خاص | لبنان لم يتبلغ بمهل إسرائيلية للحل السياسي قبل التصعيد العسكري

مصادر لـ"العربي الجديد": لبنان لم يتبلغ من الموفدين الغربيين بمهلة إسرائيلية للحل السياسي

07 مارس 2024
تبقى السيناريوهات مفتوحة في جبهة جنوب لبنان (Getty)
+ الخط -

مصادر: كل السيناريوهات تبقى مفتوحة في ظلّ استمرار العدوان على غزة

هاشم لـ"العربي الجديد": مسار مفتوح ونترقب عدوان العدو في أي لحظة

مصدر بـ"حزب الله": لم نتبلغ أو نسمع شيئاً عن مهلة حددها العدو

أكدت مصادر لبنانية وفرنسية، لـ"العربي الجديد"، أن لبنان لم يتبلغ من الموفدين الغربيين والأجانب أو يسمع منهم كلاماً حول مهلة إسرائيلية محددة للتوصل إلى تسوية سياسية وإلا الذهاب إلى الخيار العسكري، لكنها اعتبرت في المقابل أن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة، والخشية موجودة، في ظلّ استمرار العدوان على غزة، وتبادل إطلاق النار على الجبهة اللبنانية الجنوبية.

وذكرت صحيفة لبنانية، اليوم الخميس، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية، أنّ "الدول الغربية تبلّغت من إسرائيل أنها حدّدت مهلة حتى 15 مارس/آذار الجاري موعداً للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلا فإنها مستعدّة لتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق".

وقالت إن "هذا الأمر زاد من قلق الدول الغربية، التي تعتبر أنه ينبغي بذل كل الجهود لدعم المساعي المستمرّة للولايات المتحدة وفرنسا لتنفيذ القرار 1701، والشروع في تسوية حدودية توفّر الأمن على المدى الطويل وتضمن عودة النازحين على طرفي الحدود".

وسبق أن توعدت إسرائيل لبنان بتوجيه ضربة عسكرية "لن يتعافى منها" في حال لم ينسحب "حزب الله" من الحدود مع شمال إسرائيل، وشملت تهديداتها سكان بيروت بمواجهة مصير غزة.

وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع رقعة عملياته لبنانياً خارج دائرة القرار 1701 الدولي، وتكثيف ضرباته باتجاه المدنيين والمسعفين ومسؤولين في محور المقاومة، لكن المواجهات لا تزال "مضبوطة"، وسط تأكيد "حزب الله" أنه لن يحقق هدف العدو بجرّ لبنان إلى حرب، كما لن يرضخ للشروط الإسرائيلية أو الإملاءات الخارجية.

يأتي ذلك، في وقتٍ لا تزال مفاوضات الهدنة في غزة تواجه عقبات تحول دون إتمامها، في حين لم تسفر حركة الموفدين الدوليين، وآخرها التي قام بها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة، عاموس هوكتشاين، إلى بيروت، حتى اللحظة عن إحداثِ خرق جدّي يخفّف وتيرة العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي والمستمرّة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي بدأت تسجل تطورات نوعية في مسارها.

ولعلّ أبرز ما جاء في كلمة هوكشتاين من بيروت، ويترك احتمالات الحرب في لبنان مفتوحة، قوله إنّ "أي هدنة يتم الاتفاق عليها في غزة ليس بالضرورة أن تمتدّ تلقائياً إلى لبنان"، علماً أنه قدّم إلى الجانب اللبناني اقتراحات بشأن وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، بيد أن الطرف اللبناني يربطها بوقف العدوان على غزة.

إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إنه "انتشر في الإعلام مؤخراً أن التهديد الإسرائيلي حتى 15 مارس/آذار الحالي، أي أن إسرائيل من المحتمل أن تهجم! إن هجمت فسنكسر لها أرجلها هي ومن معها".

وأضاف في موقف له اليوم الخميس: "أتهددوننا بإسرائيل؟! أصبحت إسرائيل بالنسبة إلينا أوهن من بيت العنكبوت وننظر إليها أنها إلى زوال، وإن اعتدت ردينا، وإذا قاتلت قاتلناها، وإذا أرادت أن تهدد فنحن لا نهدد على مستوى الإعلام، وإنما نستعد لأي يوم تختاره إسرائيل أن توسع معركتها، فنحن لها بالمرصاد إن شاء الله، وسننتصر بعون الله كما انتصرنا في تموز/يوليو 2006".

