الطبوبي في الجزائر.. رسالة جزائرية إلى قيس سعيّد؟

الطبوبي في الجزائر.. رسالة جزائرية إلى قيس سعيّد؟

04 يوليو 2022
وصل الطبوبي إلى الجزائر مساء أمس الأحد (تويتر)
+ الخط -

وصل الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إلى الجزائر، مساء أمس الأحد، بدعوة رسمية من الحكومة الجزائرية والاتحاد العام للعمال الجزائريين، للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال، وعقد لقاءات مع المسؤولين الجزائريين.

وستكون للطبوبي، إضافة إلى حضور الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ60 لعيد استقلال الجزائر، سلسلة من اللقاءات السياسية، كما يرتقب أن يستقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، وستكون الزيارة فرصة لمناقشة بعض القضايا ذات الصلة بالوضع السياسي في تونس وفي المنطقة، خصوصاً في ظل السياسات المنفردة الي ينتهجها الرئيس قيس سعيّد، ومشروع الدستور الذي يطرحه للاستفتاء في 25 يوليو/تموز المقبل.

واستقبل الطبوبي والوفد النقابي التونسي الذي يرافقه، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لباطشة. واعتبر الاتحاد أن هذه الزيارة "تأكيد على عمق العلاقات بين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام للعمال الجزائريين، وهي علاقات تاريخية برزت خصوصاً قبل استقلال البلدين في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. وساهمت المنظمتان في دور وطني كبير دفاعاً عن الاستقلال الوطني".

وتعبّر هذه الزيارة عن حماسة جزائرية واضحة لمواقف اتحاد الشغل من التطورات في الداخل التونسي، خصوصاً بعد تصريحات الطبوبي الأخيرة التي قال فيها إن ما يحدث في تونس هو معترك إقليمي يقود إلى التطبيع، مشيراً إلى أن هناك مخططاً لجر تونس نحو محور التطبيع، بهدف محاصرة الجزائر.

وتنطوي الدعوة الرسمية الجزائرية للأمين العام للاتحاد التونسي للشغل على رسالة سياسية أخرى توجهها السلطة السياسية في الجزائر إلى سعيّد، بشأن تحفظها على سياساته وتحالفاته الإقليمية غير المعلنة، والتي قد تضع تونس بصدد انحياز لمحور معيّن، ما قد يحدث خلخلة في التوازنات القائمة في المنطقة، ويشكل بنظر النخب السياسية والسلطة في الجزائر تهديدات على المدى المنظور لأمنها القومي.

وقال المحلل السياسي حسان خلاصي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "السلطة السياسية في الجزائر معروفة بحسابها الدقيق لبعض الخطوات، وأعتقد أن دعوة الطبوبي، مع الموقف النقدي الحاد الذي يبديه تجاه سعيّد، تعطي مؤشراً إلى أن الجزائر ليست على وفاق مع الرئيس التونسي وسياساته، وزيارة الطبوبي الذي يمثل الاتحاد، وهو أبرز القوى الفاعلة والمؤثرة في تونس، في هذا التوقيت، هي رسالة واضحة لقيس سعيّد بوجود رفض جزائري لسياساته المحلية التي قد تدمر أسس الاستقرار الداخلي في تونس، وتؤثر على الجزائر".

وتابع: "من جانب ثانٍ، وهذا هو الأكثر أهمية، رفض الجزائر لتحالفاته الإقليمية، ونعتبر أن دعوة الطبوبي ومستوى الاستقبال الرسمي الذي خص به، هو إشارة إلى تبنٍّ جزائري واضح لموقف الاتحاد الذي يتحدث عن وجود تحالف إقليمي يجر تونس للتطبيع لحصار الجزائر".

وتنظر الجزائر منذ فترة بحذر وريبة للتطورات في تونس ولسياسات قيس سعيّد، وكان التصريح الأخير للرئيس تبون في روما مؤشراً واضحاً إلى ذلك، حيث تستشعر الجزائر وجود ضغوط وأياد إقليمية متدخلة، خصوصاً من مصر والإمارات وفرنسا.