بوادر فشل لمحادثات مسقط بشأن إنهاء أزمة اليمن: رفض حوثي لتجزئة الحل

بوادر فشل لمحادثات مسقط بشأن إنهاء الأزمة اليمنية: رفض حوثي لتجزئة الحل

04 مايو 2021
مسؤول حوثي: الطرح الدولي اختزال للصراع لا يعالج مشكلة بل يفاقمها (فرانس برس)
+ الخط -

ألمحت جماعة الحوثيين إلى فشل المحادثات التي يجريها المجتمع الدولي في العاصمة العمانية مسقط، الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وقالت إنها تطيل أمد الحرب، وسط استمرار الأعمال القتالية في محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن للشهر الثالث على التوالي. 

وأشار كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، إلى أن الوسطاء الدوليين الموجودين في مسقط منذ أيام "يتحدثون عن معركة جزئية ويتركون اليمن المحاصر"، في إشارة إلى دعوات دولية لوقف هجوم الجماعة على مأرب دون الرفع الشامل للحظر الجوي والبري والبحري المفروض من التحالف. 

واعتبر المسؤول الحوثي أن الطرح الدولي "اختزال للصراع لا يعالج مشكلة، بل يفاقمها، ولا يفيد في تحقيق سلام، بل يطيل أمد الحرب"، دون الكشف عن تفاصيل كافية عن طبيعة المبادرات التي جرت مناقشتها. 

وتوعد المسؤول الحوثي برفض أي قرار دولي محتمل بشأن معركة مأرب والهجمات الجوية على السعودية، وقال: "إن أي نشاط مستجد لمجلس الأمن لن يكون قابلاً للتحقق إذا لم يلبّ مصلحة اليمن"، لافتاً إلى أن جماعته "غير معنية بمراعاة من لا يراعي حقه في الأمن والسلم والسيادة".

ولم يصدر أي تعليق فوري من المبعوث الأميركي تيموثي ليندركيغ أو الأممي مارتن غريفيث حول التصريحات الحوثية وطبيعة النقاشات التي دارت مع الحوثيين في مسقط، والتي تأتي قبل أيام من جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن في 12 مايو الجاري. 

وعجزت التحركات الدولية المكثفة التي تشهدها العاصمة العمانية مسقط لإنهاء الأزمة اليمنية، عن كبح جماح التصعيد العسكري الذي تشهده محافظة مأرب النفطية، مع استمرار الهجمات الحوثية في مديرية صرواح للشهر الثالث على التوالي. 

وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلات التحالف وقوات الجيش اليمني المسنودة برجال القبائل، أحبطت خلال الساعات الماضية، سلسلة هجمات فاشلة للحوثيين في مديرية صرواح، غربي مأرب وأطراف الجوف. 

وأشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي حاولت استعادة بعض التلال الجبلية في جبهة المشجح، التي كانت قد خسرتها خلال اليومين الماضيين، من أجل تعزيز مواقعها وشنّ هجمات جديدة صوب معاقل الحكومة الشرعية في مدينة مأرب، لكنها تعرضت لعدة كمائن. 

وفي محافظة الجوف، شهدت جبهة الجدافر معارك عنيفة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين التي تسعى إلى تكثيف الهجمات من جبهات مختلفة، بهدف تحقيق اختراق ميداني صوب منابع النفط والغاز في حقول صافر، وفقاً للمصادر. 

وأعلن الجيش اليمني، في وقت متأخر من مساء الاثنين، مقتل 23 عنصراً حوثياً في كمين مسلح بجبهة المشجح غربي مأرب، التي استعادت فيها القوات الحكومية زمام المبادرة وسيطرت على مواقع استراتيجية كان المسلحون الحوثيون قد توغلوا فيها.

وقال الجيش الوطني، في بيان صحافي، وصل إلى "العربي الجديد"، إن قواته استدرجت 30 عنصراً حوثياً إلى كمين محكم في جبهة المشجح، ثم أوقعت منهم 23 قتيلاً، فيما لاذ البقية بالفرار، تاركين أسلحتهم.

وأشار البيان إلى أن سلاح المدفعية التابع للقوات الحكومية ورجال القبائل استهدف تجمعات ومواقع المليشيا الحوثية في جبهتي المشجح والكسارة، وكبّدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، منها تدمير دوريتين ومقتل من كانوا على متنها.

وساندت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية المعارك على الأرض، ووفقاً للبيان، فقد استهدف الطيران الحربي تعزيزات وتجمعات معادية في مواقع متفرقة غرب مأرب وألحق بالمليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

ولا تُعرَف دقة الأرقام المعلنة من القوات الحكومية، وأذاعت وسائل إعلام حوثية، مساء الاثنين، بيانات تشييع 5 عسكريين فقط في موكب جنائزي بصنعاء، دون الكشف عن زمان مقتلهم ومكانه.

كذلك أقرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، بوقوع 13 غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية على مديرية صرواح غربي مأرب، دون الكشف عن حصيلة الخسائر البشرية جراء تلك الضربات.