العراق: معركة الشارع تحتدم بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"

الأزمة السياسية في العراق: معركة الشارع تحتدم بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"

13 اغسطس 2022
أنصار "الإطار التنسيقي" يقيمون خيمهم (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

دخلت الأزمة السياسية المتفاقمة في العراق مرحلة جديدة، بعد أن أعلن تحالف "الإطار التنسيقي" الحليف لإيران، البدء باعتصام مفتوح لأنصاره عند إحدى بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، بموازاة اعتصام أنصار "التيار الصدري" داخل المنطقة، وسط تعارض بالمصالح والمطالب بين الطرفين، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة قد تُدخل البلد في دوامة المواجهة الشعبية.

وعقب تظاهرات أنصاره، عصر أمس، وجّه "الإطار التنسيقي"، بالبدء بالاعتصام المفتوح عند بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، مؤكداً في بيان أن المطالب التي رفعت تمثل مطالب "الأغلبية الوطنية في الحياة الحرة الكريمة وقيام حكومة الخدمة الوطنية التي توفر العيش الكريم لأبناء الشعب العراقي كافة".

وتعهد بـ"العمل الجاد والمتواصل من أجل تحقيق المطالب"، قائلاً: "الأهم من ذلك أن هذا الوطن لا يدار إلا بالحوار والتفاهم بين جميع أبنائه، ولا يمكن طرفاً أن يصادر إرادة الجميع تحت أي ذريعة أو حجة".

واليوم السبت دخلت اعتصامات الصدريين أسبوعها الثالث على التوالي، وسط تزايد الدعم العشائري والشعبي، الذي حجّم من فرص "الإطار" في تشكيل الحكومة، ما دفعه إلى استخدام ورقة الشارع، التي قد تكون الورقة الأخيرة في هذه الأزمة.

وليل أمس، عمل أنصار "الإطار التنسيقي" على نصب خيمهم، وتوفير كل مستلزمات الاعتصام، الذي قد يستمر إلى وقت غير معلوم.

ولا يفصل بين معتصمي الطرفين سوى مسافة لا تزيد على كيلومتر فقط، وينتشر عناصر الأمن بينهما لمنع أي احتكاكات قد تحدث.

ووسط هذه الأجواء المحتقنة، رفعت القوات الأمنية حالة التأهب والاستعداد تحسباً لأي طارئ قد يحدث. وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "اعتصام أنصار الإطار زاد من حدة التوتر الأمني، وإن التعليمات التي صدرت ليل أمس من القيادة العليا، نصت على رفع حالة الاستعداد والتأهب، والانتشار المكثف بين المعتصمين من الطرفين، ومنع أي محاولة اقتراب من أي طرف نحو الآخر".

وأضاف أن "التوجيهات نصت أيضاً على تشديد الإجراءات داخل وفي محيط المنطقة الخضراء، وأغلب مناطق العاصمة"، مؤكداً أن "الوضع الحالي تحت السيطرة"، وأن "التشديد يهدف إلى حماية المعتصمين من الطرفين ومنع فرص المواجهة بينهما".

النائبة عن "الإطار" حنان الفتلاوي، دعت في تغريدة لها، الحكومة إلى "تأمين مؤسسات الدولة، وعدم تعطيل المسار الديمقراطي للوصول إلى تسليم سلمي للسلطة، حتى لا يقال إن المستفيد الأكبر من هذا التعطيل هو الحكومة الحالية!".

مقابل ذلك، يواصل أنصار "التيار الصدري" اعتصاماتهم وينتظرون توجيهات زعيمهم، مقتدى الصدر. وقال بلال الزركاني، وهو أحد المعتصمين من أتباع الصدر، لـ"العربي الجديد": "مستمرون بالاعتصام، والغلبة في الشارع لنا، والدعم الشعبي يتزايد يومياً"، مؤكداً بقوله: "ملتزمون سلمية الاعتصام، وننتظر توجيهات الصدر".

ومنح الزخم الشعبي الكبير الذي حازه زعيم "التيار الصدري" من خلال دعم العشائر وأطياف كبيرة من الشعب في عموم المحافظات، دعماً للصدر لكي يطلب من السلطة القضائية حل البرلمان في أجل أقصاه نهاية الأسبوع الجاري، محذراً من "خيارات أخرى" بخلاف ذلك.

السياسي العراقي، عزت الشابندر، أكد أن اعتصامات "الإطار" غيرت معادلة "ليّ الأذرع"، وقال في تغريدة له: "بعد تظاهرة الإطار التنسيقي، تنتهي نظرية ليّ الأذرع في إدارة الصراع بين الأطراف المتنافسة. ومع رفض الجميع لاحتمالات اللجوء إلى العنف، لم يبقَ غير الحوار تحت سقف الدستور طريقاً لحل المشكلات كلها".

أما الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرة داغي، فقد حذر من المواجهة المحتملة بين الطرفين، وقال في تغريدة إن "مواجهة هذا الجمهور الكبير للتيار والإطار قد يشكل خطراً كبيراً، قد تكون نتائجه سلبية"، مؤكداً أن "ذهاب الصدر باتجاه الشارع كان هو الخطوة الأولى الخطرة التي تبعها الإطار. أليس الأفضل اللجوء الى الحوار البناء لمصلحة البلد؟".

ومما يزيد خطورة الموقف بالشارع، أن "الإطار التنسيقي" يعتبر هذه الاعتصامات، فرصته الأخيرة لإثبات وجوده وثقله الشعبي، ويعوّل عليها في استرداد ما يعتبره حقه بتشكيل الحكومة الجديدة، باعتباره أنه يمثل "الكتلة الكبرى" برلمانياً، بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.

المساهمون