدة.

وينتشر السلاح بين السكان في مناطق سيطرة النظام السوري و"قسد" على خلفية انتماء أشخاص لمليشيات الطرفين وعدم ضبط العناصر المسلحة من قبلهما. 

قال راديو "شام إف إم" المقرب من النظام السوري إن أربعة أطفال أصيبوا بجروح جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب في بلدة مظلوم بريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن ضابطا من قوات النظام السوري برتبة نقيب قتل أثناء محاولته تفكيك لغم في مدينة الضمير بمحافظة ريف دمشق.

وتشهد مختلف مناطق السيطرة في سورية بشكل شبه يومي انفجار ألغام ومخلفات حرب، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلا عن مقتل المئات من المسلحين. وجل تلك المخلفات ناجم عن قصف النظام السوري وألغام خلفها تنظيم "داعش" قبل خسارته العسكرية في سورية.

وفي الجنوب السوري، قال الناشط "محمد الحوراني" لـ"العربي الجديد"، إن ضابطا في الفرقة العاشرة بقوات النظام برتبة رائد أصيب، صباح الاثنين، بجروح جراء استهدافه بعبوة ناسفة في بلدة غباغب بريف درعا الشمالي. ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء العملية.

وشهدت درعا مئات العمليات المشابهة خلال السنوات الماضية قتل وجرح على أثرها المئات من عناصر قوات النظام والمليشيات التابعة لفروعه الأمنية.

الشبكة السورية: النظام الأكثر قتلاً عام 2023

إلى ذلك، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1032 مدنيا في سورية في عام 2023 على يد أطراف الصراع، من بينهم 91 قتلوا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجاء النظام السوري على رأس القائمة.

الشبكة السورية: جريمة القتل اتخذت نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي

وقالت الشبكة السورية، اليوم الاثنين، في أحدث تقاريرها السنوية، إن القتل استمر في سورية منذ عام 2011، وقد وثقت الشبكة مقتل 1032 مدنيا على يد أطراف الصراع، من بينهم 181 طفلاً و150 سيدة، و57 ضحية بسبب التعذيب. وذكر تقرير الشبكة أنها سجلت مقتل 91 مدنياً، بينهم 14 طفلاً و13 سيدة و11 ضحية بسبب التعذيب، في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

وجاء في التقرير أن جريمة القتل اتخذت نمطا واسعا ومنهجيا من قبل قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي.

ويشمل التقرير توثيق عمليات القتل خارج نطاق القانون من قبل القوى المسيطرة، التي انتهكت القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وأكد التقرير أن النظام السوري لم يسجل مئات آلاف المواطنين الذين قتلهم منذ آذار/ مارس 2011 ضمن سجلات الوفيات في السجل المدني وإنه تحكم بشكل متوحش بإصدار شهادات الوفاة.

وجاء في التقرير أن 225 مدنيا، بينهم 57 طفلاً و24 سيدة، قتلتهم قوات النظام السوري، فيما قتلت القوات الروسية 20 مدنياً، بينهم 6 أطفال و5 سيدات.

وقال التقرير إن الشبكة وثَّقت مقتل 74 مدنياً، بينهم 9 أطفال و10 سيدات، على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، كما وثق مقتل 5 مدنيين على يد قوات التحالف الدولي.

وأضاف أن "داعش" قتل مدنيا واحدا فقط، بينما قتل 16 مدنيا، بينهم طفلان و5 سيدات، على يد هيئة تحرير الشام، و17 مدنياً، بينهم 5 أطفال وسيدة، قتلوا على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة.

وسجل التقرير مقتل 674 مدنياً، بينهم 102 طفل و74 سيدة، على يد "جهات أخرى" لم يجر تحديدها، ويذكر أن الشبكة تقصد بعبارة "الجهات الأخرى" عمليات الاغتيال والقتل بسبب انفجار الألغام ومخلفات الحرب والتفجيرات عن بعد، حيث لا يمكن تحديد الجهة المسؤولة بشكل دقيق.

وأوضح التقرير أن محافظة درعا كانت الأعلى في حصيلة عام 2023 بنسبة تقارب 22%، فيما حلت محافظة دير الزور بنسبة تقارب 20%، تلتها محافظتا حلب وإدلب بنسبة تقارب 14%، وقد قتل جلُّ الضحايا في هذه المحافظات على يد جهات أخرى.

وفي الختام، طالب تقرير الشبكة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

قتلى وجرحى مدنيون بقصف متبادل في ريف حلب

إلى ذلك، قتل مدنيان وجرح آخرون، اليوم الاثنين، جراء قصف من قوات النظام السوري على مدينة دارة عزة، فيما قتل آخران بقصف مدفعي على بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة قوات النظام والمليشيات في ريف حلب الغربي، شمال غرب البلاد.

وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن مدنيين قتلا وجرح أربعة آخرون، ظهر اليوم، جراء قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، مضيفا أن القصف خلف أيضاً أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.

وبحسب بيان للدفاع المدني السوري، فإن قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا لقوات النظام استهدف أحياء مدينة دارة عزة وأطرافها، غربي حلب، وأوقع ضحايا مدنيين، فيما نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام عن مصدر في قيادة شرطة حلب قوله إن شخصين قتلا ووقعت أضرار مادية جراء سقوط 15 قذيفة صاروخية على بلدة نبل في ريف حلب الغربي.

بالمقابل، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القصف على بلدة نبل أدى إلى مقتل طفلة وإصابة عشرة آخرين في حصيلة أولية، مشيرة إلى أن مصدر القصف مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام".

وفي الشأن، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفصائل المسلحة في غرفة عمليات "الفتح المبين" استهدفت بقذائف صاروخية مدينتي نبل والزهراء ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية في ريف حلب الشمالي.

وأضاف أن قوات النظام ردت على القصف واستهدفت بالقذائف المدفعية مدينة دارة عزة ومحيطها ضمن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في ريف حلب الغربي، ما أدى لوقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.
وكان عشرات المدنيين قد سقطوا بين قتيل وجريح في كلا الجانبين في وقت سابق من الشهر الماضي جراء تكرر الاستهداف المتبادل بين الطرفين على هذا المحور الذي يعد أكثر المحاور تصعيدا في ريف حلب الغربي.

المساهمون