تداعيات محتملة على الجيش الإسرائيلي بسبب التعديلات القضائية

جنرالات إسرائيل يستعدون للجان التحقيق حال فشل الجيش بسبب التعديلات القضائية

29 يوليو 2023
قادة الجيش باتوا يطلقون تصريحات علنية عن تهديدات يمكن أن يتعرض لها أداء الجيش (Getty)
+ الخط -

يعكف قادة جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية في إسرائيل على توثيق تحذيراتهم للحكومة بشأن تداعيات التعديلات القضائية لتقديمها أمام لجان التحقيق، التي يمكن أن تتشكل في حال إخفاق الجيش مستقبلاً في عملياته بسبب تلك التداعيات.

وكشفت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية مساء أمس الجمعة، أن رئيس هيئة أركان الجيش هرتسلي هليفي، وقادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحرصون على تقديم تحذيراتهم للحكومة "بشكل منظم وفي رسائل مكتوبة" لاستخدامها وقت الحاجة في شهاداتهم أمام لجان حال تشكيلها مستقبلاً للتحقيق في أسباب إخفاق الجيش في عملياته.

وأشارت كرميلا منشه، المعلقة العسكرية للقناة، إلى أن قادة الجيش باتوا يطلقون تصريحات علنية يتحدثون فيها عن التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها أداء الجيش وجاهزيته للحرب بسبب تأثيرات التعديلات القضائية.

 ولفتت إلى أنه في إطار الاستعداد لإمكانية تشكيل لجان تحقيق مستقبلاً، أرسل وزير الأمن يوآف غالانت ثلاثة قادة من الجيش يحملون رتبة لواء إلى وزراء في الحكومة لإطلاعهم على تداعيات ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في أوساط قوات الاحتياط، احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية.

وقدرت منشه أن الذي يدفع قادة الجيش والمؤسسة الأمنية إلى اتخاذ إجراءات احترازية تعزز من مواقفهم في حال تشكّل لجان تحقيق في المستقبل هو صدمة حرب 1973 التي تشكلت في أعقابها لجنة "غرانات" التي حققت في أسباب إخفاق إسرائيل خلال هذه الحرب.

وكان الجنرال هليفي قد ظهر في فيديو يتحدث فيه عن مخاطر إعلان المئات من ضباط وجنود قوات الاحتياط، وتحديداً في سلاح الجو عن رفضهم مواصلة التطوع في صفوف الجيش بعد سنّ إلغاء قانون "حجة عدم المعقولية"، وهو القانون الذي يمنح المحكمة العليا الحق في فرض رقابة قانونية على قرارات الحكومة وسياساتها.

وفي السياق، أشارت قناة "كان" إلى أن الرغبة في الاعتكاف عن العمل والخدمة احتجاجاً على التعديلات القضائية لم تعد قاصرة على ضباط الاحتياط والأطباء، بل انتقلت إلى العاملين في مؤسسات القطاع العام الحكومي.

ولفتت إلى أن إسرائيل ستواجه أزمة غير مسبوقة في حال تنفيذ بعض الأطباء تهديداتهم بمغادرة إسرائيل، على اعتبار أن إسرائيل تواجه الآن نقصاً كبيراً في الأطباء والكادر الطبي.

من ناحيته، قال المستشار القضائي السابق للحكومة الإسرائيلي إفيحاي مندلبليت، إن الهدف من إلغاء "حجة عدم المعقولية" يتمثل بتعيين نائب عام "سياسي"، ملمّحاً إلى أن الخطوة جاءت لخدمة أغراض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الشخصية الذي يحاكم في ثلاث قضايا فساد.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة "كان" الليلة الماضية، وصف مندلبليت إسرائيل بعد إلغاء "حجة عدم المعقولية" بأنها "دولة على حافة الديكتاتورية".

المساهمون