روسيا تواصل غاراتها في البادية السورية والنظام ينفي التواصل مع تركيا

روسيا تواصل غاراتها في البادية السورية.. والنظام ينفي التواصل مع تركيا

06 ابريل 2022
الغارات الروسية شملت بادية الرقة السورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

جدد الطيران الحربي الروسي، مساء أمس الثلاثاء، غاراته على مناطق متفرقة في البادية السورية، حيث استهدف قرابة 40 نقطة، تزامناً مع حملة تمشيط بري من قوات نظام بشار الأسد، فيما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري نفي مصادر في الخارجية حصول تواصل بين النظام في دمشق وأنقرة.

وقال الناشط محمد التدمري المقيم في ريف تدمر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي شنّ، مساء أمس، قرابة 40 غارة على نقاط في بادية الرصافة بالرقة والسخنة بريف حمص وبادية الشولا جنوبي دير الزور، مضيفاً أنّ طبيعة النقاط التي تعرضت للغارات غير معروفة، فيما تزامنت الضربات مع تمشيط بري من قوات النظام.

ويشنّ النظام السوري منذ شهور حملة تمشيط متقطّعة في البادية السورية يقول إعلامه إنها ضد خلايا تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، ويدعي أنه يستهدف كهوفاً وتلالاً يتحصّن فيها عناصر التنظيم في البادية.

في غضون ذلك، قتل عنصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وجرح آخر بهجوم من مسلحين مجهولي الهوية كانا يستقلان دراجة نارية على طريق القلعة في ناحية هجين شرقي دير الزور، شرقي البلاد.

بدورها، قصفت القوات التركية مواقع لـ"قسد" في قرية معلق ومخيم عين عيسى في ريف الرقة الشمالي شمال شرقي سورية، وذلك تزامناً مع نشر "قسد" المزيد من عناصرها في خطوط التماس بالرقة والحسكة، عقب تعرضها لغارتين جويتين من تركيا أدتا إلى إصابة 4 من عناصرها بينهم قيادي.

وفي جنوب البلاد، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصا قتل وجرح 4 آخرون بينهم امرأة، نتيجة خلاف عائلي تطور لإطلاق نار، في بلدة نصيب في الريف الشرقي من محافظة درعا.

وأوضح أن عدد القتلى ارتفع إلى 4 نتيجة الخلافات العائلية في محافظة درعا خلال الـ72 ساعة الفائتة، وسط استمرار الانفلات الأمني في المحافظة.

النظام ينفي التواصل مع تركيا

إلى ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري، عن مصادر في وزارة الخارجية، نفيها صحة "ما يتم تداوله في وسائل الإعلام نقلاً عن صحيفة "حرييت" التركية التي ادّعت أنّ أنقرة نقلت رسائل إلى دمشق قبل زيارة الرئيس (رئيس النظام السوري) بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة تتعلق بنقاشات تجرى حالياً داخل الحكومة التركية لاستغلال الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية والبحث عن فرصة جديدة لخلق أجواء تدعو لتحسين العلاقات بين أنقرة ودمشق".

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إنّ "دمشق لا يمكن أن تفكر بأي حوار" مع أنقرة، مشترطة كخطوة أولى لتحقيق ذلك "سحب قوات الاحتلال التركي الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، ووقف دعم الإرهابيين والكف عن الانتهاكات المتكررة بحق السوريين، بحسب تعبيرها.

وكانت صحيفة "حرييت" قد نشرت، أول من أمس الاثنين، تقريراً نسبت فيه معلومات لمصادر تركية لم تسمّها، بأنّ سلطات أنقرة تجري حالياً مناقشات، للشروع في حوار مع النظام السوري، ما من شأنه أن يعيد العلاقات بين الطرفين إلى طبيعتها.

يذكر أنّ تركيا تدعم فصائل في المعارضة السورية المسلحة وتنشر عشرات النقاط العسكرية في شمال وغرب سورية، وقامت سابقاً بثلاث عمليات عسكرية ضد "داعش" و"قسد" في شمال وشمال غرب سورية بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.

مقتل خمسة بينهم قيادي من فصائل المعارضة

من جهة أخرى، قتل خمسة على الأقل بينهم قيادي وجرح آخرون من فصيل "الجبهة الشامية" التابع للمعارضة السورية، الليلة الماضية، في هجوم مسلّح من قبل مجهولين على حاجز في ريف حلب شمالي سورية.

وقالت مصادر مطلعة مقربة من "الجيش الوطني" المعارض، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحين مجهولين هاجموا حاجزاً تابعاً لـ"الجبهة الشامية" المدعومة من تركيا على الطريق الواصل بين بلدة سجو ومدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي قرب معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.

وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت إثر الهجوم وأدت إلى مقتل خمسة من عناصر الحاجز بينهم القيادي محمد حمدو بربوري وإصابة آخرين، بينما قتل شخص من المهاجمين ولم تتبين هويته بعد.

وذكرت المصادر أنّ عناصر فصيل "الجبهة الشامية" مستنفرون في كافة قطاعاتهم بالمنطقة مع تشديد الحراسة على الحواجز والنقاط التابعة للفصيل، فيما لم تعلن أي جهة بعد وقوفها وراء الهجوم.

"داعش" يهاجم حقلين نفطيين في سورية 

وفي سياق آخر، هاجم عناصر من تنظيم "داعش"، اليوم الأربعاء، حقلين نفطيين تسيطر عليهما قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور وحمص وسط وشرقي البلاد.

وقال الناشط الإعلامي في دير الزور إبراهيم الحسن لـ"العربي الجديد" إن عناصر من تنظيم "داعش" هاجمت نقاطاً عسكرية تابعة لقوات المهام الخاصة بميليشيا القاطرجي، في محيط حقل الخراطة النفطي جنوب مدينة ديرالزور دون معرفة حجم الخسائر في صفوف الطرفين.

وأوضح أن الهجوم جرى بالرشاشات والأسلحة الخفيفة وتلاه استنفار لقوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة.

كما نفذ عناصر التنظيم هجوما صاروخيا استهدف الميليشيات الإيرانية في حقل "زملة المهر" بريف حمص، اليوم الأربعاء.

وقالت شبكة "عين الفرات" المحلية إنّ 12 صاروخاً من نوع "غراد" سقطت بالقرب من مركز المراقبة والمناهل 3 و7 والبوابة الشمالية للحقل، ونقلت عن مصدر مطلع أن خمسة من عناصر"حزب الله" اللبناني أصيبوا بجروح، تم نقلهم إلى المشفى الميداني في حقل الزملة الواقع بمحاذاة زملة المهر شمال تدمر.

وأشارت إلى أنّ الهجوم تبعه تحليق مكثف للطيران المروحي الروسي في المنطقة، وتعزيزات عسكرية في محيط الحقل لحمايته من أي اقتحام.

وتسيطر المليشيات الإيرانية على عدة آبار نفطية في ريفي دير الزور والبوكمال، منذ عام 2017  بالإضافة إلى مناجم الفوسفات في ريف تدمر.