"طالبان": على باكستان أن تحل مشاكلها الداخلية قبل اتهام الآخرين

وزير خارجية طالبان: على باكستان أن تحل مشاكلها الداخلية قبل اتهام الآخرين

02 فبراير 2023
أمير خان متقي وزير خارجية طالبان (Getty)
+ الخط -

قال وزير خارجية طالبان الملا أمير خان متقي إن هجوم مدينة بشاور يحتاج إلى تحقيق عميق، وأن على باكستان أن تبحث في الداخل وأن تحل مشاكلها الداخلية، بدلاً من توجيه التهم إلى أفغانستان، وذلك رداً على تصريحات وزراء باكستانيين تفيد بأن المسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان.

ودعا الوزير الأفغاني، في كلمة له أمام اجتماع لقادة وعناصر الحركة في كابول يوم الأربعاء، الوزراء الباكستانيين إلى أن يفكروا بدقة وإمعان قبل توجيه التهم إلى أفغانستان، مشدداً على أن أبناء هذه المنطقة يعرفون جيداً كل ما يتعلق بأمر المتفجرات والقنابل، "نحن عشنا عقوداً من الزمن في الحرب، لذا ما تقوله الحكومة الباكستانية أن تفجيراً انتحارياً بحزام ناسف قلب المسجد في بيشاور رأساً على عقب، غير صحيح، وغير دقيق".

مضيفاً "من خلال تجربتنا في الحروب لا يمكن لحزام ناسف أو تفجير انتحاري أو عبوة ناسفة أن تسفر عن كل هذه الأضرار، وتدمر المسجد الكبير بأسره، وتقتل العشرات بل أكثر من 100، من هنا أدعو إلى إجراء تحقيق نزيه لمعرفة طبيعة الهجوم على المسجد في مدينة بيشاور الباكستانية".

ورداً على ادعاء باكستان بأن الأراضي الأفغانية تستخدم ضدها لتؤكد أنها بؤرة الإرهاب، قال متقي "إذا كان الأمر كذلك لماذا لا يذهب الإرهاب إلى دول أخرى، الصين آمنة، إيران آمنة، وكذا دول آسيا الوسطى، من طاجكستان وأزبكستان وتركمانستان كلها آمنة، وكذا الحال في أفغانستان، بلادنا اليوم آمنة، لم نصدر الإرهاب والعنف لأي جهة، من هنا أقول إن على باكستان أن تعمق النظر في داخلها وأن لا توجه التهم إلى أفغانستان فقط من أجل التهرب من المسؤولية".

وخلصت كلمة متقي إلى أن الشعبين الأفغاني والباكستاني شعبان مسلمان تربطهما أواصر دينية واجتماعية وجغرافية، ومن هنا "لا بد من العيش معاً في جو من الاستقرار والطمأنينة وتوجيه التهم ليس في صالح أحد".

وكان كل من وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف، ووزير الداخلية رانا ثناء الله، قد أكدا في جلسة البرلمان قبل يومين بشأن هجوم مدينة بيشاور أن المسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية ضد باكستان.

واتهم وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف حركة طالبان أفغانستان بأنها تساعد طالبان الباكستانية وأنها بذلك تنتهك توافق الدوحة. 

وقال آصف، خلال تقديم إيجاز أمام البرلمان بشأن هجوم مدينة بيشاور، إن الحقيقة التي توصلنا إليها أن طالبان الأفغانية تساعد طالبان باكستان وتعتبر ذلك ديناً عليها، لأن طالبان الباكستانية ساعدتها في الحرب ضد أميركا من هنا الآن هي تساعدها.

كما أكد وزير الدفاع أن علينا أن نراجع حساباتنا من جديد وأن نعيد النظر في سياساتنا، نحن في الماضي خضنا حروب الآخرين، حرب أميركا وحرب روسيا، لكن الآن علينا أن نعمل فقط من أجل مصلحة بلادنا.

وانتقد بشدة الوزير وجود اللاجئين الأفغان في باكستان، قائلاً إن آلاف الأفغان يدخلون يومياً إلى باكستان، لا ندري من منهم الإرهابيون ومن منهم يأتون لأهداف أخرى، مؤكداً أن للأفغان أعمالاً تجارية كبيرة في البلاد، مواصلات البلاد كلها في أياديهم، نحن نسمح لهم باستيراد البضائع عبر أراضينا، لكن في المقابل نحصل على ما حدث في مدينة بيشاور، إذاً علينا أن نعيد النظر في سياساتنا.
يذكر أن الهجوم على مسجد داخل مجمع للشرطة الباكستانية في منطقة توصف بأنها "المنطقة الخضراء"، الآمنة والمحصنة، قد أدى إلى مقتل 101 شخص، وإصابة أكثر من 200 آخرين.

المساهمون