الوسيط المصري ينقل رسائل متبادلة بين حكومة الاحتلال والمقاومة

الوسيط المصري ينقل رسائل متبادلة بين حكومة الاحتلال والمقاومة

25 اغسطس 2023
جندي إسرائيلي على مداخل مدينة الخليل، الثلاثاء (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، عن "اتصالات جرت بين المسؤولين عن الملفين الفلسطيني والإسرائيلي بجهاز المخابرات العامة المصرية، ونظرائهم في حكومة الاحتلال، من أجل السيطرة على المشهد المتوتر في الأراضي المحتلة، ومنع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في هذه الأثناء".

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "المسؤولين في القاهرة، نقلوا رسائل متبادلة بين قيادتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وحكومة الاحتلال من جهة أخرى".

رسائل متبادلة بين الاحتلال والمقاومة

وأوضح مصدر مصري، أن القاهرة "نقلت رسالة من حكومة الاحتلال، بأنه في حال استمرت أعمال المقاومة في الضفة الغربية، فإن قادة الحركتين وأنشطتها في قطاع غزة، لن يكونوا في منأى عن استهداف جيش الاحتلال".

وأضاف المصدر أن "الرسالة الثانية التي نقلها المسؤولون في حكومة الاحتلال، عبر القاهرة، كانت متعلقة بالتنسيق بين حماس والجهاد من جهة، وإيران من جهة أخرى". ولفت إلى أن "هناك قناعة لدى المستويات الأمنية في حكومة الاحتلال، بأن تصاعد العمليات الأخير، سببه دعم إيراني كبير".

مع العلم أن مصادر في المقاومة الفلسطينية قالت لـ"العربي الجديد"، أول من أمس الأربعاء، إنّ قياداتها في قطاع غزة والخارج، وخصوصاً لبنان، اتخذت إجراءات أمنية "غير مسبوقة" في الساعات الأخيرة، خشية من "غدر" إسرائيلي في ضوء التهديدات التي أطلقها مسؤولون في جيش وحكومة الاحتلال. وفق المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد" فإن المقاومة وجهت رسائل للوسطاء بأنّ أي عدوان إسرائيلي أو عمليات اغتيال سيتم الرد عليها "دون حساب الكلفة الناتجة عن هذا الرد". 

وكشف المصدر المصري أنه "في المقابل، طلبت مصر من حركتي حماس والجهاد خلال الأيام القليلة الماضية، الحد من التنسيق مع إيران، لمنع تصاعد الأحداث وانتقال المواجهات إلى قطاع غزة".

وأضاف: "في مقابل ذلك، أكدت فصائل المقاومة، في رسائلها عبر الوسيط المصري، عدم سريان التفاهمات الخاصة بالتهدئة في قطاع غزة، على أعمال المقاومة في الضفة الغربية".

من جهته، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الوسطاء يتحركون بشكل مستمر لمنع تفجر الوضع بشكل أكبر، سواء الوسطاء المعروفون في مصر أو قطر أو الأمم المتحدة".

ولفت إلى أن "الاحتلال يُصعّد بشكلٍ غير مسبوق ضد شعبنا الفلسطيني، إذ قتل منذ بداية العام الحالي 226 فلسطينياً وصعّد عدوانه على الأقصى، وهاجم مخيم جنين، وحاصر مدنا في الضفة الغربية المحتلة، وشن حملة استيطان كبيرة، وحاصر قطاع غزة، وبالتالي نحن أمام حرب مفتوحة يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة في الضفة الغربية المحتلة".

حازم قاسم: مع تهديدات الاحتلال لغزة فإنه يتهرب من الواقع في الضفة

وأشار قاسم إلى أن "الوسطاء يبحثون عن تثبيت الهدوء وعدم تفجر الأوضاع بشكل أكبر، لكن هذا لا ينجح في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة مكونة من مجموعة من المستوطنين تصر على العدوان على شعبنا الفلسطيني، وهي الحكومة الأكثر تطرفاً وإرهاباً. والأمور مرشحة إلى مزيد من الصدام والتصعيد وليس شيئا آخر".

