تونس: التنظيمات الإرهابية استغلّت كورونا وغيّرت استراتيجياتها

تونس: التنظيمات الإرهابية استغلّت كورونا وغيّرت استراتيجياتها

16 نوفمبر 2020
الأمن التونسي أوقف 1020 شخصاً (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

كشف وزير الداخلية التونسية توفيق شرف الدين، اليوم الاثنين، أن التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة عرفت تغييراً خلال العام الحالي، خاصة على مستوى ستراتيجياتها، موضحاً أنها عملت على استغلال انشغال الدولة في مواجهة جائحة كورونا لشن هجمات والقيام بعمليات نوعية. وأكد أن تونس كانت تواجه كلا الخطرين بشكل متزامن ومستمر.
وأشار شرف الدين، خلال جلسة استماع للجنة الأمن والدفاع بمجلس نواب الشعب، إلى أن الوحدات الأمنية تمكنت منذ بداية 2020، وبدعم من المؤسسة العسكرية، من إيقاف 1020 شخصاً لانتمائهم إلى تنظيمات إرهابية، مبيناً أنه تمت إحالة 876 شخصاً إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وإيداع 112 عنصراً السجن، فيما تم استكمال التحريات بخصوص 389 شخصاً.

وشدد وزير الداخلية على أهمية العمليات الاستباقية والتي بلغت 48 عملية قادت إلى القضاء على 9 عناصر، لافتاً إلى أنه تم كشف 33 خلية تكفيرية وإيقاف 119 متهماً.
 وأضاف شرف الدين أنه تم التفطن إلى مخابئ عدة للعناصر الإرهابية، وأماكن لصنع المتفجرات والدرون، وتم على أثرها حجز أسلحة ومعدات تستعملها هذه الجماعات.
كما شدد المتحدث على أهمية اليقظة والانتباه ودور العمليات الاستباقية في القضاء على الإرهابيين، وإلى التدابير والاحتياطات الأمنية المتخذة في مجال الحرب التي تخوضها على الإرهاب. 
تعليقاً على تصريح وزير الداخلية، أكد الخبير الأمني المتقاعد من الحرس الوطني علي زرمديني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الجدير بالملاحظة هو أن هذه الجماعات الإرهابية تحاول دائماً استغلال أي عامل طبيعي ونفسي، وحتى الأوبئة والكوارث وعدم الاستقرار، لتوظيفها في شن هجماتها ظناً منها أن مؤسسات الدولة تكون منشغلة بهذا الظرف أو ذاك، وعادة هذه الجماعات لا يمكنها التحرك في إطار وظرف عاديين.

وأوضح زرمديني أنه عندما تكون الدولة ومقومات الدولة مجندة لفرض الأمن العام، يسهل التضييق وتشديد الرقابة على الجماعات الإرهابية، وبالتالي لا يمكنها التحرك بسهولة، مشيراً إلى أن هذه الجماعات تراهن على الأزمات وتعتقد أن الجاهزية الأمنية تتراجع.
وأشار إلى أن تونس، وخلال الأعوام الأخيرة، أصبحت تركز أكثر على العمل الاستباقي، وهو ما ساعدها على إحباط عديد العمليات، خاصة من الناحية الاستعلامية، والتي تظل العنصر الرئيسي للقضاء على هذه الجماعات.
وتابع أن المعطيات التي ذكرها وزير الداخلية اليوم في لجنة الأمن والدفاع تنزل في هذا الإطار، مضيفاً أن اليقظة والتركيز على جانب الاستعلامات بكل أصنافه، من استعلام تقليدي أو آلي وتحقيقات، جلها قادت إلى هذه النتائج وإلى توقيفات وإلى القضاء على عديد العناصر.
وبين أن العمل اليومي والمتواصل للأجهزة الأمنية وترصُد هذه الجماعات ساعدا تونس في حربها على الإرهاب.

دلالات