المغرب وإسبانيا: تقييم إيجابي لخريطة الطريق الثنائية

المغرب وإسبانيا: تقييم إيجابي لخريطة الطريق الثنائية

14 ديسمبر 2023
المغرب وإسبانيا يراهنان على تطوير العلاقات أكثر (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت المباحثات التي جمعت، اليوم الخميس، بين وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ونظيره من إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، عن تقييم إيجابي لتنفيذ خريطة الطريق التي جرى التوصل إليها بعد المباحثات التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس، في إبريل/ نيسان 2022، برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، وهي المباحثات التي مكنت من تجاوز الأزمة بين البلدين الجارين على خلفية استقبال السلطات الإسبانية زعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزيفة للعلاج.

وقال بوريطة، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع ألباريس مساء اليوم الخميس، إنّ تقييم المغرب للإعلان المشترك هو "جد إيجابي في ما يخص الروح الإيجابية التي تمت فيها الالتزامات، ومن حيث المضمون، حيث خلقنا 7 فرق عمل، وكلها اجتمعت وتقدمت بشكل كبير وجد مهم في عملها".

واعتبر أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا "في أحسن أحوالها منذ عقود، حيث لم تصل إلى هذا المستوى من الصلابة والقوة ومن الثقة"، لافتا إلى أن المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين "بنيت على مبادئ الثقة التي نراها يوميا في مواضيع حساسة، كالهجرة ومحاربة الإرهاب، وكذلك على الاحترام المتبادل، وهي نقطة أساسية تجعل كل طرف يأخذ بعين الاعتبار موقف ورؤى ووضع الطرف الآخر، حتى لا تكون هناك مفاجأة وقرارات انفرادية، بل تكون علاقة كل طرف يحترم فيها الآخر".

وتابع: "قناعتنا اليوم هي أن خريطة الطريق بيننا جرى تنفيذها بشكل كبير، وطموحنا أن ننهي ما تبقى، وسيتم ذلك في أقرب ذلك. كما نبحث تصورا جديدا في العلاقة يشمل شتى المجالات، مع الانفتاح على قطاعات جديدة، وكل الأوراش التي يطمح المغرب إلى تحقيقها مستقبلا ستكون إسبانيا شريكا فيها".

قنوات تواصل بين المغرب وإسبانيا

إلى ذلك، وصف بوريطة العلاقة بين البلدين على مستوى محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب والهجرة السرية بـ"النموذجية"، وتعاونهما بأنه "نموذج لجارين يتعاونان في إطار من الاحترام المتبادل لمواجهة الظواهر التي تمسهم وتمس الأمن الإقليمي والجيوسياسي".

وفي ما يخص الحوار السياسي، قال بوريطة إنه متواصل وبناء، وهناك قنوات تواصل مباشرة على كل المستويات تشتغل بشكل دائم، وتجعلنا نعالج حتى المشاكل التي يمكن أن تقع بشكل استباقي مبني على الثقة والحوار، مضيفاً: "اليوم كل القنوات من خلال البعثات الدبلوماسية والمباشرة أو قنوات وزارتي الخارجية تشتغل بشكل جد إيجابي وبناء".

ومن جهته، أكد ألباريس أن "موقف إسبانيا المتعلق بقضية الصحراء لم يتغير، وهو الموقف الذي سبق التعبير عنه في الإعلان المشترك الذي تمت المصادقة عليه في 7 إبريل/ نيسان 2022، والإعلان الذي توج الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا المنعقد في فبراير/ شباط 2023".

واعتبر أن العلاقات بين البلدين "لها آفاق قوية في إطار تنظيم مونديال 2030، وتدفعنا إلى تطويرها بشكل كامل. وكل قطاعاتنا الحكومية الجديدة ستعمل على تعزيز العلاقات مع المغرب، وتنمية المبادلات التجارية، التي وصلت إلى 20 مليار يورو".

وقال إن "المغرب شريك مهم لإسبانيا، وهو الشريك الثالث اقتصاديا لنا. المملكة تمثل لنا مصالح كبيرة، خاصة في ما يتعلق باستثمارنا، الذي لا تنحصر فائدته في المغرب، بل تشمل حتى أفريقيا"، مضيفاً: "مدريد تريد أن تعزز اتجاه العلاقات مع المغرب، ولديها وتيرة عمل مستمرة.. الأهداف بيننا واضحة، باعتبارنا بلدين جارين نشتغل بطريقة موثوقة، ومحترمة، بما سيعزز طموحات شعبينا".

وفي الوقت الذي يثار فيه في الجانب الإسباني أكثر من علامة استفهام حول تأخر فتح الجمارك عبر معابر سبتة ومليلية المحتلتين على الرغم من تضمينها في خطة العمل المتفق عليها، قال ألباريس إن "كل ما تم الاتفاق حوله سيجرى تنفيذه، وهنالك مشاريع مهمة تهم ثغري سبتة ومليلية من أجل تنميتهما"، مشيرا إلى "غياب جدول زمني متفق عليه، لكن الاتصالات متواصلة".

وبخصوص ترسيم ملف ترسيم الحدود البحرية، الذي كان قد فجر قبل ثلاث سنوات أزمة بين البلدين الجارين بعدما أقر مجلس النواب المغربي، في 22 يناير/ كانون الثاني 2020، مشروعي قانونين لترسيم الحدود البحرية، بما فيها المجاوِرة لجزر الكناري في المحيط الأطلسي، بما يشمل إقليم الصحراء، قال المسؤول الإسباني إن الحوار والاجتماعات الرسمية حولها تتواصل وذلك بمشاركة المجموعة المستقلة لجزر الكناري.