عرض للحوار الداخلي... هل ينهي أزمة "الأصالة والمعاصرة" المغربي؟

عرض للحوار الداخلي... هل ينهي أزمة "الأصالة والمعاصرة" المغربي؟

17 مارس 2021
بنشماش دعا إلى "فتح أفق حزبي جديد" (تويتر)
+ الخط -

تقدّم الأمين العام السابق لحزب "الأصالة والمعاصرة"، أكبر حزب معارض في المغرب عبد الحكيم بنشماش، بعرض للحوار الداخلي ودعوة إلى تجاوز الخلافات، وذلك بعد أكثر من سنة من الانقسام الذي ضربه منذ مؤتمره الأخير، ويهدد حظوظه في الانتخابات البرلمانية والمحلية والجهوية المرتقبة هذه السنة.

ومنذ المؤتمر الرابع الذي عُقد بين 7 و9 فبراير/ شباط 2020، يعيش "الأصالة والمعاصرة" على وقع الخلافات والصراعات، بعدما تمكن الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، بمعية باقي قياديي تيار "المستقبل"، من حسم "معركة كسر العظام" مع خصومه في تيار "المشروعية" بقيادة عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام السابق، لمصلحته، في جو اتسم بالتوتر، وسيطرت عليه مظاهر الاحتجاجات والتشابك بالأيدي والانسحاب الجماعي من سباق الأمانة العامة. 

ودعا بنشماش في نداء أطلقه، مساء أمس الثلاثاء، إلى مباشرة حوار داخلي، موسع ومثمر للمساهمة في التعبئة المطلوبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة "بالقوة والتماسك المطلوبين، وإنضاج الشروط الضرورية لعقد دورة ناجحة للمجلس الوطني حتى يتسنى للحزب مباشرة مهامه التنظيمية والسياسية بالفعالية المطلوبة والحماسة المنتظرة"، معتبراً أنّ السياق "جد ملائم ومحفز لمباشرته".

كذلك دعا الأمين العام السابق لـ"الأصالة والمعاصرة"، المعروف اختصاراً بـ"بام"، إلى "فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح والشفاف".

وكشف بنشماش عن دوافع دعوته إلى الحوار داخل الحزب بالقول: "بما أننا معنيون بشكل مباشر وعلى كل المستويات بالتفاعلات الجارية ببلادنا، ووعياً منا بضرورة المساهمة في تغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود، حماية للديمقراطية من مخاطر بروز "أردوغانية مغربية" يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنياً وترابياً، لولاية أخرى؛ وفي ضوء الرهانات السياسية المطروحة على بلادنا، وانطلاقاً من إيماننا بالأدوار الحيوية التي ينبغي أن يضطلع بها حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة القادمة، والآمال الكبيرة المعقودة عليه".

واعتبر أنّ "مواجهة مختلف التحديات واسترجاع جاذبية الحزب وتعزيز إشعاعه وحضوره، تحتم علينا أن نتوجه جميعاً، بكل تفانٍ ونكران الذات، نحو المستقبل وألا نلتفت إلى الوراء، مثلما تحتم علينا تأجيل كل خلافاتنا، مهما كانت طبيعتها، إلى حين توفير الشروط الملائمة والمناخ المناسب لمعالجتها ضمن القنوات المؤسساتية للحزب، وتدبيرها في سياقاتها الممكنة، والتوجه نحو تدشين مرحلة جديدة نمتلك فيها أيضاً فضيلة ممارسة النقد الذاتي البناء، دون أن نلقي باللائمة على طرف في الحزب دون غيره".

وتطرح دعوة بنشماش إلى الحوار الداخلي استعداداً للانتخابات المقبلة، خريف هذا العام، أسئلة عدة عما إن كانت قيادة الحزب ستتعاطى بإيجابية مع دعوته إلى تجاوز الخلافات التي أدت إلى أزمة تنظيمية جعلت"بام" أمام مفترق طرق، وذلك بعد أن عجزت طوال أكثر من سنة عن بذل مجهود كبير واستثنائي لإصلاح ما أفسده المؤتمر الرابع، بدفن ماضي الخلافات وتحقيق المصالحة الداخلية التي تحفظ وحدة الحزب الطامح إلى تصدّر الانتخابات التشريعية المقبلة.

ولم يكد حزب "الأصالة والمعاصرة" يخرج من أسوأ أزمةٍ واجهها في تاريخه، خلال محطة المؤتمر الوطني الأخير، حتى دخل إلى أتون حربٍ جديدةٍ بسبب التدافع بين تيار "المستقبل" بزعامة الأمين العام الجديد، ومعارضيه في تيار "المشروعية"، حول العضوية في المكتب السياسي، الجهاز التنفيذي للحزب.

وتصاعدت وتيرة الأزمة، بعد إقدام وهبي على تعيين مكتب سياسي غير منتخب من طرف المجلس الوطني (برلمان الحزب)، والانفراد بإحداث لجنة القوانين، وتعيين أعضائها، فضلاً عن إعفائه 8 أمناء عامين جهويين.

ومع تنامي الخلاف، تواصل سعي بعض معارضي القيادة الجديدة للبحث عن وجهة حزبية جديدة، وأعلن قياديون آخرون، في سبتمبر/ أيلول الماضي، ميلاد حركة تصحيحية تحمل اسم "لا محيد"، من أجل "الدفاع عن مشروع التنظيم السياسي، وعلى خلفية الإقصاء الذي ظل يمارسه الأمين العام الحزب واستفراده بالقرارات وتحمّله المسؤولية في المسار التحريفي للحزب، خدمة لممارسات ارتجالية فردانية خاضعة لمنطق تصفية الحسابات والانتقام".