المقدسيون يحيون ذكرى رحيل القيادي بـ"فتح" فيصل الحسيني

المقدسيون يحيون ذكرى رحيل القيادي بـ"فتح" فيصل الحسيني رغم مضايقات الاحتلال

31 مايو 2023
أقلق نشاط الحسيني سلطات الاحتلال فأغلقت "بيت الشرق" نهائياً العام 2001 (العربي الجديد)
+ الخط -

أحيا المقدسيون، وعائلة القيادي بحركة فتح الراحل فيصل الحسيني، مساء اليوم الأربعاء، الذكرى الثانية والعشرين لرحيله، بمشاركة ممثلي القوى الوطنية والدينية، بوقفة أمام بيت الشرق الذي أغلقته قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، والذي كان مقرا للوفد الفلسطيني المفاوض.

وقبيل إحياء الذكرى، طوقت عناصر من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية المكان، وأزالت ومزّقت صور الراحل الحسيني التي علقها رفاقه ومريدوه على البوابة الرئيسية لمقر "بيت الشرق"، ورد المشاركون في الوقفة، ومن بينهم أعضاء كنيست ووفد من لجنة المتابعة الدرزية، برفع صور الراحل في تحد لقوات الاحتلال.

وألقيت خلال الوقفة، إحياء للذكرى، العديد من الكلمات، أبرزها كلمة نجل الفقيد عبد القادر فيصل الحسيني التي أستعرض فيها المراحل التاريخية التي قادها والده في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشدداً على قومية المعركة التي آمن بها والده الذي أمضى سنوات طويلة في أقطار العروبة المختلفة.

وتحدث خلال الوقفة رفيق درب الحسيني، القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر، فتناول حياة الفقيد الحافلة بالنضال خاصة في الانتفاضة الثانية، وعلاقته به سواء إبان الانتفاضة أو بعدها، حين كان عضواً في الوفد الفلسطيني المرافق. وقال: "إن رحيل فيصل كان خسارة كبرى للشعب الفلسطيني لا يمكن تعويضها".

وهاجم عبد القادر تصرفات شرطة الاحتلال، وإزالتها عنوة صور الفقيد الراحل، ما اعتبره مؤشراً على مدى الكراهية التي يكنها الاحتلال للشهيد فيصل، لدوره في مقارعة الاحتلال، وفي الدفاع عن عروبة القدس.

في حين، استذكرت كلمة القوى الوطنية التي ألقاها عبد اللطيف غيث الدور الوطني الهام الذي لعبه الشهيد فيصل، والذي كان جامعاً للكل الوطني، ومنفتحاً على الجميع، "ما خلق واقعاً في القدس أرعب الاحتلال ودفعه إلى إغلاق بيت الشرق" حتى اليوم.

أما ناصر قوس الحارس الشخصي للشهيد الحسيني، الذي رافقه في رحلته الأخيرة إلى الكويت حيث توفي، فأكد في حديثه لـ"العربي الجديد" على الدور التاريخي الذي لعبه الشهيد الحسيني في الدفاع عن القدس وعروبتها حتى اللحظة الأخيرة من حياته. وقال قوس: "كان هم فيصل الحسيني على الدوام  قضية شعبه وعلى رأسها القدس، وفي محطته الأخيرة في الكويت كان دائم الحديث عن القدس وعن ضرورة أن يدعمها الأشقاء العرب وأن يدعموا صمود مواطنيها".

واعتبرت الناشطة النسوية فدوى خضر، عضوة المكتب السياسي لحزب الشعب، في حديثها لـ"العربي الجديد"، رحيل الحسيني خسارة كبرى للشعب الفلسطيني، وقالت: "كان فيصل عنوانا للوحدة، وكانت القدس همه الأول والأخير حتى آخر لحظة في حياته".

يذكر أن الشهيد الحسيني ولد في بغداد في 17 تموز/ يوليو 1940، ووالده هو الشهيد عبد القادر الحسيني قائد القوات الفلسطينية في معركة القسطل، التي استشهد فيها.

وكان لوالده الاثر الكبير في تعزيز وعيه السياسي في ما بعد، عبر مرافقته في جميع تحركاته ورحلاته، وانتقاله معه إلى القاهرة، ما ساهم في تشجيعه على الخطابة أمام الجمهور وحفظ القصائد الوطنية.

تعرف على الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات أثناء دراسته الجامعية في القاهرة، وشارك في حركة القوميين العرب عام 1957، وبإنشاء وتأسيس المنظمة الطلابية الفلسطينية عام 1959، التي أصبحت في ما بعد نواة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

انضم إلى حركة فتح عام 1964، قبل أن يعمل في قسم التوجيه الشعبي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس، حتى عام 1966.

بعد حرب يونيو/حزيران 1967 توجه إلى القدس وقاد العمل السياسي لمنظمة التحرير فيها، واعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 1967، وحكم عليه بالسجن مدة عام بتهمة حيازة أسلحة.

أسس عام 1979 جمعية الدراسات العربية (بيت الشرق) في مدينة القدس، ووصفه الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي بـ"الإرهابي ابن الإرهابي".

وقاد الراحل النضال الفلسطيني في الانتفاضة الأولى، وسجن فيها مدة عامين، وعين مسؤولاً عن ملف القدس، وانتخب من المجلس الوطني الفلسطيني عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996.

كان للحسيني دور هام، في مواجهة قرار بنيامين نتنياهو بإقامة مستوطنة على جبل أبو غنيم في القدس، وقاد التظاهرات والمسيرات المنددة بذلك، وتعرض على إثرها للتنكيل والضرب، هو ومن معه، على أيدي قوات الاحتلال.

توفي الحسيني عام 2001، نتيجة أزمة قلبية أثناء زيارته إلى الكويت، وشيع في موكب حاشد إلى مثواه الأخير، في باحة المسجد الأقصى المبارك بجوار أبيه وجده.