العراق: ما الرسائل وراء الإعلان عن اجتماع "فصائل المقاومة" في طهران؟

العراق: ما الرسائل وراء الإعلان الرسمي عن اجتماع "فصائل المقاومة" في طهران؟

20 مارس 2024
يُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كتائب حزب الله العراقية وفصائل مسلحة أخرى عقدت اجتماعًا في طهران، معلنة عن التزامها بالدفاع عن الشعوب المستضعفة والارتباط الوثيق بإيران، في خطوة تُظهر استراتيجية ضغط سياسي على الولايات المتحدة وإسرائيل.
- الإعلان يأتي في سياق توترات إقليمية، مؤكدًا على وحدة الفصائل ودور إيران كراعٍ لها، وذلك في ظل ترجيحات بتصاعد التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة.
- تم الإعلان عن وقف العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية لفتح باب التفاوض لإخراجها من العراق، في استراتيجية تجمع بين التهديد والتفاوض، مع سعي إيران لتهدئة الفصائل والحد من التوترات.

أثار إعلان عدد من أبرز الفصائل المسلحة في العراق عقدها اجتماعاً في العاصمة الإيرانية طهران، قالت إنه يضم قادة فصائل عراقية وغير عراقية، تساؤلات وتفسيرات كثيرة، خصوصاً أن هذا الإعلان يُعدّ الأول من نوعه، وكانت دائماً ما تُعقد هكذا اجتماعات بسرية، دون الكشف عنها أو عن تفاصيلها.

وكشفت كتائب حزب الله العراقية، أبرز الفصائل المسلحة في العراق المدعومة من إيران، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، عن عقد اجتماع لقادة الفصائل العراقية وغير العراقية في طهران، وتأكيد أمينها العام أبو حسين الحميداوي خلال اجتماعه مع قيادات "محور المقاومة"، أنّ "جهود المقاومة منصبّة على الدفاع عن الشعوب المستضعفة وحماية مكتسبات الأمة، وهي بذلك تراعي التوقيتات، وتتفاعل مع التحديات الأساسية، وتدير قراراتها بحكمة وتدبر، فهي أعلم بشعابها، ولا تسمح للمُسيَّسين والضعفاء بأن يتدخلوا في حيثياتها"، بحسب بيان رسمي للكتائب.

وفي السياق، قال رئيس مركز "التفكير السياسي" في بغداد إحسان الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "بيان كتائب حزب الله، مقصود وفيه تأكيد على ارتباطها الوثيق بإيران، ولهذا صدر البيان من إيران، ويبيّن مستوى التواصل والتنسيق والتعاون والرعاية".

وبيّن الشمري أن "الإعلان الرسمي عن اجتماع الفصائل في طهران، يدلّ على أن كتائب حزب الله ومن معها من الفصائل، لا تزال متمسكة بموضوع وحدة الساحات ولن تتخلى عنه، كما أن هذا الإعلان مرتبط بتطورات الحرب في غزة، والذهاب نحو رفح وما بعد رفح، خصوصاً في ظل الترجيحات بالاقتحام الإسرائيلي لجنوب لبنان والاشتباك المباشر مع حزب الله اللبناني، وهذا ما دفع إلى هذا الإعلان، فهو جزء من وسائل الضغط تجاه الولايات المتحدة الأميركية أولاً، وبشكل مباشر على إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران أرادت أن توجه رسالة من خلال هذا الاجتماع والإعلان عنه بشكل رسمي، بأنها قادرة على إيجاد جهات وأطراف يمكن أن تنخرط في الحرب الدائرة أو التي ستدور في لبنان أو على مستوى البحر الأحمر المتعلّق بالحوثيين، أو حتى على المستوى الداخلي العراقي".

من جهته، قال الباحث السياسي والأستاذ بجامعة أهل البيت في كربلاء، غالب الدعمي، لـ"العربي الجديد"، إن "الإعلان الرسمي عن اجتماع فصائل عراقية في طهران، رسالته أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الجهة الراعية والمؤثرة والفاعلة بقضية عمل الفصائل العسكرية داخل العراق وخارجه، وهذه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية".

وبيّن الدعمي أن "هذا الإعلان الذي يُعدّ الأول بشكل رسمي، رسالة بأن إيران تتبنى تلك الفصائل في المنطقة، وهي جزء من وسائل الضغط الإيرانية لحسم بعض الملفات العالقة التي تخصها مع الولايات المتحدة الأميركية". وأضاف أن "إيران تدرك خطورة اتساع دائرة الحرب في المنطقة، ولهذا هي عملت على تهدئة الفصائل، والحدّ من عملياتها ضد الأميركيين، فهي تعلم جيداً أن اتساع الحرب سوف يدفعها للدخول بحرب مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وهي طبعاً لا تريد ذلك، والاجتماع ربما ركز على هذا الأمر وعلى إيصال رسائل التهديد".

وفي الخامس من فبراير/ شباط، أعلنت كتائب حزب الله العراقية وقف عملياتها العسكرية ضد واشنطن، مبررة ذلك بجملة من الأسباب، أبرزها منح حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الفرصة للتفاوض على إخراج القوات الأميركية من البلاد.

وأعقب ذلك موقف مماثل لـ"النجباء"، و"سيد الشهداء"، وفصائل أخرى تنضوي ضمن "المقاومة الإسلامية"، التي تنفّذ عمليات ضد الأميركيين في العراق والجوار السوري الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، رداً على "الدعم الأميركي المفتوح للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المتواصلة بقطاع غزة".

ونفذت "المقاومة الإسلامية في العراق" والمليشيات التابعة لها، المدعومة من طهران، أكثر من 180 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين في الأنبار وأربيل، غربي وشمالي العراق، إلى جانب هجمات مماثلة على قواعد أميركية شرقي سورية، ضمن الحسكة ودير الزور.

المساهمون