حزب ميركل يعقد مؤتمر انتخاب قيادته رقمياً

وسط جدل بشأن الأمان التقني والقانوني... حزب ميركل يعقد مؤتمر انتخاب قيادته رقمياً

16 ديسمبر 2020
المرشحون الثلاثة لزعامة المسيحي الديمقراطي سيتقبلون نتيجة الانتخابات الرقمية (فرانس برس)
+ الخط -

قررت قيادة حزب المستشارة أنجيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، الاستعاضة عن المؤتمر الحضوري للحزب والمخصص لانتخاب زعيم جديد خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، بآخر رقمي في منتصف يناير/كانون الثاني 2021 بسبب جائحة كورونا.

 ومن المفترض أن يصوت 1001 مندوب بطريقة رقمية، رغم أنه تصويت لا يخلو من المخاطر، على أن يتم لاحقاً إجراء تصويت بريدي، وسيكون أول مؤتمر في تاريخ الحزب عبر الإنترنت. وخلق هذا التوجه نوعا من التناقضات في طريقة التعاطي العملي والتقني والقانوني باعتماد هذا النوع من آليات التصويت لما تحمله من مخاطر.

وبعد القرار بخوض هذه التجربة، كانت هناك تأكيدات من الرئيس الأسبق لكتلة الحزب فريدريش ميرز، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا أرمين لاشيت، وخبير الشؤون الخارجية نوبرت روتغن، وهم المرشحون الثلاثة لخلافة الزعيمة الحالية للحزب إنغريت كرامب كارنبور، أنهم سيتقبلون نتيجة الانتخابات الرقمية.

كما أكد ثلاثتهم على ألا يتنافس الخاسرون في ما بعد بالتصويت البريدي النهائي، وهذا ما سيمهد الطريق لانتخاب الرئيس الجديد من دون منازع، وفق ما ذكرت شبكة التحرير الألمانية، وهو ما سيؤدي إلى أن تكون نتيجة التصويت البريدي اللاحق لا تختلف عن نتيجة التصويت الرقمي، أي من أجل منع التناقضات بين التصويت الرقمي والبريدي.   

تقارير دولية
التحديثات الحية

اعتماد التصويت الرقمي والبريدي اللاحق جاء على خلفية تخوف قيادة المسيحي الديمقراطي من أن تقدم طعون قانونية عبر رفع دعاوى قضائية ضد نتيجة الانتخابات في حال حصول مشاكل تقنية عبر الإنترنت وعدم مخالفة القوانين المرعية الإجراء.

 وفي هذا السياق، يخطط الأمين العام للحزب بول زيمياك لتصويت آمن، تجنباً لأي تبعات سلبية لقرار القيادة السير بخيار المؤتمر الرقمي، والأهم أن المسيحي الديمقراطي يريد الحصول على نتيجة في مؤتمره يوم 16 يناير/كانون الثاني، وليس بعد أيام أو أسابيع، وبالتالي تكون أصوات البريد كإعادة فقط للتصويت الرقمي.

 وقال نائب رئيس الحزب، توماس شتروبل، إنه "وبالتوافق على انعقاد مؤتمر رقمي للحزب، نكون قد وجدنا خطوة ذكية تلبي مسؤوليتنا في هذا الوضع الصعب من كورونا".

وعن مدى الأمان القانوني للتصويت عبر الإنترنت، أصبح الأمر ممكناً لعقد المؤتمرات الحزبية بفضل قاعدة استثناء كورونا، بعدما عدل البوندستاغ أخيراً وعلى عجل بعض المواد بإضافة فقرات قانونية تتماشى مع الواقع بعد تفشي جائحة كورونا، لكنه لم يسمح بانتخاب زعماء الأحزاب والمجالس التنفيذية بالتصويت الإلكتروني.

 وفي هذا الشأن، بينت التقارير، بينها تقرير شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، أن المسيحي الديمقراطي يستخدم خدعة صغيرة حاسمة باستتباع التصويت الإلكتروني بآخر بريدي طمعاً باليقين القانوني، رغم أن النظام الحزبي للمسيحي لم يشر إلى عدم إمكانية التصويت عبر الإنترنت، وإنما جاءت الفقرة 43 منه لتفيد بأن انتخاب الأعضاء التنفيذيين يتم عبر أوراق الاقتراع. 

 وبالتوضيح لمعنى ورقة الاقتراع، وفق الشبكة نفسها، فإنه يتبين قانونياً أنها أيضاً نموذج انتخاب إلكتروني معتمد ومعترف به ويضمن الامتثال لمبادئ الانتخابات الديمقراطية وحماية أمن البيانات، وبالتالي يمكن استخدام حق التصويت عن بعد.

في المقابل، فإن هذا الأمر يتعارض مع المادة 9 من قانون الأحزاب السياسية، والذي ثبت أن المؤتمرات الحزبية مخصصة للتجمعات، أي للحضور الشخصي للحزبيين، وعلى الأقل هذا الرأي سائد بين المحامين والقانونيين، وهذا ما أكدت عليه صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه". 

وأشارت الصحيفة إلى أنه ومن وجهة نظر قانونية، فإن التصويت الرقمي لا يعتبر بمثابة اقتراع، وهو إجراء مختصر مختار، له تأثير واحد، وهو ليس أكثر من رأي، أي اقتراع غير ملزم بين المندوبين قبل التصويت "الفعلي"، وهذا ما يبقي الأمر محط جدل بخصوص ما إذا كان التصويت عبر الإنترنت من شأنه أن يفي بالمبادىء الانتخابية الديمقراطية.

وقال المرشح أرمين لاشيت، لشبكة التحرير الألمانية، اليوم الأربعاء، إن هناك الكثير ممن دعموا بشكل واضح ترشيحه لزعامة الحزب، والوزير ينس شبان كنائب له، مع العلم أنه في الأسابيع الماضية تصاعدت الدعوات داخل الاتحاد المسيحي إلى أن يترشح شبان بنفسه لرئاسة الحزب.

تجدر الإشارة إلى أن رجلاً رابعاً من صفوف الحزب قرر أخيراً الانضمام للسباق على زعامة الحزب، وهو رجل الأعمال إندرياس ريتزنهوف من مدينة هيسن، وبرر ترشحه بأن المرشحين الثلاثة لم يقدموا إجابات بشأن الأسئلة الملحة. 

وتحدث مع صحيفة "أوبر هيسيشه بريسه" بخصوص تحويل الاتحاد الأوروبي إلى دولة فيدرالية وبأن يصبح في النهاية كقوة عالمية، ورأى ضرورة إنشاء جيش أوروبي مشترك، محذراً من التأثير المتزايد للصين والافتقار إلى استراتيجية لمواجهتها في السياسات الألمانية المتبعة.