المليشيات الإيرانية تحصن ترسانتها غرب الفرات

المليشيات الإيرانية تحصن ترسانتها غرب الفرات: مخازن صواريخ من دير الزور إلى الرقة

14 سبتمبر 2021
بدأ العمل على إنشاء المستودعات في ريفي الرقة ودير الزور بشكل متزامن (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت المليشيات الإيرانية المنتشرة في المناطق الغربية من محافظة دير الزور، شرقي سورية، وصولاً إلى المناطق الشرقية من محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد، بإنشاء مخازن للصواريخ في المنطقة أخيراً، وبناء ترسانة من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى في منطقة غرب الفرات، بحسب ما أكدت شبكة "عين الفرات"، المهتمة بأخبار المنطقة الشرقية لسورية.

وأوضح الناشط أمجد الساري، وهو المتحدث باسم "عين الفرات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه في مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي تعاونت مليشيا "لواء فاطميون" (الأفغانية) مع "حركة النجباء" (العراقية)، في عملية إنشاء مخازن للصواريخ ومنصّاتها على عمق خمسة أمتار تحت الأرض في منطقة جبل البشري ضمن البادية السورية الممتدة من ريف الرقة الشرقي، وصولاً لريف دير الزور الغربي".

تعاونت مليشيا "لواء فاطميون" مع "حركة النجباء" في عملية إنشاء المخازن

وأضاف الساري أن "مليشيا فاطميون جمعت عمّال البناء من الذين شاركوا سابقاً بأعمال تحصين مقراتها في بادية دير الزور، ليبدأ العمل على إنشاء المستودعات الجديدة في ريفي الرقة ودير الزور بشكل متزامن"، مشيراً إلى أن "هناك ورشة تضم 50 عاملاً تعمل في عمليات الحفر في بادية دير الزور، على شكل مناوبات، وورشة أخرى شرق الرقة، مؤلفة من 30 عاملاً، تعمل على إنشاء المستودعات في بادية معدان".

ولفت المتحدث باسم "عين الفرات" إلى أن عملية إنشاء المستودعات تتم بدعم من "الحرس الثوري" الإيراني، وبإشراف وتنفيذ "لواء فاطميون" و"حركة النجباء" في البادية السورية.

وأوضح الساري أنه "جرى منع كافة عمّال البناء من جلب هواتفهم المحمولة إلى مواقع العمل في المستودعات الجديدة، تجنباً لتعريض المواقع للمراقبة والاستهداف لاحقاً"، لافتاً إلى أن "العامل الواحد يتقاضى 8500 ليرة سورية (حوالي 7 دولارات) لليوم الواحد من العمل، ويتم تأمين نقلهم وطعامهم خلال العمل على نفقة الحرس الثوري الإيراني".

وأشار المتحدث باسم الشبكة إلى أنه "يجرى العمل على هذه المستودعات، على غرار مستودعات الذخيرة التي جرى تشييدها من قبل المليشيات الإيرانية في البادية السورية لحمايتها من القصف الإسرائيلي، حيث تعمل المليشيات على إنشاء مخازن تحت الأرض على عمق يصل إلى خمسة أمتار لتجنب الاستهداف".

وذكر أن "عمل لواء فاطميون يقتصر على الإشراف المباشر على عملية التجهيز في بادية الرقة، فيما تشرف حركة النجباء على الأعمال في بادية دير الزور بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني ودعم مباشر منه". وأشار إلى أن "عدد المستودعات المخصصة للصواريخ في بادية معدان، في الوقت الراهن، هو مستودعان اثنان، أحدهما مخصص للصواريخ المتوسطة ومنصاتها، وآخر للصواريخ البعيدة ومنصاتها، إلى جانب ثلاثة مستودعات غرب دير الزور، تقع على مقربة من مركز بلدة التبني غرب المحافظة، حيث تضم صواريخ بعيدة وقريبة المدى ومعدات لوجستية خاصة بها، بالإضافة إلى صواريخ غراد وكاتيوشا، ومراكز لمدّ النقاط العسكرية للمليشيات الإيرانية التي تنتشر في البادية السورية ومناطق غرب دير الزور بالعتاد والسلاح".

ولفت إلى انتهاء عمليات تشييد مستودعات الصواريخ متوسطة المدى في بادية معدان، قرب سلسلة جبال البشري، خلال الأسبوع الأول من أغسطس/ آب الماضي.

وحول تلك الترسانة الجديدة وطرق حمايتها، أوضح الساري أنه "جرى تقسيم حماية الترسانة الصاروخية الجديدة بين حركة النجباء، المسؤولة عن حمايتها غرب دير الزور، ولواء فاطميون شرق الرقة، عبر مقراتهم ونقاطهم وحواجزهم المنتشرة في محيط المستودعات"، مضيفاً أن "حماية الترسانة الصاروخية الجديدة ستتم عبر حواجز ودوريات تنتشر في محيطها، ونقاط عسكرية ومراقبة تقع بالقرب منها، لمنع الاقتراب منها بشكل كامل". 

قيادات الحرس الثوري شرق دير الزور، هي التي تعرف كيفية تشغيل وإطلاق الصواريخ

ولفت المتحدث إلى أن "الحرس الثوري عمل بشكل مباشر على استقدام 20 صاروخاً متوسط المدى، مطلع الأسبوع الحالي، إلى المستودعات الجديدة الذي تم الانتهاء من تجهيزها في بادية الرقة، حيث رافقت شحنة الصواريخ خمس منصات إطلاق مخصصة لها، جرى تخزينها ضمن المستودع ذاته وإغلاق البوابات التي تم تمويهها بالرمال، بعدما استغرقت عمليات النقل نحو أربع ساعات تحت جنح الظلام". وقال إن "قيادات الحرس الثوري شرق دير الزور هي التي تعرف كيفية تشغيل وإطلاق الصواريخ، وسيتم تدريب قياديين من لواء فاطميون وحركة النجباء وحزب الله العراقي عليها، خلال الفترة المقبلة".