جرحى بقصف للنظام السوري على إدلب وتجدّد اقتتال الفصائل في حلب

جرحى بقصف للنظام السوري على إدلب وتجدّد اقتتال الفصائل في حلب

26 سبتمبر 2023
تجددت الاشتباكات في ريف حلب الشمالي الشرقي (بكر القاسم/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب سبعة مدنيين، بينهم أطفال ونساء، مساء الاثنين، من جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري طاول الأحياء السكنية في جسر الشغور بريف إدلب شمال غربي البلاد، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الثلاثاء، جراء هجوم من فصائل في "الجيش الوطني السوري" على فصائل أخرى في ريف حلب الشمالي.

وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والصواريخ منازل المدنيين في الأحياء السكنية والسوق الشعبي في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أسفر عن إصابة سبعة مدنيين بجروح، مضيفاً أن من بين المصابين طفلين وامرأتين.

من جانبه، قال الدفاع المدني السوري، في بيان له، إن القصف أدى إلى إصابة 10 مدنيين، بينهم طفلان وأربع نساء، مشيراً إلى وجود امرأة حامل بين المصابين.

وصباح أمس الاثنين، شنّ الطيران الحربي الروسي غارات في ريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، وتركزت الغارات في محيط قرية الحلوبة، ومحيط قرية العنكاوي، واقتصرت الأضرار على الماديات.

ويوم السبت الماضي، قُتل وجُرح مدنيون، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري استهدف مخيماً للمهجرين على أطراف سرمين شرقي إدلب، بحسب ما ذكره الدفاع المدني السوري.

اقتتال الفصائل

إلى ذلك، قالت مصادر محلية إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت، فجر اليوم الثلاثاء، بين فصائل من "الجيش الوطني السوري" وفصيل "أحرار الشام"، على محوري دابق ونعمان في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذكرت المصادر أن "الجيش الوطني" استقدم تعزيزات ضخمة من مدينتي مارع والباب، بهدف اقتحام مواقع الأخيرة، فضلاً عن محاولة اقتحام مواقع تعود لفصيل "تجمع الشهباء" في بلدة كلجبرين بريف حلب الشمالي.

وكانت الاشتباكات قد تجددت، أمس الاثنين، بين فصائل من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وفصيل "أحرار الشام" المعروف في المنطقة باسم "أحرار عولان"، إثر خلافات على معبر الحمران الذي يربط مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بمناطق سيطرة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وتقول مصادر محلية إن "أحرار عولان" مرتبط بـ"هيئة تحرير الشام"، وتحاول الأخيرة بسط نفوذها على المنطقة، والسيطرة على المعبر من خلاله، بينما تواجه رفضاً من تركيا وفصائل "الجيش الوطني".

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، تدور الاشتباكات بالدرجة الأولى بين "الفيلق الثاني" في "الجيش الوطني السوري" ومجموعات من فصيل "أحرار الشام" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، وأدت الاشتباكات صباح اليوم إلى إغلاق معظم الطرقات في المنطقة.

بدوره، أصدر "مكتب العلاقات العامة للفيلق الثاني"، صباح اليوم الثلاثاء، بياناً اتهم فيه "هيئة تحرير الشام" بمواصلة هجماتها بشكلٍ مباشر وغير مباشر على منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، "وإثارة الفوضى والفتنة، والقتالات البينية، متذرعة بجملة لا تنتهي من الذرائع المكشوفة، والتي خبرتها فصائل الجيش الوطني عبر سنواتٍ من البغي والإجرام الذي مارسته هيئة تحرير الشام بمسمياتها المختلفة ضد قوى الثورة السورية".

وأضاف البيان أن "الجيش الوطني، وبقيادة المجلس العسكري الاستشاري، وبتوجيهات وزارة الدفاع، سعى جاهداً وخلال عام إلى تجنيب المنطقة أي اقتتال بيني، وسعى لحلحلة كلّ "الذرائع" التي يحتج بها (زعيم تحرير الشام" أبو محمد) الجولاني، وذلك رغبة من قيادة الجيش الوطني باستكمال عملية التنظيم والهيكلة لفيالقه بعد نجاح تنظيم القضاء، والبوليس العسكري، وإدارة المنافذ، والحواجز، والحدود".

