جنوب إدلب في مرمى أستانة

جنوب إدلب في مرمى أستانة

07 نوفمبر 2021
يقود الضامن الروسي الحملات العسكرية للنظام في إدلب (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

تعقد الدول الضامنة لمباحثات أستانة الخاصة بسورية (روسيا، وتركيا، وإيران)، منتصف الشهر المقبل، الاجتماع الـ17 لها، بمشاركة وفود من الدول المجاورة كمراقبين، وحضور وفدي المعارضة والنظام كمتفرجين وشاهدين على ما يتم التوافق عليه علناً، من دون اطلاعهما على ما يتم الاتفاق بشأنه بين الضامنين تحت الطاولة. وأثبتت الجولات الـ16 الماضية أنها لم تؤدِ سوى إلى تقليص حجم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وإعادتها لسيطرة النظام، فمنذ الاجتماع الأول لهذا المسار بداية عام 2017، والذي عُقد تحت عنوان خفض التصعيد، تم تقسيم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى أربع مناطق سُميت بمناطق خفض التصعيد، وكان الهدف المعلن منها هو خفض مستوى التوتر بين النظام والمعارضة، من خلال فرض وقف إطلاق نار بين الطرفين، برقابة الدول الضامنة، فتكون تركيا ضامنة لفصائل المعارضة، وكل من روسيا وإيران ضامنتين لقوات النظام.

إلا أن ما حصل عملياً هو فرض تسويات لصالح عودة النظام إلى مناطق خفض التصعيد المنطقة تلو الأخرى، وترحيل المسلحين الذين لا يقبلون بإجراء تسويات في مناطق خفض التصعيد الأولى (ريف حمص الشمالي)، والثانية (غوطة دمشق)، والثالثة (محافظتا درعا والقنيطرة)، إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة (محافظة إدلب، وجزء من ريف حماة الشمالي وجزء من ريف حلب الغربي). ففي بداية عام 2018 تم ترحيل مسلحي ريف حمص الشمالي إلى إدلب وفرض تسوية على من بقي فيه، بضمانة روسيا، التي ما لبثت أن دعمت النظام لضم ريف حمص الشمالي إلى مناطق سيطرته. تبع ذلك في العام نفسه تهجير سكان الغوطة (منطقة خفض التصعيد الثانية)، بعد معارك ضارية قاد فيها الضامن الروسي قوات النظام للسيطرة على المنطقة، ليتبعها في العام نفسه اتفاق التسوية في درعا، الذي أبقى على سلاح المعارضين الخفيف والمتوسط بضمانة موسكو، والتي عادت لدعم نقض قوات النظام للاتفاق الذي ضمنته.

وبالتوازي مع تتالي مباحثات أستانة، وضم مناطق خفض التصعيد الثلاث إلى سيطرة النظام، وطرد المعارضين إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة، كان الضامن الروسي، عقب كل اجتماع لمسار أستانة، يقود النظام بحملات عسكرية، ليقضم خلالها أجزاء كبيرة من منطقة خفض التصعيد الرابعة، ويهجّر أكثر من مليون مواطن منها. فهل ستشهد المحادثات المقبلة استكمالاً لضم ما تبقّى من ريف إدلب الجنوبي، بحضور وفد المعارضة الذي لا يزال مواظباً على المشاركة في محادثات ضم مناطقه إلى النظام؟
 

المساهمون