فعالية في إدلب تستذكر مجزرة حماة بعد 42 عاماً على وقوعها

فعالية في إدلب تستذكر مجزرة حماة بعد 42 عاماً على وقوعها

02 فبراير 2024
خلال إحياء ذكرى المجزرة في مدينة إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد سوريون خلال إحياء الذكرى الـ42 لمجزرة حماة في مدينة إدلب شمال غربي سورية، التي نفذها رئيس النظام السابق حافظ الأسد وشقيقه رفعت عام 1982، بعد محاصرة المدينة من جهاتها الأربع، أن الكثير من حالات القتل نفذت بالسلاح الأبيض بحق الأهالي دون استثناء طفل أو امرأة.

وقال الناجي والشاهد على المجزرة فادي الحجازي، لـ"العربي الجديد"، إن "بعض الأحياء في مدينة حماة أبيدت بالكامل ولم ينج منها أي شخص"، مضيفاً "بعد محاصرة الحي وضربه بالمدفعية تمهيداً لاقتحامه ذُبح بالسكاكين والسيوف من نجا من القصف، ولم يكن لسكان هذه الأحياء أي خيار للنزوح أو البقاء أحياء، كحي الزنبقي الذي بني مكانه فيما بعد فندق ومتنزهات، وأصبح مكاناً سياحياً على جثث أهالي الحي".

من جانبه، قال محمد حديد، من مدينة حماة، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا اليوم لنذكّر الناس بالمجزرة التي قام بها المجرمان حافظ ورفعت الأسد، وراح ضحيتها أكثر من سبعين ألف مدني بين قتيل ومعتقل (..) رفعت الأسد ما زال حراً طليقاً ويجب محاسبته، ونحن ثابتون على العهد حتى النصر لثورتنا".

وبحسب الشهود الذين ألقوا كلماتهم في الفعالية، فإن معظم أبناء جيلهم الذين كانوا أطفالاً وقت المجزرة هم "أميون ولم يدخلوا المدارس أو الجامعات السورية بسبب العقد النفسية التي أصابتهم لهول المشاهد التي رأوها أو سمعوا عنها".

وقال أبو صهيب الحموي، أحد منشدي الثورة السورية الذي تقدم المظاهرات مع بدايتها في ساحات مدينة حماة وأحد منسقي هذه الفعالية: "مع بداية الثورة السورية فقدت الكثير من أصدقائي على يد النظام السوري، لأننا نادينا بالحرية والكرامة، وسمعت الكثير عن مجزرة حماة عام 1982 من أهلي، وهذا ما يدفعنا للثبات على مبادئ ثورتنا في محاسبة المجرمين، سواء على مجزرة حماة أو المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري خلال أعوام الثورة".

وفي الثاني من فبراير/ شباط عام 1982، حاصر النظام حماة وعزلها عن محيطها بالكامل وقطع الكهرباء والاتصالات الأرضية عنها. ومع مساء اليوم التالي، بدأ النظام بقصف المدينة، ليستمر القصف والاقتحامات 20 يوماً، جرى خلالها ارتكاب أفظع الجرائم بحقّ السكّان، من قتل واعتقال واغتصاب وتدمير.

وزعم النظام السوري أن قواته آنذاك كانت تواجه مسلحين في مدينة حماة. وبحسب تصريح لوزير داخلية النظام الأسبق، عدنان دباغ، كان هناك نحو 300 مسلح تابعون لجماعة "الإخوان المسلمين"، وهو ما نفته الجماعة لاحقاً، مؤكدة أنها لم تتبن يوماً خيار العنف في معارضتها للنظام، وأن عناصر "الطليعة المقاتلة" الذين كانوا في حماة لا ينتمون إليها.

وتؤكد تقارير حقوقية أن نظام الأسد الأب دمّر أحياء بكاملها، ومن أبرزها حي الحاضر، الذي حوّله إلى كومة من الحجارة في بداية المجزرة، لينتقل بعدها إلى الأحياء الأخرى، ويسرق المنازل بعد إعدام سكّانها جماعياً، واعتقال آخرين ونقلهم إلى السجون، من أبرزها سجن تدمر في ريف حمص الشرقي، قبل تنفيذ أحكام إعدام جماعية بحقهم.