تظاهر مئات الأشخاص، اليوم السبت، في نجامينا (عاصمة التشاد)، احتجاجا على وجود فرنسا في البلاد، متهمين باريس بدعم المجلس العسكري الحاكم.
وقال صحافي من "فرانس برس"، إن المتظاهرين رددوا هتافات بينها "فرنسا ارحلي!" و"لا للاستعمار" وأحرقوا علَمين على الأقل للسلطة الاستعمارية السابقة، وخرّبوا عددا من محطات الوقود التابعة لمجموعة توتال "رمز" فرنسا. كما اقتلعوا مضخات واستولوا على بعض المنتجات المعروضة.
وسمحت السلطات بهذه التظاهرة التي نظمتها منصة المجتمع المدني المعارضة، تنسيقية واكيت تاما. وطوقت قوة كبيرة من الشرطة المسيرة، كما نشرت قوات أمنية في المدينة.
وفي 20 إبريل/نيسان 2021، أعلن الجيش مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو الذي كان يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما بقبضة حديدية، في الجبهة.
في اليوم نفسه، أعلن الجيش ابنه محمد إدريس ديبي إتنو "رئيسا انتقاليا" يقود مجلسا عسكريا يضم 15 جنرالا. ووعد بإجراء "انتخابات حرة وديمقراطية" بعد فترة انتقالية تستمر 18 شهرا، في نهاية حوار وطني شامل مع المعارضة السياسية والمسلحة.
وقد قبل به المجتمع الدولي، خصوصا فرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، بينما فرضت عقوبات على العسكريين الانقلابيين في أماكن أخرى في أفريقيا.
وخلال مسيرة السبت، انضم عدد من الطلاب وطلاب الجامعات على دراجات نارية إلى المتظاهرين وهم يهتفون "فرنسا ارحلي".
وقال طالب في المدرسة الثانوية وضع عصبة بيضاء على رأسه "أتظاهر لأن فرنسا لا تزال تريد فرض نظام ديبي علينا".
بدوره، أكد إدريس موسى، وهو مدرس يتحدث اللغة العربية "إذا كنا نواصل المعاناة اليوم منذ الاستقلال فهذا بسبب فرنسا التي تمنعنا من أن نكون مستقلين فعلا".
وصرح المحامي ماكس لوننغار، منسق واكيت تاما لـ"فرانس برس" قائلاً: "يسعدنا أن التشاديين أصبحوا أكثر وعيا لنضالنا وانضموا إلينا". وأضاف أن "فرنسا تنصّب الطغاة علينا. نحن لا نطلب سوى احترام شعبنا".
وفي حزيران/يونيو 2021، طرح رئيس الدولة التشادية فكرة تمديد الفترة الانتقالية، وأعلن في الأول من مايو/أيار تأجيل الحوار الوطني، بناء على طلب قطر التي تقوم بوساطة في "حوار تمهيدي" يراوح مكانه منذ شهرين في الدوحة، بين المجلس العسكري ومجموعات متمردة لا حصر لها.
وردت الرئاسة الفرنسية بالقول إنها "متمسكة" بإجراء حوار "في أقرب وقت ممكن" ثم عرضت مساعدة فرنسا بعد ذلك بأيام.
وفي السادس من إبريل/نيسان، أعلنت منصة "واكيت تاما" تعليق محادثاتها مع المجلس العسكري، مستنكرة خصوصا "إصرار المجتمع الدولي على دعم نظام غير قانوني وغير شرعي مهما كلف الأمر".
(فرانس برس)