وحول وجود ضمانات مقدمة للوسطاء من الاحتلال بعدم اغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية، قال قاسم: "إننا عملياً لا نثق بالاحتلال ووعوده. قضية وجود ضمانات لا نعتمدها، نعتمد أن لا نسمح للاحتلال بارتكاب جرائم من دون دفع ثمنها عبر الرد المباشر عليها، وبالتالي لا نقبل أي ضمانات... الفلسطينيون لا يقبلون أي نوع من الضمانات".

وتابع قاسم: "مع تهديدات الاحتلال لغزة فإنه يتهرب من الواقع في الضفة، وهناك أزمة انتقال العمليات من مدينة لأخرى، من جنين شمالاً وحتى الخليل جنوباً. العمليات توقع قتلى في صفوف المستوطنين وجيشه، والمحتل لا يستطيع حسم المعركة في الضفة الغربية فيلجأ لإطلاق تهديدات في اتجاه غزة وغيرها، والوضع في الضفة يزداد اشتعالاً، والاحتلال بات أكثر عجزاً، ويهدد بتصعيد عملياته أو الإقدام على الاغتيالات".

وقال المتحدث باسم حماس، إن "الحركة تؤكد أن تهديدات الاحتلال، لن تمنعها من الاستمرار في دعم وإسناد مقاومة شعبنا في الضفة الغربية والقدس وكل أماكن التواجد. هذه التهديدات نأخذها على محمل الجد لكن لا تؤثر على مسار العمل المقاوم وتطويره لدعم المقاومة في كل الساحات".

وأضاف: "حماس تعرف من البداية أن هذه الطريق صعبة ومحفوفة بالمخاطر واختارتها للدفاع عن حقوق شعبنا بكل الوسائل الممكنة لممارسة الحق المشروع في الدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا وشعبنا الفلسطيني. أما رد المقاومة على التهديدات، فلن يكون هناك وقف للمقاومة ودعمها في الضفة ولن نسمح بتمرير الجرائم من دون رد يوازي حجمها".

وتعليقاً على جهود الوساطة التي تقوم بها مصر، قال الكاتب الفلسطيني، طلال عوكل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "التدخل المصري موجود في كل الأوقات، لكنه يساعد في تأجيل أي عمل تقوم به إسرائيل تجاه قطاع غزة".


طلال عوكل: الانفجار العتيد مسألة وقت وفي جبهات عدة

وأضاف: "أعتقد أن استقراراً نسبياً مع حذر شديد موجود في مسألة غزة، والانفجار العتيد مسألة وقت، وإسرائيل تركز على تفريغ فشلها في الضفة عبر إجراءات أمنية وعسكرية واستيطان واسع، وهذا لن يمر بسلام. وطالما أُقفلت الطريق أمام أي عملية للسلام، فإن التصعيد سيتواصل، وربما في ساحات أخرى بالداخل المحتل وغزة ولبنان".

ورأى أنه "نحن في وضع يتجه في كل الحالات نحو توسيع دائرة التصعيد، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تتخذ خطوات تهدئة في الضفة، لأنه يتناقض مع مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".

زيادة كميات الغاز الإسرائيلية لمصر

وفي سياق مواز، وافقت حكومة الاحتلال، على المطلب المصري الذي سبق أن قدمته القاهرة، لزيادة كميات الغاز التي تحصل عليها من إسرائيل. وأعلن وزير الطاقة والبنية التحتية في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، في تغريدة على "أكس" (تويتر سابقاً) عن زيادة صادرات الغاز إلى مصر من حقل تمار، لتحصل مصر على نحو 3.5 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً.

وكانت مصادر مصرية، قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن مصر "تقدمت بمطلب للحكومة الإسرائيلية، من أجل زيادة كميات الغاز الموردة لها، في إطار المساعي الرامية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة إلى الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل كثافة الاستهلاك الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، مما دفع الحكومة المصرية إلى تبني خطة لتخفيف الأحمال وفق جداول يومية بالتبادل، وهو ما أدى إلى حالة من السخط في الشارع المصري تجاه الحكومة".