وقال البيان: "مع فشل هيئة تحرير الشام ولعدة مرات في فرض الأمر الواقع على مناطق الجيش الوطني، استغلت الهيئة وجود مجموعات منشقة عن الجيش الوطني في منطقتي الباب وجرابلس، لتنفيذ عمليات أمنية كالخطف والاغتيال، أو عمليات عسكرية كالهجوم على نقاط الرباط والمنافذ التجارية والإنسانية، ومقرات الجيش الوطني، حتى اضطرت قيادة الجيش الوطني إلى إطلاق العملية الأمنية ضد المجموعات المنشقة في منطقة عولان عن الفرقة (26)، والمنتسبة لما يُسمّى "تجمع الشهباء"، وذلك بغية ضبط الأمن والحدود، وتأمين عمل الإدارات الأمنية والمدنية، ومنع العبث بأمن المواطنين، أو تضييق سبل عيشهم عبر سياسة الاحتكار والنهب الممنهج لمصلحة الأجهزة الأمنية والشركات الاحتكارية في تنظيم هيئة تحرير الشام".

قتلى باشتباك مع "قسد"

في سياق منفصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 3 عناصر من "الجيش الوطني السوري" قُتلوا، وجُرح أربعة آخرون جراء اشتباك مع مجموعة من "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" بعد تسللها إلى محيط جبل الصياد على خطوط التماس في ريف حلب الشمالي.

وأضاف المصدر أن الهجوم تزامن مع سقوط 15 قذيفة في محيط جبل الصياد وعون الدادات شمال منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وشهدت خطوط التماس في المنطقة سابقاً هجمات مماثلة من "قسد" على مواقع لفصائل "الجيش الوطني السوري"، وأدت إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

هجوم على قوات النظام بريف دمشق

وفي ريف دمشق الغربي، قُتلت عناصر من قوات الأمن التابعة للنظام السوري، اليوم الثلاثاء، جراء هجوم من مسلحين مجهولين في جرود بلدة فليطة في القلمون الغربي، بريف دمشق الشمالي الغربي الخاضع للنظام وحزب الله، وهو الهجوم الثاني خلال 48 ساعة.

وقال موقع "صوت العاصمة" إن مسلحين مجهولين استهدفوا، الثلاثاء، سيارة دفع رباعي مزودة برشاش متوسط، تابعة لفرع الأمن العسكري في جرود بلدة فليطة بريف دمشق، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، ما أدى لمقتل ثلاثة عناصر كانوا يستقلونها.

وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الاستهداف وقع في جرود البلدة في المنطقة بين المخفر الحكومي والقبر جنوب شرق البلدة، ولم ترد معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر، بسبب الاستنفار الأمني في المنطقة. وتبعد البلدة عن الحدود السورية اللبنانية قرابة 7 كم، وتفصل بينهما مجموعة من الجرود والتلال الوعرة، وتسيطر عليها قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني.

وكانت منطقة الجبة، القريبة من فليطة، قد شهدت أمس استنفاراً أمنياً من قوات النظام السوري وتحليق طيران مروحي فوق البلدة، إثر اشتباكات أدت إلى مقتل وجرح عناصر من الفرقة الرابعة.

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن الاشتباك كان بين الفرقة الرابعة ومسلحين يعملون في التهريب بين سورية ولبنان، والاستنفار الأمني في المنطقة بهدف ملاحقتهم هناك، بعد هجومهم على حاجز للفرقة في البلدة، وقتل كل من كان فيه من العناصر.

وكان حزب الله اللبناني قد سيطر على هذه المنطقة الحدودية في يونيو/ حزيران 2015، بعد معارك مع فصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة، وكان النظام السوري قد أخلى تلك المنطقة في عام 2012 دون تعرضه لأي هجمات هناك.

وكانت قوات النظام السوري قد استنفرت أمنياً، قبل أسبوع، في بلدة عكوبر بناحية رنكوس قرب الحدود السورية اللبنانية، على خلفية مقتل قيادي محلي في مليشيات الأمن العسكري التابع للنظام يدعى "أحمد محمد سعد"، بعد استهدافه بالرصاص من مسلحين مجهولين.

وشهدت مناطق سيطرة النظام مؤخراً حوادث مشابهة أدت إلى خسائر في قوات النظام السوري وأمنه، وكانت الاشتباكات مع مهربين يعملون في تجارة المخدرات أو السلاح، وتتهم مصادر محلية هؤلاء المهربين بالارتباط بمسؤولين وضباط نافذين في النظام السوري.