اعتبر قيادي كبير في جبهة النضال الشعبي الفلسطينية، وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حركة فتح "خانت" في لحظة الصفر حلفاءها من القوى اليسارية، التي اتفقت معها على الانضمام إلى قائمتها الرسمية لخوض الانتخابات التشريعية المرتقبة.
وقال المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، في حديثه مع "العربي الجديد"، "إن الاتفاق كان ينص على تضمين قائمة حركة فتح الرسمية مرشحين عن جبهة النضال وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية، لكننا فوجئنا بعد تسريب القائمة، بعد تسجيلها، منتصف ليل الأربعاء الخميس، بخلوها من مرشحينا، رغم أننا تلقينا اتصالات من فتح حتى قبيل تسجيلهم للقائمة أنهم على الوعد، وتحدثنا إلى عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد وجبريل الرجوب، وأكدا ذلك".
القيادي في جبهة النضال، الذي اعتبر أن ما جرى "خيانة"، وأن "فتح باعت المتحالفين معها"، أكد أن "الرئيس محمود عباس كان على علم بما جرى"، على حد تعبيره، مضيفاً أن "التشييك الأخير كان في مكتبه، وهذا ما فهمه ممثلنا من الأحمد بعد اتصالهما الأخير بعد تسريب القائمة".
وحول تفاصيل الاتفاق، أوضح القيادي في الجبهة أن الرئيس محمود عباس وعد أمين عام جبهة النضال وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، بالاتفاق مع الجبهة، وطلب منه أن يتفق مع الرجوب على الصيغة، وعقدت إثر ذلك خمسة لقاءات لبناء هذا التحالف.
وقال القيادي في الجبهة: "كان شرط الجبهة أن يكون لها مقعدان، بحيث يكون الأول ما بين الرقمين 25-30 في القائمة، وتم تحديد أسماء المرشحين من طرف الجبهة وأبلغناهم بذلك، ثم تم استكمال الحوار مع عزام الأحمد بصفته رئيس لجنة الحوار مع القوى الوطنية، حتى أن آخر اجتماع عقد الساعة العاشرة من صباح أمس، الأربعاء، في مكتبه، حيث جدد التأكيد على الاتفاق بموافقة الرئيس عباس، وطلبنا منه القائمة فكان يماطل ولم نستلمها".
المفاجأة، بحسب القيادي في جبهة النضال، كانت بعد تسريب القائمة الأولية لمرشحي حركة فتح، حيث خلت بشكل كامل من أي مرشح يساري من القوى الأربع، وتحديداً جبهة النضال، "فتواصل ممثل الجبهة مع الأحمد، الذي أبلغه بأنه اختلف مع قيادة الحركة بعد حذفها لمرشحي تلك القوى، وبالفعل فالأحمد لم يكن حاضراً وقت تسجيل القائمة، وهذا يؤكد ما سبق أن أبلغنا به الأحمد عن خلاف كبير دب بين أعضاء مركزية فتح".
وأضاف القيادي في الجبهة: "نحن في حالة صدمة، هذا سيدفعنا إلى مراجعة استراتيجيتنا في التعامل مع حركة فتح، نحن الذين دعمناها حتى في أشد لحظات الانقسام ووقفنا إلى جانبها، وهذا باعترافهم هم"، مشيراً إلى أن "هناك اجتماعا للجنة المركزية للجبهة، وقد يصدر عنه موقف".
وأرجع القيادي في جبهة النضال السبب في ما جرى إلى أن حركة فتح وضعها صعب، "فهي منشغلة بمشاكلها الداخلية، ولم تلتفت إلى أي حلفاء آخرين، هناك 36 قائمة، منها 30 قريبة من فتح أو من جمهورها، وهذا أكبر دليل على الانقسام الكبير الذي تعيشه الحركة".
نقض فتح لاتفاقها مع التحالف اليساري، جعل تلك القوى حالياً خارج لعبة الانتخابات، رغم أن القيادي في جبهة النضال كشف أنها جهزت قائمة انتخابية مدعومة من الجبهة ودفعت الرسوم المالية المطلوبة، بحيث يكون الأول فقط من الجبهة وبقية الأسماء شخصيات مستقلة وازنة، وقال القيادي في الجبهة "لكننا فضلنا الاتفاق مع فتح، لنفاجأ بما جرى".
من جهته، أكد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" منير الجاغوب، عدم وجود أي خلاف مع جبهة النضال الشعبي خاصة، وقوى اليسار عامة، لكن الأولوية لدى قيادة حركة فتح كانت لأبناء الحركة، في ظل وجود كم هائل من الكوادر التابعة لحركة فتح".
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "هذه الكوادر كانت تطمح أن تكون ضمن القائمة، وبعضهم اعترض أو وجه عتاباً إلينا، لأنه بات خارجها أو أنه غير راض عن تسلسله داخل القائمة، ففي هذه الحال لن تستطيع أن تأتي بأشخاص من خارج تنظيمك، وتضعهم في القائمة على حساب أبنائك".
وأشار الجاغوب إلى أن قرار قيادة فتح كان الخروج بقائمة وطنية عريضة، تضم أكبر شريحة ممكنة من القوى الفاعلة، حتى أن التفكير كان في بادئ الأمر بتحالف مع حركة حماس، لكن مجريات الأحداث دفعت باتجاه إعادة النظر في بعض المعايير التي اتخذتها سابقاً لعضوية القائمة، ومنها التحالف مع بعض التنظيمات اليسارية.
وتابع: "هذا لن يؤثر أبداً على العلاقة المتينة التي تربطنا بكافة فصائل منظمة التحرير، وكذلك بقية التنظيمات الفلسطينية".