بوادر خلافات وتصدعات داخل حزب ميركل

بوادر خلافات وتصدعات داخل حزب ميركل

30 أكتوبر 2020
ميرز ينتقد تأجيل انتخابات الحزب (ميكائيل كابيلير/ فرانس برس)
+ الخط -

فجّر الرئيس الأسبق لكتلة حزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، فريدريش ميرز، أخيراً أزمة داخل الحزب العريق الذي تسلم مسؤولوه قيادة المستشارية لـ51 عاماً من أصل 71 سنة من عمر جمهورية ألمانيا الاتحادية. 
ميرز، أحد المرشحين الثلاثة لزعامة الحزب، قام بالتعبير عن غضبه الشديد من تأجيل القيادة للمؤتمر الحزبي لاختيار رئيس الحزب، الذي كان مقررا في 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل، على خلفية تزايد أعداد المصابين بوباء كورونا في البلاد.
وتنذر مواقف ميرز ببوادر خلافات حزبية داخلية، بعدما أعلن صراحة أنه لن يستسلم بسهولة، وسيواجه كل من يريد إحباط ترشحه ومنعه من تولي قيادة الحزب، بعد أن بينت الاستطلاعات تقدمه على باقي منافسيه على زعامة الحزب، ما قد يجعله المرشح المحتمل لمنصب مستشار.
ولم يكتف ميرز بهذا الحد، بل قام بتوجيه الاتهامات بحق "مؤسسة الحزب" وبرغبتها في منع انتخابه زعيماً جديداً خلفاً لانغريت كرامب كارنبور، وكأن ما حصل مكيدة وعملية تآمر بحقه ومن أجل كسب الوقت.
كذلك انتقد عجز "الاستبلشمنت" داخل الحزب عن التوصل إلى آليات وتدابير تفضي إلى انتخاب زعيم لأحد أقوى الأحزاب في ألمانيا، وبخاصة أنه لم يتبق سوى 11 شهراً على موعد الانتخابات العامة.
وفسر ميرز تأجيل المؤتمر الحزبي بأنه يأتي في سياق منح منافسه رئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا، ارمين لاشيت، المزيد من الوقت للحصول على فرصة أفضل، فقال في مقابلة مع "دي فيلت" أخيراً، إنه "من الواضح أن جميع استطلاعات الرأي تمنحني التقدم بالنقاط على لاشيت وورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ نوربرت روتغن، ولو كانت الأرقام مغايرة، لكان هناك بالتأكيد انتخاب زعيم للحزب هذا العام".
إلى ذلك، ذكرت شبكة "تي أونلاين" أن أعضاء مهمين في الحزب، لم تسمهم، مقتنعون بأنه سيكون من الأفضل ألا يصبح ميرز الرئيس الجديد للحزب. كذلك أشارت صحيفة "دي تسايت" إلى أن هناك قلقاً في المعسكر المحافظ بالحزب، من أنه في حال وصول ميرز قد يخسر الحزب الانتخابات، وبعد ذلك سيكون هناك ائتلاف حكومي يضم الاشتراكي واليسار والخضر. 
في المقابل، ذكر موقع "نورد بافاريا" أن الاستطلاعات تشير، وبشكل مفاجئ، إلى أن 45 % من الأعضاء يؤيدون ميرز كزعيم للحزب رغم افتقاره حالياً لمنصب وزاري أو برلماني يمكنه من لفت الأنظار لآرائه ورؤيته المستقبلية للحزب. 
كذلك برزت انتقادات حادة لميرز بينها ما نشرته صحيفة "تاغس شبيغل"، جاء فيها أنه لم يقدر الظروف الوبائية للقرار، ولا القانون الذي لا يسمح بالانتخاب الرقمي لقادة الحزب، مشيرة إلى أنه في حال انعقاد المؤتمر الذي يضم 1001 مندوب وعدد من الضيوف الآخرين، فلا أحد يستطيع أن يضمن أن ذلك لن يؤدي إلى عدد كبير من الإصابات الجديدة بعدوى كورونا.
بدوره، انتقد وزير داخلية ولاية شمال الراين فستفاليا، هربرت رويل، بشدة، ميرز لمزاعمه بعد قرار التأجيل، واصفاً في حديث مع "شبيغل" كلامه بـ "المؤسف وغير المفهوم".
وقال "رغم تقدري له لم أستطع تفهم رد فعله، ليس هناك من مبرر أخلاقي أن يعقد المؤتمر"، قبل أن يضيف "لا يمكننا التحدث عن عمل مسؤول، ونحن نتصرف بأنفسنا بطريقة غير مسؤولة، لا يمكن شرح ذلك لأي مواطن".

 

وفي خضم كل ذلك، يركز ميرز في حملته على الخطوط العريضة التي ستكون محط اهتمامه، بينها العلاقة مع الولايات المتحدة والصين وتقلّص نفوذ أوروبا والسياسة الاقتصادية والضرائب. ففي لقاء حزبي في ولاية هيسن، قال ميرز إن وباء كورونا من الممكن السيطرة عليه في ألمانيا، ومن "المهم عدم المبالغة في عرض المشاكل".
ورافضا مقولة إن "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا "، أبرز أن هناك ستة ملايين مسلم معظمهم يحملون جوازات سفر ألمانية"، قائلاً إن ذلك "ينطبق فقط (حمل الجنسية) طالما أنهم مستعدون للالتزام بتقاليدنا وقواعدنا وبنظامنا الدستوري". كذلك أشار إلى أنه لم يعد يسعى لتحقيق هدفه المتمثل في استعادة الناخبين من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، لأن الأخير، بحسبه، تراجع حضوره في استطلاعات الرأي.