بدء التئام مجالس المحافظات بالعراق: تكريت تنتخب محافظها ورئيس مجلسها

بدء التئام مجالس المحافظات العراقية: تكريت تنتخب محافظها ورئيس مجلسها

04 فبراير 2024
الخطوة تأتي بعد نحو شهرين من إجراء الانتخابات المحلية العراقية (فرانس برس)
+ الخط -

استبقت محافظة صلاح الدين، شماليّ بغداد، اليوم الأحد، باقي المحافظات العراقية بالتصويت على رئيس مجلس المحافظة والمحافظ ونائبيه، بعد عقد جلسة أولى في مدينة تكريت، العاصمة المحلية للمحافظة، وسط إجراءات أمنية مشددة.

الخطوة التي تأتي بعد نحو شهرين من إجراء الانتخابات المحلية العراقية بنسختها الثالثة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، والتي لم تختلف كثيراً من ناحية القوى الفائزة وخريطة توزيع مقاعد المجلس، من المقرر أن تعقبها تغييرات واسعة في رؤساء الدوائر والمناصب الرئيسة في المحافظات العراقية، وسط توقعات بأنها لن تخرج من إطار المحاصصة الحزبية والطائفية على غرار طريقة تشكيل الحكومات العراقية في بغداد.

وأكدت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، (واع)، اختيار مجلس المحافظة، عادل عبد السلام، رئيساً للمجلس، وأحمد الجبوري محافظاً، كذلك جرى التصويت على اختيار نائبين اثنين للمحافظ الجديد.

ويظهر أن المناصب توزعت بين حزبي "الجماهير"، و"تقدم"، و"تحالف السيادة"، بما يؤكد وجود تفاهمات حزبية أفضت إلى سرعة حسم الاستحقاق في المحافظة.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، استمرار الخلافات في محافظات أخرى، وإمكانية تأخر حسم اختيار رئيس المجلس والمحافظ فيها.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن محافظات الوسط والجنوب "تتواصل فيها الخلافات ما بين الأطراف السياسية الشيعية على هذه المناصب والمرشحين لها، وكذلك الحال في المدن الغريبة والشمالية ما بين القوى السياسية العربية السنية".

وختمت بأنّ "من المؤمَّل أن تعقد مجالس المحافظات في كل من (ديالى، كركوك، النجف، المثنى، بابل، الأنبار) أولى جلساتها، لكن دون ضمانات على نجاحها بعقد الجلسة بسبب استمرار الخلافات التي قد تؤجلها إلى إشعار آخر، كحال باقي المحافظات".
 
بدوره، قال عضو التحالف الحاكم، "الإطار التنسيقي"، علي الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لغاية الساعة لا اتفاق نهائياً على ذلك، والخلافات مستمرة".

وبين أن "هناك رغبة سياسية بحسم ملف تشكيل الحكومات المحلية، بدفعة واحدة، ولهذا تأجل عقد الجلسات الأولى لمجالس المحافظات، خصوصاً أن هناك حكومات محلية تتطلب توافقاً سياسياً (شيعياً – سنياً)، وتوافقاً مع الأطراف الكردية، وهذا الأمر يتعلق بحكومات بغداد وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى".
 
وأضاف أن "الخلافات بين الأطراف السياسية الشيعية مستمرة، رغم كل الحوارات على حكومتي البصرة وكربلاء، إضافة إلى باقي المدن، ولهذا تأجل عقد جلسات المجالس الأولى إلى إشعار آخر، لحين الاتفاق، الذي قد يحصل خلال اليومين المقبلين، ولهذا قد تؤجل جلسات المجالس يوم غد الاثنين، كحال باقي المجالس لحين الوصول إلى توافق".

في المقابل، صدر بيان مشترك عن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أكدا فيه "ضرورة اختيار محافظ كردي لمحافظة كركوك من أجل حماية مصالح مواطني المحافظة بجميع مكوناتهم في هذه المرحلة، وبُغية خدمة أهالي المدينة وضواحيها"، بعد اجتماع المكتبين السياسيين، ظهر اليوم الاحد، في محافظة السليمانية.

وتتمتع مجالس المحافظات، التي أُنشئت بعد احتلال العراق من قبل أميركا في عام 2003، بصلاحيات واسعة، على رأسها انتخاب المحافظ، ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم عبر موازنات مخصصة لها في الموازنة العامة، وإصدار التشريعات المحلية، بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية، من دون أن يتعارض ذلك مع الدستور والقوانين الاتحادية التي تندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات.

وشهد العراق، في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أول انتخابات محلية منذ عام 2013 في 15 محافظة، بنسبة مشاركة تجاوزت 41 بالمائة (6 ملايين عراقي من أصل 26 مليون شخص يحق لهم التصويت).