غوتيريس يعلن موافقة الأسد على فتح معبرين والمعارضة تنتقد تفويضه

غوتيريس يعلن موافقة الأسد على فتح معبرين حدوديين إضافيين لإدخال مساعدات والمعارضة تنتقد تفويضه

14 فبراير 2023
المساعدات الإغاثية كانت بطيئة في البداية (محمد الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، أنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غربيّ سورية لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال الذي أوقع أكثر من 35 ألف قتيل في سورية وتركيا، فيما انتقدت "الخوذ البيضاء" منح الأسد السلطة على توصيل المساعدات عبر المعابر الحدودية مع تركيا، وتقديم "مكاسب سياسية مجانية" له.

وقبل الزلزال، الذي أوقع أكثر من 35 ألف قتيل في سورية وتركيا، كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سورية، المنطقة التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري، تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

وقال غوتيريس إنّ "الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين وأيضاً على تسهيل دخول الدعم الإنساني من خلال تسريع آليات الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر، وهو ما من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع".

وأوضح الأمين العام أنّ الأسد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سورية لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

وشدد غوتيريس على أنّ "توفير المواد الغذائية والرعاية الصحية والحماية والإيواء والإمدادات الشتوية وغيرها من الإمدادات إلى ملايين المتضررين أمر في غاية الإلحاح".

The #UN Secretary-General @antonioguterres has welcomed the decision on Monday by the Syrian president to open two further crossing points on the #Turkish border to allow more #aid into the stricken northwest of the country.https://t.co/LlFdXVzOv8

— UN in Syria (@UNinSyria) February 14, 2023

وأتت موافقة الأسد غداة لقائه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في دمشق للبحث في الاستجابة للزلزال المدمّر الذي ضرب سورية وتركيا الأسبوع الماضي.

والأوضاع سيئة للغاية في شمال غرب سورية الخاضع لسيطرة فصائل معارضة، علماً أنه يتعذّر دخول أي قوافل مساعدات من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام إلى هذه المنطقة من دون موافقة دمشق.

واشنطن: فتح معبرين جديدين إلى سورية "أمر جيّد"

والاثنين، اعتبرت الولايات المتحدة أنّ فتح هذين المعبرين الحدوديين الإضافيين سيكون أمراً إيجابياً لسورية إذا ما كان الأسد "جدّياً" في الوعود التي قطعها للأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّه "إذا كان النظام جدّياً بهذا الشأن، وإذا كان مستعدّاً لقرن الأقوال بالأفعال، فسيكون ذلك أمراً جيّداً للشعب السوري".

The United States is working to assist those in need in Türkiye and Syria. We echo the repeated calls of @UN officials for the UN Security Council to authorize additional border crossings to help deliver lifesaving aid to people in the northwest of Syria. pic.twitter.com/oaSvn1LIWx

— Ned Price (@StateDeptSpox) February 13, 2023

"الخوذ البيضاء" مصدومة من سماح الأمم المتحدة للأسد بالبت بشأن المساعدات

وانتقد رئيس منظمة الخوذ البيضاء التي تتولى عمليات الإنقاذ في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية رائد الصالح، اليوم الثلاثاء، قرار الأمم المتحدة الذي منح الرئيس السوري بشار الأسد السلطة على توصيل المساعدات عبر المعابر الحدودية مع تركيا، قائلاً إن هذا قدم له "مكاسب سياسية مجانية".

وقال الصالح لوكالة رويترز إنّ "هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة".

ولم يتسنّ الحصول على تعليق من متحدث باسم الأمم المتحدة بهذا الشأن.

وتضرر الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سورية من زلزال قوته 7.8 درجات وهزات ارتدادية قوية في السادس من فبراير/ شباط خلفت أكثر من 35 ألف قتيل في تركيا وسورية.

وقالت "الخوذ البيضاء" إنّ عدد القتلى جراء الزلزال في شمال غرب البلاد بلغ 2274. وذاع صيت المنظمة من خلال ما تقوم به من عمليات إنقاذ المحاصرين في المباني التي تتعرض للقصف خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.

