رئيس البيرو المعزول يطلب اللجوء إلى المكسيك

رئيس البيرو المعزول يطلب اللجوء إلى المكسيك.. وضغوط على خليفته الجديدة لتهدئة الاضطرابات

09 ديسمبر 2022
نُقل كاستيو إلى مركز للشرطة في ليما واستمعت إليه المحكمة العليا (ريناتو باخويلو/فرانس برس)
+ الخط -

تعرّضت رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، أمس الخميس، لضغوط لتهدئة الاضطرابات السياسيّة التي تعصف بالبلاد غداة تنصيبها بعد عزل سلفها بيدرو كاستيو وتوقيفه.

ودعت أوّل امرأة تتولّى رئاسة البلد الواقع في أميركا اللاتينيّة، إلى هدنة مع المعارضة من أجل "تأليف حكومة وحدة وطنيّة"، بينما يحوم شكّ حول قدرتها على النجاة من العاصفة السياسيّة التي أطلقها كاستيو، حليفها السابق الذي حاول تنفيذ "انقلاب" سارعت إلى التنديد به.

ودهمت القوّات الأمنيّة فجراً رئاسة الجمهوريّة وبعض الوزارات في ليما، بحثاً عن أدلّة ضدّ الرئيس السابق، الذي يجري التحقيق معه بتهمة التمرّد والتآمر غداة محاولته حلّ البرلمان والحكم بالمراسيم.

وبعد "توقيفه"، أول أمس الأربعاء، نُقِل كاستيو إلى مركز للشرطة في ليما، واستمعت إليه المحكمة العليا، أمس الخميس، عبر الفيديو في سياق النظر في طلب للنيابة بحبسه "لمدّة سبعة أيّام".

ارتدى الرئيس المعزول البالغ 53 عاماً السترة الزرقاء نفسها، التي ظهر بها يوم الأربعاء، وبدا عليه التوتّر، مفضّلاً ترك المجال لمحاميه ومن بينهم أنيبال توريس الذي كان وزيراً للعدل.

وقال المحامون، إنه من "الواضح أنّ جريمة التمرّد لم تُرتكَب" لأنّها لم تتحقّق، وطالبوا "بالإعلان أنّ طلب المدّعي العام لا أساس له". وأعلنت المحكمة أنّ قرارها سيصدر "في أقرب مهلة قانونيّة ممكنة".

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجيّة المكسيكي مارسيلو إبرارد، أمس الخميس، أنّ رئيس البيرو السابق كاستيو، قدّم طلباً رسمياً للحصول على حقّ اللجوء في المكسيك، التي باشرت التشاور مع الحكومة البيروفيّة في هذا الشأن.

في وقت سابق من اليوم نفسه، قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إنّ كاستيو اتّصل به لطلب اللجوء في المكسيك. واعتبر الرئيس المكسيكي (يساري قومي) أنّ كاستيو ضحيّة "النخب الاقتصاديّة والسياسيّة" في البيرو.

دعوات إلى الحوار

تلقّت بولوارتي، المحامية البالغة 60 عاماً والمنتمية إلى حزب كاستيو الماركسي (البيرو الحرّة)، أمس الخميس، دعماً من الاتّحاد الأوروبّي في "كلّ الجهود لاستعادة الحوار وتعزيز دولة القانون والمؤسّسات الديمقراطيّة في البيرو".

وقالت الولايات المتحدة من جهتها، إنّها "تدعم البيرو وحكومة الوحدة التي وعدت الرئيسة بولوارتي بتأليفها".

بدورها، دعت الخارجيّة الفرنسيّة إلى "حوار يضمن استقرار الإطار المؤسّساتي".

الصورة
دعت أوّل امرأة تتولّى رئاسة البلد الواقع في أميركا اللاتينيّة إلى هدنة مع المعارضة (Getty)

محلّيًا، قدّر الرئيس البيروفي السابق أولانتا هومالا (2011-2016)، أنّ دينا بولوارتي "ليس لديها أعضاء من حزبها في الكونغرس: إنّها وحدها" وبالتالي "ليست لديها الوسائل للحكم، ويجب أن تدعو إلى انتخابات مبكرة".

لكنّ كيكو فوجيموري، مرشّحة اليمين الشعبوي في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، حضّتها على تشكيل "حكومة منفتحة، حكومة جيّدة جدّاً. وعلينا أن نفعل كل شيء لجعلها تعمل على أكمل وجه ممكن".

محاولة لجوء إلى سفارة المكسيك

نجحت، أول أمس الأربعاء، ثالث محاولة لعزل الرئيس اليساري الراديكالي، رغم سعيه إلى تجنّب الإجراء بإعلانه حلّ البرلمان الذي كان يحاول إسقاطه. لكن كاستيو لم يلقَ دعماً من مؤسّسات الدولة، ما يعكس العزلة التي واجهها.

تجاهل البرلمان إعلانه للأمة وصوّت لصالح إقالته "بسبب عجزه المعنوي"، وقد بثّت جلسة التصويت على الهواء مباشرة عبر التلفزيون، ووافق على الإجراء 101 من أصل 130 برلمانيّاً، 80 منهم من المعارضة.

من جانبه، أكّد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أمس الخميس، الشائعات التي تفيد بأنّ كاستيو طلب منه منحه اللجوء السياسي في سفارة بلاده في ليما قبل توقيفه.

وقال لوبيز أوبرادور في خطابه اليومي، إنه "أخبرني بأنّه في طريقه إلى السفارة، لكن ربما تمّ التنصّت على هاتفه. قال إنّه سيُقدّم طلب لجوء".

وأوضح أنّه طلب من وزير خارجيّته إعطاء تعليمات للبعثة الدبلوماسية في ليما لاستقبال كاستيو، "وفق تقاليد اللجوء". لكنّه أضاف أنّه "لم يستطع المضيّ قدماً، إذ إنّ كاستيو اعتُقِل فوراً".

يُذكر أنّ كاستيو كان قد تولى منصبه في يوليو/ تموز من عام 2021، ما يعني أنه قاد البيرو سبعة عشر شهراً فقط.

وتُضاف تُهم التمرّد والتآمر إلى ستّة تحقيقات سابقة في قضايا فساد واستغلال نفوذ اتُّهم فيها أيضا أفراد من عائلته وأوساطه السياسيّة.

ولم تبرز مظاهر احتجاج كبيرة لأنصار الزعيم السابق، المولود في عائلة من المزارعين في شمال البيرو، لكن مئات منهم قد تجمّعوا بعد إعلان عزله أمام مقرّ الشرطة في العاصمة، وواجهوا شرطة مكافحة الشغب التي فرّقتهم بالغاز المسيل للدموع. وكُتب على إحدى لافتات المحتجين "أغلقوا الكونغرس، حِجر الجرذان!".

الصورة
شرطة مكافحة الشغب فرّقت أنصار كاستيو بقنابل الغاز (إرنستو بينافيدس/فرانس برس)

من جهتهم، تجمّع معارضو الرئيس المعزول سلميّاً أمام البرلمان، قائلين إنّهم "سئموا هذه الحكومة الفاسدة".

(فرانس برس)