في الإطار، قال النائب في كتلة "التنمية والتحرير" (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري)، قاسم هاشم لـ"العربي الجديد"، إنّنا "بمسار مفتوح مع العدو ونترقب العدوان دائماً وبأية لحظة، إذ نعيش حالة حرب حقيقية معه وقد تتوسّع أكثر".

ولفت هاشم إلى أننا أمام مجموعة متهوّرة ومغامرة تحكم هذا العدو بمستوياته السياسية والعسكرية وعلينا أن نترقب أي مغامرة منه.

وأكد هاشم أن لبنان لم يتلقَّ تنبيهاً أو تحذيراً من الموفدين الأوروبيين والدوليين بتحديد إسرائيل مهلة حتى 15 مارس/آذار الجاري موعداً للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان وإلا فالتصعيد العسكري نحو حرب واسعة النطاق، كما ذكرت وسائل اعلام لبنانية، لافتاً في المقابل، إلى أن بعض الموفدين بالطبع يحملون أجواءً توحي بأن "هناك استعداداً داخل الكيان وما إلى ذلك لكن ليس بشكل تهديد مباشر، لكي يكون مبطناً أكثر".

وشدد هاشم على أننا "لا نزال في صراع مع العدو وعلينا أن نكون مهيئين لأي مغامرة من مغامراته".

على صعيد ثانٍ، أشار النائب في كتلة "حركة أمل" البرلمانية، إلى أنّ لبنان لم يردّ بعد على المقترحات الأميركية التي حملها الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، وهناك أجوبة لا يزال ينتظرها من الجانب الأميركي، وننتظر أن تتبلور بعض الأفكار.

وأضاف أن "أبرز ما حمله الموفد الأميركي، وقف إطلاق النار، وقيام هدنة تفتح النقاش حول القرار 1701، ولبنان كان واضحاً بأنه إذا كنتم تريدون الهدوء والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم وفق قواعد الأمن والسلم الدوليين فعليكم البدء من غزة ووقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، ولبنان الذي يعيش اليوم آثار وتداعيات هذه الحرب".

وأردف: "كما يجب أن يكون هناك جدية في الالتزام بالقرار 1701 مع الحصول على ضمانة بتنفيذه من جانب العدو الذي يخرقه منذ سنوات ويتنصّل من بنوده"، مشدداً على أننا نريد أن يتم القبول بروحية وحذافير هذا القرار خصوصاً لناحية انسحاب العدو من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، منها مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وغيرها من النقاط التي لدينا فيها اعتراف وإقرار دولي، إلى جانب الالتزام باحترام سيادة لبنان ووقف الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية".

من جانبه، قال مصدر نيابي في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إنّنا "لم نتبلغ أو نسمع شيئاً عن مهلة حددها العدو الإسرائيلي للحل السياسي وإما العسكري، لكن نتوقع كل شيء من الكيان، ونحن بدورنا جاهزون أكثر من أي وقتٍ مضى للردّ والحرب إذا فتحها علينا".

ورأى المصدر أن "الإسرائيلي لا يزال في مسار التهديدات والتهويل وهو يعلم أن الحرب مع لبنان لن تكون نزهة، وستكون موجعة له، ولكن في حال عمد إلى توسيع العمليات فنحن سنوسّع بدورنا، وكل التهديدات لا نخشاها".

على صعيدٍ متصل، اكتفى مصدر دبلوماسي في السفارة الفرنسية في بيروت، بالقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرنسا لم تتبلغ بمهلة محددة وضعتها إسرائيل في إطار الحل السياسي أو العسكري على صعيد جبهة لبنان، لكن باريس والدول العاملة على الخط اللبناني تنظر بقلق إلى التطورات العسكرية على الحدود، ويضاعف هذا القلق احتمال تعثر الهدنة في غزة، الذي نعوّل عليه لفتح باب أوسع للنقاش حول تهدئة العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني".

المساهمون