تحركات غاضبة في لبنان بعد انفجار عكار تتطور لمواجهات أمام بيت ميقاتي

تحركات غاضبة في لبنان بعد انفجار عكار تتطور إلى مواجهات أمام منزل ميقاتي

16 اغسطس 2021
حاول محتجون اقتحام منزل نجيب ميقاتي (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

حالة من الغضب تسود الشارع اللبناني عقب الانفجار الذي وقع في بلدة عكار فجر الأحد، دفعت مواطنين إلى الاحتجاج أمام منازل عددٍ من السياسيين ونواب المنطقة مطالبين إياهم بالاستقالة فوراً.

وحاول محتجون مساء الأحد اقتحام منزل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في بيروت، إلا أن عناصر مكافحة الشغب تصدّت لهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهة عنيفة بين الطرفين، وصلت إلى حد الاعتداء على المتظاهرين واعتقال وليم نون شقيق أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت، فيما أطلقت القوى الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين.

وأكدت قوى الامن الداخلي، في بيان، أنها ستقوم بتوقيف كل من قام بالاعتداء على المنازل وفقًا للقانون، مشيرة إلى أنها "لن تتوانى مستقبلاً عن ذلك".

وعقب البيان، زاد غضب المحتجين الذين ضاقوا ذرعاً بالأسلوب القمعي الممارس بوجههم، وطريقة حماية الأجهزة لمنازل السياسيين وحرصها عليها، فيما "يقتل المسؤولون الناس بشتى الوسائل وينهبون ممتلكاتهم وأموالهم وجنى عمرهم".

ودعا المحتجون إلى إسقاط ميقاتي الذي ينحدر من طرابلس، شمالي لبنان، وهو نائب المدينة، متهمين إياه بجمع ثروته على حساب اللبنانيين ومن المال العام، كما توجهوا إلى العناصر الأمنيين طالبين منهم التوقف عن حماية السياسيين المسؤولين عن قتلهم كل يوم، سواء جسدياً أو معنوياً، وسواء بتفجيرٍ أو تجويع أو تفقير أو حرمانهم من الأدوية والخبز وأبسط مقومات العيش.

ونفذ المحتجون أيضاً مسيرة راجلة رفعوا فيها شعار "كلن يعني كلن"، مؤكدين أن ميقاتي واحدٌ منهم وشريكٌ مع المنظومة الحاكمة في إيصال البلاد إلى الانهيار الخطير الذي يرزح تحت وطأته الشعب اللبناني.

من جانبه، قال ميقاتي في بيان له إن "ما حصل أمام المبنى الذي يقطنه من أعمال شغب وتكسير، ليس حركة احتجاجية سلمية، بل هو تخريبٌ مرفوضٌ"، متمنياً على المحتجين "الحفاظ على الطابع السلمي لتحركاتهم وتنظيم صفوفهم، ليكون التغيير الحقيقي في صندوق الاقتراع".

كما اقتحم محتجون منزل عضو "كتلة المستقبل" (يرأسها سعد الحريري) النائب عن عكار طارق المرعبي، ووجدوا فيه سلاحاً ثقيلاً وبعثروا محتويات بيته، داعين في مقطع فيديو مصوّر الشعب اللبناني للانضمام إليهم في تحركاتهم.

وحاول محتجون اقتحام منزل النائب في "التيار الوطني الحر" (يرأسه جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية) أسعد درغام في عكار، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك نتيجة الإجراءات الأمنية المكثفة، وسط أخبار تم تداولها عن أنه ليس موجوداً في البيت.

 قيادة الجيش اللبناني توقف صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود في بلدة التليل بعكار

 

ويتهم درغام والنائب عن "المستقبل" وليد البعريني وعدد من نواب المنطقة بحماية ودعم المهربين، من بينهم صاحب الأرض الذي أحرق المحتجون منزله وصاحب المخزن، وسط تبادل للاتهامات بين الفريقين بلغت حدة غير مسبوقة في أسلوب التخاطب والتراشق الكلامي، حتى وصل إلى حد مطالبة الحريري برحيل رئيس الجمهورية ميشال عون وإطلاق حملة واسعة بهذا الاتجاه.

وشهد عدد من المناطق الجنوبية والشمالية قطعاً للطرقات وتحركات غاضبة احتجاجاً على أزمة المحروقات، التي كانت من أسباب وقوع انفجار عكار الذي راح ضحيته حتى الساعة 27 ضحية و79 جريحاً، فيما يتواصل البحث عن مفقودين وعن تحديد هوية الأشلاء.

من جهة أخرى، أعلنت قيادة الجيش اللبناني توقيف (ج.أ)، صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود في بلدة التليل بعكار، ووضعه قيد التحقيق، وذلك بعدما كان أوقف صباحاً نجله للتحقيق أيضاً.

كما أعلن في بيان أن حصيلة الضحايا النهائية في صفوف العسكريين بلغت 24 عنصراً موزعين على الشكل التالي: وفاة عنصرين، 11 عنصراً حالتهم حرجة، 4 عناصر مفقودين، إضافة إلى 7 عناصر إصاباتهم طفيفة تمت معالجتهم وغادروا المستشفيات.

بدورها، أعلنت رئاسة الوزراء اللبنانية يوم غد الاثنين يوم حداد وطني على ضحايا انفجار التليل، مع تنكيس الأعلام على الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، كما ستعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذه الفاجعة الأليمة.