القطريون يستذكرون معركة خنور مع أبوظبي: إسقاط تاريخي للأزمة الخليجية

القطريون يستذكرون معركة خنور مع أبوظبي: إسقاط تاريخي للأزمة الخليجية

16 نوفمبر 2020
شهدت الجلسة استعراض دور أبوظبي في تشويه صورة قطر (تويتر)
+ الخط -

شهد مسرح قطر الوطني في الدوحة، ليلة أمس الأحد، جلسة استماع للباحث خالد بن غانم العلي، الذي استعرض جذور عداء إمارة أبوظبي لقطر، وربطها بمعركة خنور، التي وقعت في يناير/ كانون ثاني 1889، وصولاً إلى ذروة الأزمة التي أسفرت عن قيام مؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بـ"غزو" أبوظبي.

وبدأت المعركة من "قلعة خنور، ردا على قيام قوات من أبوظبي بالتسلل ليلا إلى الدوحة، ومباغتة أهل قطر وهم يصلون الفجر في شهر رمضان، وقتلها للشيخ علي بن جاسم الملقب بـ"جوعان"، ما دفع مؤسس قطر إلى الهجوم على أبوظبي، بعدما التفت حوله القبائل القطرية، والتي تمكنت خلال هذه الغزوة من تحقيق النصر".

وقال الباحث العلي إن هجوم الشيخ جاسم وأهل قطر على أبوظبي لم يكن إلا من باب ردة الفعل على هذه الغزوة، وإن التاريخ يؤكد أن أهل قطر لم يبادروا أبداً بالعدوان، وإنهم دائماً كانوا يردون على عدوان وقع عليهم.

 وتوقف عند بداية الأحداث، التي استبقت غزوة خنور، راصداً العديد من الوقائع التاريخية، التي عكست تكاتف أهل قطر.

وفي إسقاط على الأزمة الخليجية الحالية التي نشبت في يونيو/ حزيران 2017، استحضر العلي قرار حصار قطر الذي اتخذ تحت جنح الظلام وفي شهر رمضان المبارك، وربطه "بهجوم القوات الظبيانية على الدوحة تحت جنح الظلام أيضاً وفي شهر رمضان عام 1889، وقيامها بقتل وإحراق كل ما يقابلها، وهو الأمر الذي قابله الشيخ جوعان وأهل قطر بكل جسارة وبأس وتضحية دفاعاً عن الدوحة، وأدت المقاومة الشرسة بين الجانبين إلى استشهاد الشيخ جوعان وتدمير جزء من الدوحة، بعدها انسحب خليفة بن زايد بقواته إلى أبوظبي".

واستند الباحث العلي في سرده لوقائع معركة خنور على الوثائق العثمانية والبريطانية، "حيث قام الشيخ جاسم بتنظيم قواته، مستخدما حكمته وحنكته في تحقيق تحالفاته الإقليمية والمحلية، وبدأ بالهجوم على أبوظبي في غزوة عُرفت بـ"خنور" نسبة إلى إحدى القلاع المشهورة بمنطقة ليوا، بينما قبع زايد بن خليفة شيخ أبوظبي في حصونه بأبوظبي، واكتفى بإرسال بعض قواته، خشية من قوة وبسالة القوات القطرية، وقام الشيخ جاسم بحصار الحصن، وبعدما سمح للنساء والأطفال بالخروج، قام باقتحام الحصن والقبض على من تبقى من المعتدين". 

عمق تاريخي

واستعرض الباحث العلي دور أبوظبي في تشويه صورة قطر، والذي قال إنه "ليس وليد اليوم، بل له عمقه التاريخي، إلا أنه بعد الحصار في 2017، تزايد إلى الادعاء بوقائع مغلوطة تاريخياً، فضلاً عن الدور التحريضي الذي كان يقوم به زايد تاريخياً بتحريض بعض القبائل الظبيانية في سبيل مهاجمة قطر، بينما يكون رجالها في موسم الغوص، في محاولة للتدخل في شؤون قطر الداخلية ونهب خيراتها، إلا أن الشيخ جاسم وأهل قطر كانوا دوما يرفضون أي تدخل خارجي، ويتحدون يداً واحدة في سبيل الذود عن وطنهم وسيادتهم".

وحذر من تحريض سلطات أبوظبي المستمر على قطر، قائلا: "يتبين أن هناك جُرحاً عميقاً لن يندمل بين قطر وأبوظبي، لأن العداء امتد لتشويه صورة قطر ووصمها بالإرهاب، وتعدّى إلى تدريس ذلك بالمدارس الإماراتية، ومحو خريطة قطر من المناهج التعليمية في الإمارات بهدف تنشئة جيل يحمل الكراهية لقطر وأهلها".

وكان مدير الندوة ورئيس تحرير صحيفة الشرق صادق محمد العماري قد رد على سؤال حول مغزى توقيت المحاضرة وأهمية الطرح الذي شهدته، بالقول،"إن الكثير من الناس فوجئوا يوم 5 يونيو/ حزيران 2017 بالحصار، من دون أن يعلم المحاصرون أن هناك تبعات تاريخية لهذا الأمر، وأن هناك أحداثاً مرتبطة بالماضي، ومتصلة بالحاضر للأسف وقد تستمر إلى المستقبل".

وأضاف العماري في هذا السياق "لذلك يأتي هذا السرد التاريخي لتنمية الوعي في المجتمع، وكذلك لدى الأجيال الحالية والقادمة، فهذا كان صندوقاً أسود، لم يكن أحد يعلم به إلا فئة قليلة من المتخصصين، لكن باقي أفراد المجتمع لم يكونوا يعلمون عنه شيئاً، وما تلاه لاحقاً من سحب للسفراء، ثم قرصنة لوكالة الأنباء القطرية، وسط دعاوى واهية بدعم قطر للإرهاب".

وأكد أن الأمر في حقيقته "خلاف ذلك، بالسيطرة على ثروات قطر وخيراتها، وهذا هو السبب الرئيسي تجاه عدائهم لدولة قطر، في محاولة بائسة للسيطرة على القرار السياسي لقطر، وهو ما تفشله دائما اللحمة الوطنية وتكاتف الجبهة الداخلية التي أفشلت أي محاولة لزعزعة الداخل، ولذلك فإن مثل هذا السرد التاريخي يلقي الضوء على فهم أبعاد الأحداث التاريخية، وفهم ما جرى سابقا ولاحقاً".

وتأتي محاضرة الباحث خالد بن غانم العلي، التي كانت بعنون "القطريون بين الفعل ورد الفعل.. مقاربة تاريخية"، ضمن سلسلة من الجلسات عن الأحداث التاريخية في قطر، تحديات واستجابات، تنظمها وزارة الثقافة الرياضة في قطر.

المساهمون