رؤساء البلدات العربية بالداخل الفلسطيني يقاطعون اجتماعاً مع نتنياهو

رؤساء البلدات العربية بالداخل الفلسطيني يقاطعون اجتماعاً مع نتنياهو: جعجة بلا طحن

17 يناير 2021
صورة أرشيفية من وقفة لفلسطينيي الداخل ضد جرائم القتل (العربي الجديد)
+ الخط -

يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع رؤساء السلطات المحلية العربية في السابعة من مساء اليوم الأحد، لمناقشة الخطة الحكومية لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع الفلسطيني في الداخل عبر تقنية الزوم.

وكان قد دعا نتنياهو 67 رئيس سلطة محلية عربية لهذا الاجتماع، إلا أن سكرتارية لجنة السلطات المحلية قررت أن تقتصر المشاركة في الاجتماع على لجنة مكافحة العنف للسلطات المحلية بمشاركة ثمانية رؤساء سلطات محلية عربية ومختصين.

ويستغل نتنياهو موضوع العنف المؤلم والنازف لفلسطينيي الداخل لكسب أصوات وللتحريض على القائمة المشتركة. وكان نتنياهو قد شارك في صخب إعلامي بلجنة مكافحة العنف في الكنيست ولم يصدر اتجاهه أي قرار.

وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية عرابة عمر نصار إن "قضية العنف هي قضية حارقة، ولكن نتنياهو يريد تحويل اللقاء إلى منصة انتخابات. نرفض أن نكون بوقاً انتخابياً. فهو كل الوقت يحرض علينا نحن العرب ويسن قوانين عنصرية كقانون القومية وقانون اللغة العربية".

وأضاف "اجتمعنا يوم أمس في سكرتارية اللجنة القطرية، وقررنا أن يكون في لجنة مكافحة العنف سبعة رؤساء ومختصين بلقاء نتنياهو".

من جهته قال شادي شويري رئيس المجلس المحلي لكفرياسيف "لن أشارك في الاجتماع مع نتنياهو اليوم، لأننا نعرف من هو رئيس الحكومة الحالي ونعرف أساليبه، فمن المؤكد أنه سيستغل هذا اللقاء للترويج لحملته الانتخابية وتقربه الزائف المخادع لجمهورنا، والذي لا ينطلي على أحد، خاصة أنه في رئاسة الحكومة منذ 12 عامًا لم يحرك خلالها ساكنًا لمواجهة العنف والجريمة في مجتمعنا".

لن أشارك في الاجتماع مع نتنياهو اليوم، لأننا نعرف من هو رئيس الحكومة الحالي ونعرف أساليبه

 

ولفت إلى أنه "في المقابل فإن موضوع محاربة العنف والجريمة هو موضوع في غاية الأهمية والضرورة، وهو البند الأول في برنامج عمل هيئاتنا القيادية، ولذلك فقد اجتمعت اليوم سكرتارية اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وتقرر أن يشارك في هذا اللقاء فقط الرؤساء أعضاء اللجنة الفرعية لمكافحة العنف والجريمة في لجنة الرؤساء بمرافقة مهنيين، وبهذا نفوت الفرصة على نتنياهو أن يتاجر بهذه القضية ويسخرها لدعايته الانتخابية أو يسخرها للهجوم على قيادة الجماهير العربية إذا قاطعوا الاجتماع".

وكتب رئيس المجلس المحلي في كفركنا يوسف عواودة، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، "تلقيت دعوة رسمية كرئيس مجلس كفركنا المحلي للمشاركة يوم الأحد بجلسة ستجمع رئيس الحكومة نتنياهو برؤساء سلطات محلية عربية لمناقشة مسألة الجريمة في المجتمع العربي".

وأوضح في هذا السياق أنه "كما في كل مكان في الدنيا مسؤولية استئصال الجريمة ومحاربة عصابات الإجرام تقع على الحكومة وأجهزتها الشرطية، ولقد شهدنا ذات الحكومة ونفس الشرطة تنجح في القيام بهذه المسؤولية في المجتمع اليهودي قبل عدة سنوات".

وأضاف في البند الثاني أن "فتى صغيرًا في بلداتنا العربية يعلم أن الشرطة تمتلك أسماء وهيكليات كل منظمات الإجرام وبجميع أصنافه: سوق سوداء وخاوة وتجارة أسلحة وتجارة مخدرات وتجارة دعارة".

ومضى قائلاً "ثالثًا، منذ عام 2000، وتحديدًا بُعيد هبة القدس والأقصى، ما زال مجتمعنا ينزف ويشيّع شبابه. عشرون عامًا تخللتها عشرات الجلسات والمناقشات، إلا أن منحنى دالة الضحايا ظل يتصاعد باستمرار، مما جعل مجتمعنا يتهم الحكومة وشرطتها وبحق بأنها متواطئة كأقل تقدير". مضيفاً "هنا لنا أن نتساءل لماذا جاءت هذه الدعوة وبهذا التوقيت بالذات؟".

لن أشارك... تلقيت دعوة رسمية كرئيس مجلس كفركنا المحلي للمشاركة يوم الأحد بجلسة ستجمع رئيس الحكومة "نتنياهو" برؤساء...

Posted by ‎د. يوسف عواودة Dr. Yousef Awawdi‎ on Friday, 15 January 2021

 

وقال إنّه "إذا كان الهدف هو المناقشة كما ورد في نصّ الدعوة فمسألة الجريمة في مجتمعنا لا تحتاج إلى مزيد مناقشة فقد أشبعت نقاشًا وبحثًا، وطالما أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا فلا طائل من المشاركة في جلسة كهذه، بل إنها المساهمة في إطالة هذا النهج الذي يطوي السنين طيّاً دون تقديم أي حل فعلي. أما إذا كان الهدف هو الدعاية الانتخابية فأنا لا أقبل أن أكون شريكاً في استغلال دماء شبابنا بدعاية انتخابية تُلبس الذئب فرو الحمل"

وشدّد على أنه "في ذات الوقت يجب أن نستمر بمطالبة الحكومة بالقيام بواجبها فعلاً لا قولاً، وإجراءات لا مناقشات، بل يجب أن نصعّد في وسائل هذه المطالبة، وهنا أنا أحيي أهالي أم الفحم وأهالي طمرة وكفرقرع وبسمة طبعون والنقب على حراكهم الأخير وأدعو أبناء مجتمعنا جميعاً إلى أن نحذو حذوهم".

وأشارت سكرتارية لجنة السلطات المحلية العربية في بيان لها أمس إلى "أن ضرورة هذا اللقاء والحاجة إليه، لا يحدّدها أي سياق سياسي يُمكن استثماره من هنا وهناك، لا سيّما في ظلال الانتخابات البرلمانية المتكرِّرة في السنوات الأخيرة، وأن مواجهة العنف والجريمة في المجتمع العربي مُتواصلة ومُتصاعدة في عدة مَسارات مُتوازية، وفي مقدمتها مواصلة وتفعيل الإجراءات الاحتجاجية التي أقرّتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية مُؤخَّراً في هذا الخصوص، بمشاركة فاعلة من اللجنة القطرية والسلطات المحلية العربية في جميع أنحاء البلاد، بوحدة وتكامل وتناغم في المواقف والأدوار والأداء".

 

المساهمون