ضغوط على الكاظمي تسبق سفره إلى واشنطن للمشاركة في الحوار الاستراتيجي

ضغوط على رئيس الوزراء العراقي تسبق سفره إلى واشنطن للمشاركة في الحوار الاستراتيجي

23 يوليو 2021
تحدثت الفصائل الموالية لإيران عن حراك برلماني لاستجواب الكاظمي (Getty)
+ الخط -

على الرغم من تعهدات سابقة لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بأن يشهد ختام جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بين بغداد وواشنطن، الإعلان عن سحب القوات القتالية الأميركية من العراق، إلا أنّ مسؤولين عراقيين وسياسيين في بغداد، يؤكدون مواصلة فصائل مسلحة وقوى سياسية، أبرزها تحالف "الفتح"، الضغط على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبيل مغادرته المقررة إلى واشنطن، بعد غد الأحد، بهدف انتزاع أكبر قدر من الضمانات المتعلقة بملف الوجود الأميركي والأجنبي عموماً في العراق.

وأبلغ مسؤول عراقي بارز في بغداد "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنّ الأطراف الحليفة لإيران تطلب جدولة كاملة للقوات الأجنبية من العراق، بما فيها تلك التي توصف بالاستشارية والداعمة للقوات العراقية، وليس القتالية فقط.

وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قيادات عسكرية عراقية مهمة أبلغت تلك الجهات أنّ العراق ما زال بحاجة إلى غطاء جوي ودعم غير مباشر لقواته من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فضلاً عن توفير معدات مستلزمات دعم لوجيستي مختلفة، لكن الضغوطات الآن تنصب نحو المطالبة بوضع جدول زمني لسحب القوات غير القتالية أيضاً"، لافتاً إلى أنّ رئيس الوزراء والطاقم العسكري الذي يشرف على الملف "حسم خياراته بشأن استمرار الدعم الأميركي غير القتالي في العراق خلال الفترة الحالية، والأمر يشمل أيضاً كامل جهد التحالف الدولي وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أيضاً".

مسؤول عراقي:  الأطراف الحليفة لإيران تطلب جدولة كاملة للقوات الأجنبية من العراق، بما فيها تلك التي توصف بالاستشارية والداعمة للقوات العراقية، وليس القتالية فقط

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين أنّ جولة الحوار المرتقبة "ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي". ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن حسين قوله، إنّ "الإدارة الأميركية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة"، مضيفاً أنّ "لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش مجمل العلاقات". ورجّح وزير الخارجية "عودة العراق وأميركا إلى اتفاق العام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار"، مؤكداً أن "تنظيم داعش الإرهابي ما زال يشكل تهديداً ونحتاج إلى دعم استخباري أميركي".

وأمس الخميس، تحدث عضو البرلمان عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ "الحشد الشعبي" فاضل الفتلاوي، عن وجود حراك برلماني لاستجواب الكاظمي، واصفاً الحراك بأنه "مستمر وبقوة"، مبيناً، في تصريحات للصحافيين أنّ هناك ملفات كثيرة تنتظر الكاظمي خلال الاستجواب، من بينها ملف إخراج القوات الأميركية من البلاد، والتراجع الأمني، وأن موقف البرلمان سيتحدد وفقاً للأجوبة التي سيدلي بها الكاظمي.

من جهته، أعرب عضو المكتب السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق"، سعد السعدي، عن عدم الثقة بالكاظمي في ما يتعلق بإدارة الحوار مع الولايات المتحدة، قائلاً، في تصريحات له، إنّ "فصائل المقاومة غير معنية بمخرجات الحوار مع أميركا كونه لا يمثل الإرادة الشعبية، وخيارنا الوحيد هو مقاومة الاحتلال الذي لا يعرف غير لغة القوة والسلاح".

يأتي ذلك بينما يواصل الوفد العراقي الذي يزور واشنطن مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين بشأن عدد من القضايا المشتركة.

وقالت قيادة العمليات العراقية المشتركة، في بيان، فجر اليوم الجمعة، إنّ "اللجنة العسكرية الفنية العراقية ونظيرتها الأميركية عقدت في العاصمة الأميركية واشنطن، اجتماعها الثاني، وذلك في إطار المحادثات الفنية العسكرية الثنائية، ومتابعة ما تمت مناقشته في الجلسة الأولى لهذه اللجنة على ضوء نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي بمرحلته الثالثة"، مشيرة إلى أنّ "الطرفين جددا التزامهما بالعمل على محاربة عصابات "داعش" الإرهابية".

ولفتت إلى مناقشة مستقبل العلاقة الأمنية الاستراتيجية بين البلدين، موضحة أنّ "الاجتماع حضره من الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، كما حضره من الجانب الأميركي وزير الدفاع لويد أوستن، ونائب وكيل وزير الدفاع مارا كارلن".

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، قد أكد، أمس الخميس، أنّ الوزارة ستستضيف مسؤولين عسكريين عراقيين لبحث عدد من الملفات، مبيناً أن اللقاء سيناقش الوجود العسكري الأميركي في العراق.

المساهمون