وكان الكثيرون من سكان المنطقة نازحين بالفعل بسبب عمليات القصف من جانب القوات الروسية وقوات الحكومة السورية في أثناء الحرب. واشتكى رجال الإنقاذ ومنظمات الإغاثة من بطء إيصال المساعدات بعد الزلزال. واعترف مسؤولو الأمم المتحدة بأن المساعدات كانت بطيئة في البداية، لكنهم قالوا إنه تم تعزيز الإمدادات، بما في ذلك نقل الإمدادات من تركيا.

وأعلن الصالح أن شحنات كبيرة من المساعدات من السعودية وقطر بدأت بالوصول إلى الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة قبل وصول مساعدات الأمم المتحدة، وقال إن المساعدات السعودية والقطرية "ستحدث فرقاً كبيراً لأنها تدخل مباشرة".

مسؤول بـ"الائتلاف الوطني السوري" ينتقد انتظار الأمم المتحدة موافقة النظام

إلى ذلك، قال أمين سر الهيئة السياسية لدى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" عبد المجيد بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الأمم المتحدة تحاول أن تغطي على فشلها في إدارة الملف الإنساني في العموم، وليس فقط بعد الزلزال"، مؤكداً أنه "على ما يبدو هناك قوى داخل الأمم المتحدة تعمل على فتح ساحات جديدة للنظام من أجل تعويم نفسه".

وأضاف بركات: "أكدنا بشكل دائم ومراراً بأن آلية دخول المساعدات، وإدارة الملف الإنساني بالأساس هي غير منطقية وغير مفهومة وتقع تحت رحمة الفيتو الروسي الذي يُستجدى كل ستة أشهر من أجل أن لا يستخدم الفيتو لكي يمر قرار تجديد المساعدات الدولي"، مبيناً أن "هذه الآلية هي التي كرست استخدام المساعدات الإنسانية واستغلالها من قبل النظام ليحقق مكاسب سياسية".

وأشار أمين سر الهيئة السياسية إلى أن "هذا الفشل في إدارة الملف الإنساني ظهر جلياً عندما بدأ الزلزال، لذلك نحن أكدنا أنه في الأيام الأولى لم يدخل شيء من الأمم المتحدة، وإذا دخل شيء فقد دخل في اليومين الخامس والسادس من الزلزال، وهي مساعدات مجدولة مسبقاً وليست مساعدات جاءت خصيصاً لمتضرري الزلزال".

وتابع بركات: "كان على الأمم المتحدة أن تتعامل بموضوعية وحيادية وبمسافة واحدة بين جميع الأطراف"، مضيفاً: "لاحظنا أن هناك استجداء من قبل الأمم المتحدة، وخاصة ما تحدث به المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون للأسف، بأن ما نحتاجه هو توقيع من بشار الأسد لكي ندخل المساعدات من المعابر الشمالية مع تركيا".

وأوضح أن "التأخر في وصول المساعدات كان سبباً من أسباب تضاعف أعداد الضحايا، وكان سبباً من أسباب توقف منظمات المجتمع الإنساني والدفاع المدني وكل هذه المنظمات والمؤسسات العاملة على الأرض عن تقديم المساعدات، لذلك كانت هناك كارثة داخلية وكارثة خارجية بتباطؤ المجتمع الدولي في الاستجابة، وكان هناك استغلال سياسي من قبل النظام، وكل هذه الظروف سمحت للنظام وأعطته الفرصة من أجل أن يستغل هذه الكارثة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية".

ولفت عضو "الائتلاف الوطني السوري" إلى أنه "من غير المفهوم أن تستجدي الأمم المتحدة بشار الأسد لكي يوافق على فتح معابر هي خارج سيطرته، لا سيما أن الحكومة السورية المؤقتة التي تدير هذه المعابر أعلنت أنها معابر فُتحت بالتنسيق مع الجانب التركي، وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن المجال الجوي مفتوح لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري".

وشدد بالقول "هذا الأمر لا يفهم إلا ضمن سياق تقاعس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وفشلهم في إدارة الملف الإنساني، ولكي يغطوا هذا الفشل قاموا بتعليق الفشل على أن بشار الأسد هو من تُطلب موافقته لإدخال المساعدات، وبهذه الحالة أعطوا لبشار الأسد ساحة جديدة لكي يمارس بها استغلال الكارثة الإنسانية".

المساهمون