دياب يدعو القوى السياسية اللبنانية إلى التنازل ويناشد الخارج بعتبٍ

دياب يدعو القوى السياسية اللبنانية إلى تقديم تنازلات ويناشد الخارج بعتبٍ

02 يونيو 2021
دياب يتناسى أنه جزء من الأزمة (حسين بيضون)
+ الخط -

وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، اليوم الأربعاء، نداءين يحث الأول اللبنانيين على "الصبر على الظلم الذي يعانون منه أو سيطاولهم من أي قرار تأخذه أي جهة ويزيد في معاناتهم"، مع حثه القوى السياسية على "تقديم التنازلات" من أجل تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري.
أما النداء الثاني، فوجهه دياب "لأشقاء لبنان وأصدقائه، أناشدهم عدم تحميل اللبنانيين تبعات لا يتحمّلون أي مسؤولية فيها. فالشعب اللبناني ينتظر من أشقائه وأصدقائه الوقوف إلى جانبه، ومساعدته في محنته القاسية، ولا يتوقع منهم أن يتفرّجوا على معاناته أو أن يكونوا مساهمين في تعميقها".
وتابع قائلا "لبنان في قلب الخطر الشديد، فإما أن تنقذوه الآن وقبل فوات الأوان، وإلا (لات ساعة مندم)".

ويأتي استنجاد رئيس حكومة تصريف الأعمال بالدول الأجنبية في وقتٍ عاشت حكومته ولا تزال شبه عزلةٍ خارجية في ظلّ إصرار المجتمعين العربي والدولي على عدم تقديم أي دعم للدولة اللبنانية بشكل مباشر في ظلّ الفساد المستشري في مؤسساتها ومواصلة الحكومات المتعاقبة ممارسة سياسات النهب والهدر والمحاصصة.
وتوقف دياب عند تقرير البنك الدولي الأخير حول "غرق لبنان"، نائياً بنفسه عن كل الأزمات التي تمرّ بها البلاد والتي ارتفعت حدّتها أكثر مع تسلّمه رئاسة الحكومة وعقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020 الذي عجل باستقالته.
وقال دياب: "نحن اليوم أمام واقع صعب جداً عبّر عنه البنك الدولي في تقريره قبل أيام عندما اعتبر أن لبنان غارق في انهيار اقتصادي، قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب أي أفق حل يُخرجه من واقع متردٍ يفاقمه شلل سياسي". وشدد تقرير البنك الدولي على أن حجم الكساد الاقتصادي الذي يعاني منه البلد، مع عدم وجود نقطة تحول واضحة في الأفق، سببه التقاعس الكارثي المتعمد في السياسة.
وأضاف رئيس حكومة تصريف الأعمال: "ما قاله البنك الدولي تؤكده الوقائع التالية، عجز في تشكيل حكومة جديدة تتصدّى للمشكلات الحادة، عدم ارتقاء القوى السياسية إلى مستوى المسؤولية الوطنية وقصور في إدراك حجم الأزمة وتداعياتها، واستمرار توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
وتابع بسرد الوقائع: "استمرار تجميد خطة التعافي التي وضعتها حكومتنا، تقليص مصرف لبنان الاعتمادات لاستيراد المواد الأساسية، فقدان الأدوية وحليب الأطفال والمحروقات بسبب اعتماد التخزين للمواد الأساسية من قبل بعض التجار، ممارسة التهريب بمختلف الطرق ولمختلف المواد الأساسية، على الرغم من الجهود لمواجهة عمليات التهريب بمختلف أشكاله، تردٍّ متدحرج في تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات اللبنانيين المعيشية، إلى جانب النزف الحاد في الطاقات العلمية والبشرية، والحصار الخارجي المطبق على لبنان وممارسة الضغوط المختلفة لمنع وصول المساعدات إليه، لدفعه إلى الانهيار الشامل".

وأشار دياب إلى أن "الانهيار، في حال حصوله، ستكون تداعياته خطيرة جداً، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على المقيمين على أرضه أيضاً، وكذلك على الدول الشقيقة والصديقة، في البرّ أو عبر البحر، ولن يكون أحد قادراً على ضبط ما يحمله البحر من موجات"، في إشارة إلى قوارب الهجرة السرية نحو القارة الأوروبية.
وأثار كلام دياب، الذي لم يحمل أي جديد، ولا سيما بعد خطاب سابق له لوّح فيه بالاعتكاف إذا ما استمرّ التأخير في تشكيل الحكومة والخلاف السياسي الحادّ، غضب قسم كبير من الشعب اللبناني.
ويحمّله اللبنانيون جزءاً من مسؤولية الانهيار بسبب سوء إدارته للأزمة مع وزراءٍ لم يعجزوا فقط عن إيجاد الحلول، لا بل اتخذوا قرارات عشوائية واستنسابية غير مدروسة أغرقت لبنان أكثر بالمشاكل، فضلا عن سقطات وزير الخارجية في حكومته "المُعتذر" شربل وهبة وتصريحاته التي هددت علاقات لبنان مع الدول العربية والخليجية التي يناشدها دياب اليوم.