رسائل أميركية لإسرائيل: لوّحي بالخيار العسكري لنستغله بمفاوضات فيينا

رسائل أميركية لإسرائيل: لوِّحي بالخيار العسكري ضد إيران لنستغله في مفاوضات فيينا

10 ديسمبر 2021
تفضل إسرائيل أن تكون إيران منهارة اقتصاديا ومنبوذة دوليا بغض النظر عن تقدمها النووي(Getty)
+ الخط -

على الرغم من الانطباع السلبي الذي تركته تصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية، بشأن تصريحات مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، ووزير الأمن بني غانتس، ورئيس الموساد دافيد برنيع، الذي "تعهّد" قبل أسبوعين بأن الموساد لن يسمح لإيران بامتلاك قوة نووية؛ فقد قال الصحافي الإسرائيلي، ناحوم برنيع في مقاله الأسبوعي، اليوم الجمعة، إن إدارة الرئيس بايدن، وجهت لإسرائيل رسائل مباشرة وأخرى غير مباشرة، من واشنطن ومن فيينا، لحث الحكومة الإسرائيلية على التلويح بالخيار العسكري ضد إيران، وذلك لخدمة الموقف التفاوضي الأميركي في فيينا، وحث إيران على إبداء مرونة في مواقفها التفاوضية بشأن الاتفاق النووي.

وبحسب برنيع فإن "الرسائل التي وصلت من واشنطن وفيينا، مباشرة وبشكل غير مباشر، لم تترك مجالاً للشك، الإدارة الأميركية لمّحت واقترحت وحثّت حكومة إسرائيل على التهديد بهجوم عسكري ضد إيران". وأضاف برنيع أن هذا "التهديد الإسرائيلي" كان ما توقعه الطرف الأميركي في المفاوضات، وقسم من المشاركين الآخرين، لكن الرد الإسرائيلي فاجأ الجميع، فقد قالت إسرائيل شكراً ولكن لا".

وبحسب برنيع، فإن هذا المطلب والتوقع الأميركي كان بهدف استخدام هذا التهديد في المفاوضات لإقناع إيران بتقديم تنازلات وليونة في مطالبها، بالاستناد إلى أن الخطط المشابهة التي انتهجها بنيامين نتنياهو في مفاوضات الاتفاق النووي السابق عام 2015، وما سبق من تلويح بخيار عسكري، كان لها أثر كبير في تحقيق مرونة إيرانية، وساعد على التوصل إلى الاتفاق النووي في العام 2015، حيث استغل الأميركيون، الذين عارضوا مواقف نتنياهو وتصريحاته، ولا سيما وصوله حد تحدي الرئيس أوباما في خطابه ضد الاتفاق مع إيران في الكونغرس الأميركي؛ مواقف نتنياهو وتصريحاته لحث إيران على تقديم تنازلات، ضمنت التوصّل في نهاية المطاف للاتفاق.

ومضى برنيع يقول إن إدارة بايدن توقعت أن تلعب إسرائيل الدور نفسه من جديد، بما يمكّن من تليين المواقف الإيرانية. لكن التوجّه الإسرائيلي في حكومة نفتالي بينت مغاير لجهة إدراك إسرائيل وتسليمها عملياً بأن إيران على وشك أن تكون على عتبة دولة نووية. وبالتالي فإن إسرائيل لم تعد تأبه بنسبة اليورانيوم المخصب، وإنما تركز على العقوبات الاقتصادية، ومنع إيران من النهوض باقتصادها، على أساس أن دولة فقيرة ومنبوذة عالمياً وإقليمياً، وتملك يوارنيوم مخصبا بنسبة 90%؛ أفضل من دولة تملك يورانيوم مخصبا بنسبة 60%، وتحظى بتدفق مليارات الدولارات، التي يمكنها تبذيرها على وكلائها في المنطقة. وينسب برنيع إلى من وصفه بأنه "أحد متخذي القرار في إسرائيل، قوله: "إن اليورانيوم المخصب بنسبة 90% هو مجرد بارود بدون مسدس، ليس بإمكانهم أن يفعلوا به شيئاً".

وبحسب برنيع، فإن حكومة بينت تحظى حالياً بشرعية وتسليم دولي بنشاطها ضد إيران في سورية، وهي تعتبر أن المعركة ضد إيران في سورية رابحة، سواء أدت إلى استمرار تورط إيران فيها، أو اضطرت إلى الانسحاب منها، والهدف اليوم ليس شن حرب شاملة ضد إيران، وإنما توجيه ضربات صغيرة وموجهة لها، مما يؤدي في نهاية المطاف، بحسب ما تأمل الحكومة الإسرائيلية إلى انهيار النظام من الداخل.